ناج من الزلزال: أشعر أنني سأموت هذه الليلة من البرد

TT

بام ـ رويترز: قال طهماسب يوسف عبادي انه فقد 17 من أفراد عائلته عندما دمر الزلزال الجزء الاكبر من هذه المدينة الايرانية القديمة ودفن الآلاف من الناس تحت الأنقاض. وكانت الشوارع ضاجة بالناجين المرعوبين، والجاثمين تحت البطانيات على أمل وصول مواد الاغاثة سريعا. وقال عبادي، سائق سيارة الاجرة البالغ من العمر 26 عاما انه «لم يأت احد لمساعدتنا. كل ما نريده هو خيمة. أشعر أنني قد اموت هذه الليلة فالطقس شديد البرودة». وقد دمر الزلزال ما يقرب من 70 في المائة من المباني في المدينة، دافنا السكان النائمين تحت أنقاض بيوتهم المشيدة من الطوب.

وعندما حل الليل وانخفضت درجة الحرارة الى ما تحت الصفر أشعل الناس النيران لتدفئة أنفسهم وحولوا أغصان النخيل الى مشاعل تضيء لهم وهم يحفرون بأياديهم بحثا عن ناجين.

كانت بام من دون ماء أو غاز أو كهرباء. وكان الأطفال الباكون والصبية الذاهلون ممن نجوا من انهيار بيوتهم في ساحات المدينة، يرتعشون من البرد تحت بطانيات الصوف، بينما كان الموتى يتراكمون على المقاعد الخلفية للسيارات أو يتكدسون فى الشاحنات، فيما يتمدد الجرحى على الأرصفة المليئة بالأنقاض، وكان بعضهم يتلقون سوائل مغذية، بينما العمال يحفرون خنادق كانت تملأ بالجثث على عجل. وقال روح الله بهرامي، وهو صاحب دكان ناقما «لو كان هذا هو الغرب لكنا قد تلقينا الكثير من المساعدات الآن».

وتختنق الطرق المؤدية الى بام بسيارات الاسعاف والسيارات المليئة بالناس اليائسين من امكانية معرفة ما اذا كان أقرباؤهم ما زالوا أحياء، فيما السكان يقدمون البسكويت لسائقي السيارات والبنزين لسيارات الاسعاف. وأظهر التلفزيون الايراني صور الناجين المتسخين والذاهلين وهم يحشرون في طائرة مدنية. كان كثير منهم ينزفون وبعضهم لفوا بأربطة.

وقد أرسل عدد من الدول فرق أطباء وعمال انقاذ وكلاب بوليسية ومعدات خاصة لتحديد أماكن الناجين المدفونين تحت الأنقاض، ولكن احدى الناجيات، وهي مريم، البالغة من العمر 17 عاما، قالت ان سيارات الاسعاف جاءت متأخرة. واضافت «فقدت كل أفراد عائلتي. فوالداي وجدتي وشقيقتاي تحت الأنقاض». وقالت مليحة، البالغة 50 عاما، انها فقدت أولادها الثلاثة وهي بحاجة ماسة الى هاتف جوال لتتصل بأفراد العائلة والأصدقاء. وتضرب النساء العجائز على رؤوسهن ويلطخن خدودهن بالطين أمام مشهد جثث الأقرباء المرصوصة جنبا الى جنب.

وقالت تقارير من موقع الكارثة انه لم يكن هناك سوى عدد قليل من عمال الاغاثة وان المستشفيات العاملة مليئة بالناس بما يزيد عن طاقتها. وكان كثير من الجرحى ينقلون الى مدن قريبة.