قلعة «بام» الأثرية بنيت من القش والصلصال قبل ألفي عام ودمرت وأعيد بناؤها مرات عدة

TT

طهران ـ أ.ف.ب: تعتبر قلعة بام الاثرية في مدينة بام الواقعة على بعد الف كيلومتر جنوب شرقي طهران والتي دمرها زلزال عنيف فجر اول من امس، احد اهم معالم الارث الثقافي الايراني اذ كانت اكبر بناء مصنوع من التراب المدكوك في العالم.

ويعود تاريخ هذه القلعة الكبيرة الى اكثر من الفي سنة. وتعرضت لعمليات اجتياح وحصار عديدة ودمرت واعيد بناؤها مرات عدة اخرها في عهد السلالة الصفوية ـ من القرن السادس عشر الى القرن التاسع عشر ـ لكن بعض ابنيتها العائدة الى القرنين الحادي عشر والثاني عشر كانت لا تزال قائمة حتى الان. وتمتد القلعة على طول 300 متر وعرض 200 متر، وتقع داخل مدينة بام الاثرية المحاذية للمدينة الجديدة التي تحمل الاسم ذاته. وهي مثال على البناء المدني في ايران قبل الحقبة الاسلامية. وفي الماضي كان يقيم تسعة الاف الى 13 الف شخص في المدينة القديمة التي تمتد على مساحة ستة كيلومترات مربعة. وقد هجرها سكانها مطلع القرن العشرين وان كان لا يزال بعض الحرفيين وباعة القطع التذكارية يشغلون منازل قليلة فيها. والقلعة مزودة بـ28 برج مراقبة وتقع على نتوء صخري ارتفاعه 60 مترا.

وهي تشبه قصرا اوروبيا من القرون الوسطى لكن خلافا للابنية الاوروبية المصنوعة من الحجارة فهي كانت مبنية بمزيج من الصلصال والقش ومن حجر الصلصال. وكان يعلو القلعة برجان كبيران يبعد الواحد عن الاخر مسافة 40 مترا وقد بنيا قبل خمسة قرون تقريبا. وكانت تضم ايضا بناءين الاول يدعى «شاهار فصل» او «فصول اربعة» والثاني «منزل الأسياد» وكانا مخصصين لحكام تلك الفترة. وشكلت هذه المدينة التي تشكل واحة وسط صحراء «دشت الكبير»، لفترة طويلة محطة رئيسية على طريق الحرير بين الصين واوروبا قبل ان تفقد مكانتها هذه مع تطور وسائل النقل مطلع القرن العشرين. لكنها استعادت بعضا من مكانتها مع ازدياد اهتمام السياح بها في السنوات الاخيرة. واطلق اخيرا برنامج واسع النطاق لاعادة تأهيل المدينة وتم ترميم جزء من المدينة القديمة والقلعة.