الأمير عبدالله استقبل أعضاء الملتقى الثاني للحوار السعودي منوها بجهودهم ومشددا على الوسطية

ولي العهد السعودي: ما قيل سلبا عن المساعدات لضحايا زلزال إيران صدر من أشخاص لا يملكون أي أخلاق

TT

أكد الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي ان المساعدات السعودية لضحايا الزلزال الذي ضرب مدينة بام الايرانية تنطلق أساسا من الدعم للأشقاء هناك، مشددا على أن ما نشر سلبا حول المساعدات هو من باب الأكاذيب والافتراءات على بلاده، لافتا إلى أن مروجي مثل هذه الأخبار والتعليقات ليست لديهم أية أخلاق.

واعتبر ولي العهد خلال استقباله أمس في الرياض أعضاء الملتقى الثاني للحوار الوطني الذي عقد في مكة المكرمة نهاية الشهر الماضي أن التاريخ لن ينسى للمشاركين جهدهم في خدمة الدين والوطن، وشدد على الوسطية التي يجب على الجميع الالتزام بها وركز في حديثه على ضرورة التمسك بالعقيدة والوطن والصبر والعمل. وأضاف أن الحوار لا يأتي إلا بالخير كما يزيد من تماسك القلوب وترابطها. واكد الأمير عبد الله، من ناحية ثانية، أن المرأة السعودية «هي الأم والأخت والزوجة والابنة ولهذا لها تجاهنا حقوق».

بعد ذلك تحدث الأمير عبد الله عن ما ينشر في شبكة الانترنت وبين انزعاجه من يتسمون باسم السعودية للإساءة إليها وإلى شعبها، مؤكدا أن هؤلاء ليسوا سعوديين وان هناك من يملي عليهم ما يقولون. وأضاف أنهم ليست لديهم أية أخلاق أو حساسية. وطرح الأمير عبد الله أمثلة حول ما كتب عن المساعدات السعودية لإيران عقب الزلزال الذي تعرضت له مدينة بام أخيرا، مبينا أن المساعدات السعودية تنطلق من الواجب تجاه الأشقاء وان الرياض اقترحت على دول الخليج العربي المساعدة في اعمار المدينة المتضررة من المنطلق ذاته.

ولفت الأمير عبد الله إلى أن ما نشر حول المساعدات السعودية من أشياء بعضها يرى أن الايرانيين لا يستحقون المساعدة أو ما افتراه البعض على السعودية من الأكاذيب مثل القول بأن تبرعات الدم فيها «إيدز» أمر غير مقبول، مؤكدا أن المساعدات تنطلق من أسس الدعم للأشقاء في المحن التي تمر بهم وان هؤلاء الذين يفترون على السعودية في المنتديات الالكترونية ليسوا سعوديين والجميع يعلم الجهات التي تقف خلفهم. وتمنى الأمير عبد الله للمشاركين النجاح والتوفيق واقترح أن يستمر الحوار ما بين شهرين إلى شهرين ونصف الشهر وذلك لتعم الفائدة.

وقال الدكتور صالح الحصين رئيس الملتقى الثاني للحوار الوطني إن غالبية المشاركين راضون عن أداء الحوار وان منع وسائل الإعلام كان بهدف عزل تأثير الرأي العام على الملتقين لكي يعبروا عن آرائهم بكل حرية، مشيرا إلى ضرورة استمرار الحوار الذي يعالج الغلو والتطرف وحتى يكون أسلوبا من أساليب الحياة لدى المواطن السعودي.

ثم تحدث عدد من أعضاء الحوار الوطني وبينوا أن الحوار هو السبيل الوحيد لتدارك الأخطاء وانه يهدف إلى إعلام من أساء للوطن بأن من خلال هذا الحوار يمكن أن يعبر عن رأيه ، فيما بارك بعضهم خطوة الإصلاح معتبرين أن اللقاء اوجد الأرضية للتحاور بين الرؤى المختلفة.

وعلق حسن الصفار احد المشاركين في الملتقى على بعض الأقوال التي ترددت وتفيد بأن الشيعة قدموا إلى الحوار الوطني وليس لديهم ما يخسرونه بقوله إن هذه الأقوال غير مقبولة لان الوطن سيكون الخاسر من وراء مثل هذه الأقوال. وأكد انه من خلال جلسات النقاش التي دارت بين الأعضاء «تبين لنا أن هناك رغبة حقيقية إلى التواصل وتصحيح الأفكار المغلوطة عن بعضنا»، مشيرا إلى التباين في الأفكار والآراء ظاهرة جيدة لأنها توصلنا إلى الالتقاء في نقطة وسط.

وقال الدكتور عبد الله الغذامي إن السعودية مجتمع محافظ ولذلك يجب التحول من الانكفاء إلى المكاشفة وان مقولة ان الجميع على رأي واحد وفكر واحد هي من عبارات المجتمعات المحافظة التي تعتبر التنوع أمرا مضرا «بينما نحن متعددون متنوعون في الواقع والتنوع لا يكون مضرا وعلينا أن نعترف بذلك لكي لا نقع في الأخطاء». وأشار الغذامي الى أن المجتمع يعيش حالة من التغير في الذهنية التي يجب عدم استعجال نتائجها بل مواصلة التفاعل مع الحوار ليظل محافظا على الحماس الذي يحيطه. وتوقع الغذامي خلال العقد المقبل ظهور التغيرات التي نتجت عن الحوار الوطني.

وطالب الدكتور سامي عنقاوي أن يضم الحوار المقبل عناصر من الشباب لان هذه النقاشات تهتم بالمستقبل ولذلك يجب إشراكهم، معتبرا مشاركة النساء في هذا الملتقى شيئا ايجابيا لأنهن جزء من المجتمع ولهن دور في التنشئة. وعن التباين الفكري بين الإسلاميين والليبراليين قال عدد من الأعضاء إن الجميع أكد أن المرجعية المتفق عليها هي القرآن والسنة أما القضايا الخلافية فكان أبرزها موضوع المرأة. وشدد الأعضاء على أن الجميع يؤكد الوحدة الوطنية وان التنوع والاختلاف شيء طبيعي وجيد.