مشاركات في الحوار الوطني: المشاركة النسائية كانت فاعلة وأضافت جوا انعكس على التوصيات

TT

ناقشت عشر من المثقفات والأكاديميات السعوديات على مدى 4 أيام، إلى جانب 50 عالما ومثقفا، 15 بحثاً حول الجوانب الشرعية والتربوية والنفسية والاجتماعية والإعلامية والسياسية والاقتصادية تحت عنوان «الغلو والاعتدال.. رؤية منهجية شاملة». وجاء النقاش ضمن فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الثاني في مكة المكرمة. بيد ان هناك من رأى أن المشاركة النسوية في الحوار كانت صورية، لأن المشاركات لم يقدمن أوراق عمل، إضافة إلى أن المشاركات كن يناقشن من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة بعيدة عن أجواء النقاش الساخنة التي كانت تدور لدى الجانب الرجالي من المؤتمر. لكن الدكتورة فوزية البكر، إحدى المشاركات في المؤتمر قالت إن ذلك الفصل لم يكن ذا تأثير على طبيعة المشاركة «فكانت تعطى للمشاركة نفس المدة التي تعطى للمشارك وهي 3 دقائق لكي يشرح وجهة نظره أو يطرح مداخلته»، وتضيف فوزية البكر أن عملية العزل «لم يكن لها تأثير مهم، فما كان يدور في قسم الرجال ينقل مباشرة، والعكس كذلك».

ورأى آخرون ان البداية النسائية كانت «جيدة، نظراً لعدم وجود مشاركة نسائية في المؤتمر الأول»، وأن هذه المشاركة «خطوة أولى في سبيل إشراك المرأة في الحوارات الوطنية، مما يسهم في إثراء الحوار وإعطائه صفة وطنية أشمل».

وقالت الدكتورة أمل الطعيمي، كاتبة وأكاديمية، أن الحضور النسائي «إنجاز بحد ذاته عندما يكون علنياً كما حدث في مؤتمر مكة للحوار الوطني، وهي بداية مرضية، فالمرأة تشارك بفعالية في بناء وطنها إلى جانب الرجل». واضافت «هذه المشاركة مهمة للمرأة السعودية فهي تشكل نصف المجتمع كما هي مؤهلة لتحاور وتتخذ القرار الصائب».

وحول حجم المشاركة قالت الدكتورة امل الطعيمي «كان المفترض أن يكون عدد المشاركات مساوياً لعدد المشاركين». ولم تهمل الإشارة إلى ان المشاركة النسائية كان لها مؤيدون ومعارضون سواء داخل المؤتمر أو خارجه. وقالت «ان المؤتمر بهذه الصيغة جديد على البيئة الثقافية المحلية، فلا نتوقع أن يكون هناك رضاء تام على ما حدث».

وعلى ضوء التسريبات الإعلامية من قاعة المؤتمر أشارت امل الطعيمي إلى أن «بعض المشاركات كن فاعلات بدرجة اكبر».

إحدى المشاركات في المؤتمر وهي الدكتورة هند بنت ماجد آل خثيلة وصفت المشاركة النسائية في المؤتمر بأنها «فعالة»، وقالت «كثير من الناس يرى أن المشاركة غير رئيسية، بل على العكس من ذلك، كانت مشاركتنا رئيسية وبالمستوى العلمي والثقافي المطلوب، فالمشاركة كانت فعالة وأضافت جواً من النقاش انعكس في النهاية على توصيات المؤتمر»، وبررت الدكتورة هند آل خثيلة عدم تقديم أوراق عمل من قبل المشاركات بأن المشاركين «لم يكن مطلوباً منهم جميعهم تقديم أوراق عمل، ولو طلب من المشاركات تقديم أوراق عمل لفعلن ذلك دون تردد فهن قادرات على تقديم أوراق عمل مميزة. بينما ترى الدكتورة فوزية البكر أن هذه المشاركة جاءت بمثابة بالون اختبار لقياس ردة الفعل تجاه هذه المشاركة وتقييمها في ضوء ما ستضيف»، كما أكدت أهمية تقديم أوراق عمل من قبل المشاركات، ولكنها قالت في الوقت نفسه إن أوراق العمل كانت «للمساعدة فقط ولإثارة النقاش ولم تكن هي الأساس. وهذا ما كان يؤكد عليه دوماً رئيس المؤتمر الشيخ صالح الحصين». وأضافت أن هذه الأوراق كانت «مقدمة من خريجي الجامعات الدينية باستثناء الجانب السياسي والاقتصادي»، كما وصفت المشاركة النسائية في النقاشات بين المهمة والفعالة والإنشائية.

وعن أجواء المؤتمر وفيما إذا كانت الحدة التي تغلب على الجانب الرجالي ألقت بظلالها على الجانب النسائي، قالت الدكتورة هند آل خثيلة «لا أستطيع وصف الجو العام بالحدة، وإن كان في بعض فترات النقاش يشعرك بذلك. ولكن الشعور العام والسائد هو وجود مستوى عال من المصارحة وشعرنا في كثير من الجلسات بالاختلاف. ولكن، لم نشعر بالخلاف. كان هناك شعور سائد مفاده أن الجميع أتى ليفهم ويتصارح. وهذا هو المطلوب». وعن دور المشاركات في صياغة البيان الختامي تقول الدكتورة هند آل خثيلة «كانت هناك لجنة لصياغة البيان الختامي من المشاركين. وفيما يبدو أنها المسؤولة عن صياغة بيان المؤتمر الأول. وكانت هناك ملاحظات من قبل المشاركات على توصيات المؤتمر أخذ ببعضها» بينما تؤكد الدكتورة فوزية البكر مساهمة المشاركات في تعديل بعض التوصيات وطرح رؤاهن حول هذه التوصيات التي ضمنها البيان الختامي.