حفيد الخميني يعود إلى إيران ومصادر تتوقع تقديمه لمحكمة رجال الدين خلال أيام

حسين الخميني غادر العراق بعد أن تلقى رسالة من جدته وإثر تحذيرات أميركية من استهدافه

TT

دخل حجة الاسلام السيد حسين الخميني، حفيد آية الله الخميني، الأراضي الايرانية، من العراق الذي كان قد لجأ إليه، عقب إسقاط نظام صدام حسين ليعلن ثورة ضد النظام الذي أسسه جده في فبراير (شباط) عام 1979.

وكما كان خروج حسين الخميني من إيران مفاجئا للجميع، فإن عودته المفاجئة أثارت هزة، لا سيما بين معارضي النظام الذين كانوا قد رحبوا بتمرد حفيد الخميني على حكم الولي الفقيه الثاني، وبغض النظر عن انتمائهم السياسي، اعتبروا انضمام حسين الخميني الى صفوف المعارضة ضربة للنظام، خاصة في الوقت الذي اثار سقوط صدام حسين والوجود الاميركي العسكري والأمني المكثف في العراق قلقا كبيرا لدى النظام بطهران.

وكان حسين الخميني عقب خروجه من إيران قد أدلى بحديث لـ«الشرق الأوسط» كشف فيه دوافع خروجه، وتحدث عن برامجه لتغيير النظام لإحلال حكومة وطنية علمانية محله، تحترم الدين وتحافظ على حرمة العلماء، على حد قوله.

وكان حسين الخميني قد نزل في بيت والده الراحل مصطفى الخميني الذي توفي قبل سنة من اندلاع الثورة الايرانية، في النجف، حيث قضى الامام الخميني وأسرته 13 عاما في المنفى، وبعد مقابلات حسين الخميني التي أعلن خلالها «ان النظام الحاكم في ايران ليس إسلاميا بل هو نظام شمولي مستبد يحكم باسم الدين ولا بد من إسقاطه»، فانه اصبح هدفا لعناصر الاستخبارات الايرانية المنتشرة في العراق، مما تسبب في ان ينتقل الى بغداد ليقيم في فيلا كان يقيم فيها عزة ابراهيم الدوري، نائب صدام حسين.

وحينما ارتفعت وتيرة التهديدات الموجهة ضده بإهدار دمه من قبل احد المسؤولين الايرانيين، توجه حسين الخميني الى الولايات المتحدة، حيث القى محاضرات في عدد من معاهد واشنطن وفيرجينيا، كما شارك في برامج اذاعية وتلفزيونية موجهة الى ايران، فضلا عن برنامج «أون لاين» في تلفزيون «صوت أميركا»، ندد فيها بالنظام في ايران. ودعا الشعب الايراني الى التمرد والعصيان المدني. وكان من مفاجآت زيارة حسين الخميني لواشنطن لقاءه مع نجل شاه ايران الراحل الامير رضا بهلوي الذي يتزعم المعارضة الملكية الدستورية. ورغم ان اللقاء تم بسرية كاملة، غير ان «الشرق الأوسط» كشفت عنه، مما دفع مكتب رضا بهلوي الى اصدار بيان، اوضح فيه تفاصيل مباحثات نجل الشاه مع حفيد الرجل الذي قاد ثورة ضد والده.

وفي مقابلة حية مع اذاعة «ياران» الفضائية الفارسية في مدينة لوس انجليس، التي يستمع اليها الملايين من الايرانيين داخل ايران وخارجها، أكد حسين الخميني على انه يعارض تدخل رجال الدين في الحكم، قائلا ان المؤسسة الدينية خسرت رصيدها نتيجة لحكم الملالي في ايران منذ عام 1979 .

وبعد عودته الى العراق من الولايات المتحدة، قرر حسين الخميني الاستقرار في النجف مدينته المحببة ليقضي اوقاته في التدريس والتعليم، غير ان التهديدات الموجهة اليه قد اشتدت، لا سيما بعد مقتل آية الله محمد باقر الحكيم، رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، الذي كان بمثابة الاب لحسين الخميني كون حفيد الامام الخميني صديقا حميما لأحد أنجاله.

وحسب احد اصدقاء حسين الخميني في النجف، فان الادارة المدنية الاميركية في العراق التي يرأسها بول بريمر قد التقى حسين الخميني عدة مرات للاشادة بمواقفه المؤيدة للولايات المتحدة في حربها ضد النظام العراقي السابق، حذرت حفيد الخميني من الاخطار التي تهدد حياته.وإثر كشف محاولات استهدفت حياته، اضطر حفيد الخميني الى تقليل نشاطه السياسي والاختفاء عن الانظار، الى ان جاءته رسائل متتالية نقلها اليه بعض مسؤولي النظام، مفادها انه في حالة عدم عودته الى ايران، فان مصير عمه احمد الخميني قد يكون بانتظاره، كما ان اسرته (زوجته واولاده) لن تعيش بسلامة في ايران.

وتجدر الاشارة الى ان نائب وزير الامن السابق علي فلاحيان، (سعيد امامي)، الذي انتحر في السجن بعد اعتقاله بأمر محمد خاتمي عقب اغتيال خمسة من ابرز المثقفين والكتاب وزعيم حزب الشعب المعارض داريوش فروهر وزوجته، قد اعترف بأنه دس السم في الادوية التي كان يتناولها احمد الخميني بأمر رئيسه بعد ان اتهم نجل الامام الخميني مسؤولي النظام بالفساد والدكتاتورية، كما كشف في خطاب تم نشره بعد وفاته عن معارضة والده لاستمرار الحرب مع العراق بعد تحرير خرمشهر، غير انه اضطر الى قبول طلب هاشمي رفسنجاني رئيس البرلمان والمكلف بادارة الحرب، ومحسن رضائي قائد الحرس السابق بمهاجمة القوات العراقية لاحتلال البصرة تحت ضغوط وظروف غير طبيعية كانت تعيشها البلاد.

واخيرا وصلت رسالة الى حسين الخميني من جدته حرم الامام الخميني السيدة بتول ثقفي التي يحبها حسين كثيرا، وبوصول الرسالة جمع حسين حقائبه متجاهلا تحذيرات اصدقائه وبعض اقاربه، وتوجه الى النقطة الحدودية في القاطع الاوسط، ولم يواجه حسين الخميني أية مشكلة، حيث وصل الى قم اول من امس وانضم الى اسرته، فيما يتوقع احد اصدقائه بأن يتم احضاره خلال الايام المقبلة الى المحكمة الخاصة لرجال الدين.