واشنطن ترفض رفع العقوبات عن طرابلس قبل تدمير برامج الأسلحة الليبية

TT

تجاهلت الولايات المتحدة تحذيرا ليبيا بالامتناع عن تسديد آخر دفعة من التعويضات المستحقة لاهالي ضحايا طائرة «بان اميركان» التي انفجرت فوق لوكربي ما لم ترفع الولايات المتحدة العقوبات على طرابلس بحلول مايو (ايار) المقبل. واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ادم ايرلي ان بلاده ستناقش علاقاتها بليبيا وامكانية رفع العقوبات فقط بعد تخلصها من اسلحة الدمار الشامل، وقطع علاقاتها «مع الارهاب الدولي». وقال ايرلي ان سياسة الولايات المتحدة نحو ليبيا «مبنية على الخطوات التي تتخذها ليبيا للوفاء بتعهداتها الدولية». واكد ان اتفاق تعويضات الضحايا توصلت اليه طرابلس مع محامين وعائلات الضحايا وان واشنطن لم تكن طرفا فيه. وشدد على ان مسألة الدفع هي مسألة داخلية بين اهالي الضحايا والحكومة الليبية ولا دخل لواشنطن فيها. واضاف ان رفع العقوبات مرهون بتخلص طرابلس من برنامجها لاسلحة الدمار الشامل وان مجرد تعهد ليبيا بفعل ذلك لا يكفي بل لابد من انهاء المهمة اولا قبل رفع العقوبات. وتأتي تلك التصريحات عقب يوم واحد من اعلان رئيس الوزراء الليبي ان بلاده لن تدفع الجزء الاخير من التعويضات قبل رفع واشنطن العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، طالبا في الوقت ذاته تعويض بلاده عن تدميرها اسلحة الدمار الشامل. وكانت ليبيا قد وافقت العام الماضي على دفع 2.7 مليار دولار تعويضات الى اهالي 270 شخصا قتلوا في تفجير طائرة بان اميركان فوق لوكربي باسكوتلندا عام 1988 . الى ذلك ذكرت مصادر ان وزير الخارجية الاميركية كولن باول تباحث مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي حول الخلافات بينهما بشأن الجهة المخولة نزع الاسلحة الليبية المحظورة. وذكرت مصادر دبلوماسية ان باول اتصل الليلة قبل الماضية بالبرادعي وناقش معه الخلافات التي ظهرت جلية خلال الاسبوع الجاري. واضافت ان باول كرر اعتقاد بلاده بان الوكالة لا تمتلك كل المعلومات اللازمة حول برامج التسلح الليبية وبالتالي فان توليها وحدها مهمة نزع الاسلحة الليبية قد لا يتم على الوجه الاكمل، وذكرت المصادر ان الوزير الاميركي شدد على اهمية ان تشارك اجهزة الاستخبارات الاميركية والبريطانية في المهمة وهو الشيء الذى يرفضه البرادعي، الذي يؤكد ان سلطة الوكالة حصرية في ذلك المجال. وكشفت المصادر ان باول طلب من البرادعي الابقاء على المشاورات الاميركية مع الوكالة طي الكتمان وعبر الوسائل الدبوماسية السرية بدلا من طرحها للنقاش العلني امام الصحافة. كما اكدت ان باول اكد تمسك بلاده بان تكون لها اليد العليا في موضوع تفكيكك برامج الاسلحة الليبية. وقد رفضت وزارة الخارجية الاميركية الافصاح عن ما دار بين باول والبرادعي غير انها اكت انه ليس هناك نزاع بين الوكالة وواشنطن. من ناحية ثانية، حث رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي على تكثيف التعاون مع الاتحاد الاوروبي مع اقتراب ليبيا من انهاء عزلتها الدولية. وقالت المفوضية في بيان نشر اول من امس ان برودي، الذي تحدث الى القذافي هاتفيا في 30 ديسمبر (كانون الثاني) ،قال انه مستعد للاجتماع مع الزعيم الليبي في بروكسل في اقرب وقت ممكن. ونقل بيان المفوضية عن برودي قوله «حان الوقت الان بالنسبة لليبيا ان تدخل من الباب الرئيسي وان تسهم في الحوار الاوروبي المتوسطي وان تصبح جزءا من دائرة اصدقاء الاتحاد الاوروبي». وكان برودي يشير الى عملية التعاون السياسي والاقتصادي بين الاتحاد الاوروبي وعشر دول في منطقة البحر المتوسط كانت ليبيا فيها الدولة الوحيدة التي تتمتع بوضع مراقب. وقالت المفوضية ان القذافي أبلغ برودي بأن مصلحة ليبيا الاستراتيجية هي «ان تستعيد دورها الكامل في المجتمع الدولي من خلال تعزيز الحوار مع الولايات المتحدة واقامة شراكة قوية مع الاتحاد الاوروبي».

وخلال معظم فترات حكم القذافي المستمر منذ 34 عاما كانت ليبيا تعاني من العزلة في ظل عقوبات الامم المتحدة حتى العام الحالي وما زالت تخضع لعقوبات اميركية، كما انها مدرجة على قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للارهاب. لكن في السنوات الاخيرة أظهر القذافي بوادر على انه يريد استعادة الاحترام الدولي وقبل المسؤولية عن تفجير طائرتي ركاب اميركية في عام 1988 وفرنسية في عام 1989 واعترف في الاونة الاخيرة بأن لديه برنامجا لاسلحة الدمار الشامل ويسعى للحصول على مساعدة الامم المتحدة في تفكيكها.