الهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا تعتبر حظر الحجاب في المدارس مخالفا للدستور

TT

اعلنت الهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا، التي ترعى شؤون المسلمين في هذا البلد، رفضها لطرح اي مشرع لقانون يحظر الزي الاسلامي في المدارس او المصالح العامة في بلجيكا.

جاء ذلك في بيان صادر عن الهيئة الاسلامية امس ببروكسل في ردها عما نشرته الصحف البلجيكية اخيرا حول مشروع قانون تقدمت به بصفة شخصية أعضاء في مجلس الشيوخ البلجيكي لمنع ارتداء الحجاب في المدارس المختلفة وخاصة في الجزء الفرانكفوني. وجاء في البيان «لم ينتظر المسلمون في بلجيكا كثيرا بعد التطورات التي شهدتها فرنسا، حيث بدأ الحديث عن مشكلة الحجاب والزي الاسلامي في المدارس والمصالح الحكومية».

واشار البيان الى ان الدستور البلجيكي الذي ينص على حرية العقيدة وحرية التعبير يجعل الهيئة التنفيذية تنظر الى طرح مشروع لقانون يحظر الزي الاسلامي بمثابة مخالفة صريحة للدستور الذي يلتزم به كل مواطن على التراب البلجيكي.

وفي اتصال هاتفي اجرته امس «الشرق الاوسط» مع محمد بوليفي رئيس الهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا قال: لقد دعونا منذ فترة طويلة الى فتح حوار حول هذا الموضوع الحساس مع السياسيين في بلجيكا وقلنا في يونيو (حزيران) الماضي انه لا بد من ايجاد حل يصلح لوقت طويل وليس حلا وقتيا وطرحنا مسألة اقامة حوار او لقاء ولم يجد ذلك صدى في وقتها. ولكن نحن الان وفي الشهر الجاري (يناير) سوف ننطلق من جديد بهذا المشروع وهو الحوار والمناقشة بين كل من يهمه الامر. سوف ندعو الوزارات والاباء ومديري المدارس والسياسيين من اجل الوصول الى حل يرضي جميع الاطراف، ويقوم على اساس الدستور البلجيكي والقوانين، وهي كفيلة بمساعدتنا على ايجاد هذا الحل.

واشار بوليفي في حديثه الى دهشته لطرح هذا الامر في هذا التوقيت وقال: نرفض طرح مثل هذا المشروع حسب ما نقلت الصحف من جانب نساء اعضاء في مجلس الشيوخ، وخصيصا في هذا التوقيت الذي يسبق اجراء الانتخابات الجهوية لاختيار اعضاء البرلمانات المحلية (لبرلمان فلاندرا، برلمان بروكسل، البرلمان الوالوني)، المقررة منتصف العام الحالي.

وحذر بوليفي من انعكاسات طرح مثل هذا الموضوع بهذا الشكل واشار الى ان «الامر يبدو وكأنه حملة يستهدف بها الاسلام لانه بعد اسبوع من احداث فرنسا ومشكلة الحجاب بدأ البعض يردد نفس الحديث هنا في بلجيكا والكل يعلم ان بلجيكا ليست هي فرنسا ولكل شعب لديه مكوناته الثقافية ولكل مجتمع له ظروفه الخاصة وانا في غاية الدهشة مما يحدث في فرنسا. ان الفرنسيين انفسهم لا يدرون ما هي العلمانية. العلمانية جاءت لكي تعطي الحرية لكل الاديان وليس لاعطاء الحق لديانة على حساب ديانة اخرى. ونحن كمسلمين نرتضي باعطاء الحرية لكل الاديان وليس لدينا مانع للتعايش مع الاديان الاخرى، وحقيقة ما حدث في فرنسا هو امر خطير».