المفاوضات السودانية: وفد الحكومة يغادر خلال أيام إلى السعودية لأداء الحج وحركة قرنق تنفي علمها بتوقف المفاوضات

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر حكومية سودانية ان وفد الحكومة لمفاوضات السلام السودانية مع الحركة الشعبية لتحرير السودان سيغادر مقر المفاوضات في نيفاشا بكينيا اليوم أو غدا الى الخرطوم ومنها الى السعودية لاداء فريضة الحج. لكن الحركة الشعبية نفت علمها بتوقف المفاوضات.

وقال دبلوماسي في نيروبي امس ان نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه الذي يقود وفد بلاده للمفاوضات ينوي واعضاء وفده اداء فريضة الحج لهذا العام مما يعني ان المفاوضات ستتوقف لعدة ايام. وقال نائب سفير السودان لدى كينيا الدرديري محمد احمد ان «نائب الرئيس يزمع اداء فريضة الحج، وهو يبدأ في نهاية الشهر ولم يحدد موعد سفره بطريقة نهائية». واضاف «اذا سافر نائب الرئيس للحج فان المحادثات ستؤجل». لكن الناطق باسم الحركة الشعبية ياسر عرمان قال ان الحركة لم تتلق حتى الان اي اخطار رسمي حول توقف المفاوضات. واشار الى ان «الجهة الوحيدة المنوطة بها انهاء الجولات او بدئها، هي سكرتارية الايقاد، وان السكرتارية لم تخطرها عن نيتها، رفع او تعليق الجولة الحالية». واضاف «من جانبنا في الحركة الشعبية فنحن على استعداد لمواصلة التفاوض والوصول الى اتفاق حول المناطق الثلاث وكذلك قضية السلطة بعد الفراغ من المناطق الثلاث، والتسريع بالوصول الى اتفاق نهائي». وتابع «لا توجد اي قضية اخرى، اكثر الحاحا في اجندتنا، من الوصول الى اتفاق سلام شامل ونهائي»، ومضى «المفاوضات هي التي ستجلب المنفعة لملايين السودانيين وتدرأ مفسدة الحرب عنهم».

من جانبه قال كبير الوسطاء في المحادثات الجنرال الكيني المتقاعد لازاراس سيمبويو ان طه لم يشر الى اي تغيب له عن المحادثات او توقف وشيك لها، وألقى بشكوك على التعليقات التي وردت من الخرطوم. وقال سيمبويو «لم يذكر لي اي توقف وشيك.. لا اعتقد انه يريد ان يغادر من دون التوصل الى اتفاق». وما زال يتعين على الطرفين التوصل الى اتفاق بشأن اقتسام السلطة ووضع ثلاث مناطق متنازع عليها يطالب كل منهم بالسيادة عليها وهي جبال النوبة وجنوب النيل الازرق وابيي. وقالت الحكومة السودانية ان وضع المناطق الثلاث لا يدخل في اطار مفاوضات كينيا التي توسطت فيها الهيئة الحكومية للتنمية «ايقاد» على الرغم من ان الجانبين تطرقا اليها في المباحثات.

وقال الناطق الرسمي للحركة الشعبية ياسر عرمان لـ«الشرق الأوسط»: «ليس صحيحا ان الطرفين توصلا الى اتفاق حول قضايا جبال النوبة والنيل الازرق» واضاف «في اليومين الماضيين بدأت لجنة للبحث عن قضايا بعينها ـ لم يفصح عنها ـ وان اللجنة لم تفرغ من مهمتها».

وقال عرمان «لا يمكن بأي حال من الاحوال الوصول لاتفاق سلام من دون المناطق الثلاث» مشيرا الى ان المناطق المتنازع حولها هامة للسودان لتركيبتها الاثنية والدينية والثقافية، وقال «هذه المناطق تشكل سوداناً مصغراً وشرياناً حيوياً شمالاً وجنوباً». واشار عرمان الى ان حل قضايا المناطق الثلاث سيقدم نموذجا لمناطق اخرى خارج التفاوض مثل دارفور وشرق السودان، وقال ان الوصول الى حلول صحيحة حولها ستكون له اثار ايجابية للمناطق الاخرى التي تدور فيها الحرب.

وشدد الناطق باسم الحركة على ان محاولة الاستقطاب حول قضايا بعينها في المناطق الثلاث وطرحها على المستويين الشعبي والاعلامي تعقد مناخ التفاوض وامكانية الوصول الى حلول في اسرع وقت، وتابع «يجب اعطاء الفرصة لطاولة التفاوض وعدم التقليل من قضايا المناطق الثلاث».

واشارت مصادر لـ«الشرق الأوسط» الى ان مقترحا قدم للطرفين بأن تتبع المناطق الثلاث خلال الفترة الانتقالية (الست سنوات) لادارة الجنوب وتتم بعدها مشاورة سكان هذه المناطق حول شكل الحكم الذي يريدونه بصورة اقل من الاستفتاء، وهو ما رفضته الحكومة السودانية وتحفظت عليه الحركة الشعبية.