عملية تفجيرية في القدس الغربية تسفر عن مقتل 10 إسرائيليين وجرح أكثر من 50

السلطة الفلسطينية تستنكر و«حماس» و«الجهاد الإسلامي» تعتبرانها ردا على مجزرة غزة

TT

بعد حوالي 24 ساعة على المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في مدينة غزة نفذت كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة فتح امس عملية تفجيرية في القدس الغربية المحتلة اسفرت عن مقتل 10 اسرائيليين وجرح اكثر من 50 جراح ما لا يقل عن 10 منهم خطيرة.

فبينما ادانت السلطة الفلسطينية العملية على لسان اكثر من مسؤول فيها لا سيما رئيس وزرائها احمد قريع (ابو علاء) الذي طالب بـ«وقف اطلاق النار والتنفيذ الفوري لخطة سلام خريطة الطريق»، اعتبرتها فصائل المقاومة ردا سريعا على مجزرة حي الزيتون في مدينة غزة التي قتل فيها 9 فلسطينيين من بينهم طفل في الـ11 عاما من العمر.

وفي بيان صحافي صدر عن مكتبه في رام الله، ادان ابو علاء عملية قتل المدنيين، لكنه شدد على انه يستنكر ايضا مجزرة حي الزيتون في غزة، كما ادان «مسلسل الاغتيالات والتصفيات، واستهداف المدنيين من الجانبين». وناشد البيان «الأطراف لوقف هذا المسلسل الدامي والتوصل الى وقف متبادل لاطلاق النار، واستئنافاً فورياً لتطبيق خطة خريطة الطريق». وحث ابو علاء على تنفيذ الالتزامات المتبادلة من الجانبين ليتسنى «تفويت الفرصة على كل أعداء السلام، الذي يحاولون من خلال هذه الأعمال تقويض فرص السلام، وادامة العنف والكراهية بين الفلسطينيين والاسرائيليين».

وقال عبد العزيز الرنتيسي احد قادة حماس في قطاع غزة ان العملية رد طبيعي «على جرائم الاحتلال المتواصلة وعمليات سفك الدماء التي يقوم بها شارون وحكومته». وأضاف الرنتيسي ان وقت تنفيذ العملية «هو أنسب الأوقات وهذه رسالة تؤكد ان دماء أبناء شعبنا الفلسطيني لم تذهب هدرا وهذه العملية البطولية جاءت في أفضل وقت وردا على الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في حي الزيتون بمدينة غزة». وحملت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين من جانبها المسؤولية الى سلطات الاحتلال، موضحة «ان ما حدث هو حصاد ثمار ما غرسته هذه السلطات ضد أبناء الشعب الفلسطيني».

واعلنت كتائب الاقصى ان منفذ العملية هو علي منير يوسف جعارة من وحدة الشهيد محمود المغربي في مخيم الدهيشة في بيت لحم، وهو من مواليد بيت لحم عام 1979 في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، ويصادف اليوم عيد ميلاده الخامس والعشرين.

وترك جعارة وصية بخط يده قال فيها بأنه نفذ العملية «انتقاما لشهداء مجزرة حي الزيتون»، مؤكدا ان العملية هي جزء من سلسلة عمليات ستنفذ «انتقاما لشهداء حي الزيتون وكل شهداء فلسطين».

وأوصى جعارة والدته التي تعيش في بيت جالا قرب بيت لحم، بأن «تسامحه وبألا تذرف الدموع عليه فهو لبى نداء الله عز وجل».

وعملية القدس الغربية هي ثاني عملية تفجيرية في غضون اسبوعين بعد العملية التي نفذتها الأم الفلسطينية ريم الرياشي قرب معبر المنطقة الصناعية في معبر ايريز الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل واسفر عن مقتل 4 جنود وجرح عشرة آخرين.

ووقعت العملية في حوالي الساعة 8.45 صباحا امس في شارع بلفور بحي مرحافيا في القدس الغربية، وعلى بعد عشرات الامتار من المقر الرسمي لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي كان في مزرعته الخاصة في صحراء النقب وكذلك المقر الرسمي للرئيس الاسرائيلي موشيه قصاب. ومكان العملية يقع على مقربة من مكان العملية التفجيرية التي وقعت في مارس (آذار) 2002 قرب مقهى مومنت التي قتل فيها 13 اسرائيليا.

وكان منفذ العملية وهو حسب مصادر فلسطينية رجل شرطة في بيت لحم، على متن حافلة الركاب رقم (19) التابعة لشركة «ايغيد»، التي كانت في طريقها الى وسط مدينة القدس قادمة من حي عين كارم. وصعد جعارة الى الحافلة التي كانت مكتظة بالركاب من نفس الحي، وجلس في المقاعد الخلفية وفجر نفسه بعبوة ضخمة يزيد وزنها عن 10 كيلوغرامات. ومزق الانفجار الحافلة التي تناثرت اجزاؤها واشلاء القتلى والجرحى في كل مكان حسب قول الشرطة الاسرائيلية. واسفر الانفجار عن مقتل 10 اسرائيليين وجرح اكثر من 50 جراح ما لا يقل عن 10 منهم بليغة و15 متوسطة والبقية جراحهم خفيفة.

وجاءت هذه العملية رغم حالة التأهب التي اتخذتها الأجهزة الأمنية الاسرائيلية استعدادا لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله واسرائيل. وقال رئيس الشرطة الاسرائيلية «انتشرنا، بالتأكيد، انتشارا واسعا ليس على خلفية تنفيذ صفقة تبادل الأسرى وحسب، وانما أيضا على ضوء الانذارات التي تلقيناها. ان روتين حياتنا سيشهد هذا الوضع خلال الأيام القريبة. لقد تلقت الشرطة في جميع المناطق أوامر بتعزيز الانتشار والعمل في مراكز المدن وعلى خط التماس».

الى ذلك، وقع انفجار بعد ظهر اول من امس في تل أبيب، داخل موقف السيارات في عمارة عزرائيلي، التي تعتبر اضخم المجمعات التجارية واعلاها ارتفاعا. لكن العبوة كانت صغيرة ولم تتسبب بأذى.

ورأت الشرطة الاسرائيلية هذا الانفجار بخطورة بالغة. وقالت ان «كل تنظيمات الارهاب الفلسطينية وغير الفلسطينية، بما فيها تنظيم «القاعدة» بقيادة اسامة بن لادن، تخطط لاحداث تفجير في هذه العمارة الضخمة الملأى بالمكاتب وبالحوانيت وبالبيوت السكنية، على نسق عملية 11 سبتمبر (ايلول) في الولايات المتحدة»، وذلك لأنه الرمز الاكبر للاقتصاد الاسرائيلي.

لكن الشرطة لم تستبعد ان يكون الانفجار على خلفية جنائية، اذ ان هناك شركات حراسة تنافس الشركة التي تحرس المجمع. وقد يكون هدفها البرهنة على ان هذه الشركة فاشلة، وربما هناك اسباب اخرى.