بوش: حرب العراق كانت محورية لرؤيتنا للتحول الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط

TT

دافع الرئيس الأميركي جورج بوش عن قراره خوض الحرب ضد نظام صدام حسين في العراق معتبرا أنه ورئيس الحكومة البريطانية توني بلير، الوريثان الروحيان لرئيس الحكومة البريطانية إبان الحرب العالمية الثانية، ونستون تشرشل.

واعتبر بوش أن حرب العراق كانت «محورية» بالنسبة لرؤياه للتحول الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط، وقارن هذه الحرب بالتحديات التي واجهها تشرشل في الحرب العالمية الثانية وخلال السنوات الأولى للحرب الباردة. وقال بوش في خطاب ألقاء أول من أمس بمناسبة حفل لإحياء ذكرى تشرشل إن الولايات المتحدة تسعى لتعزيز النمو الديمقراطي في الشرق الأوسط الكبير ولإزالة الظروف التي تعزز التعسف واليأس والغضب.

وأضاف: «نسعى لتعزيز الديمقراطية لسبب عملي وجيه، لأن الديمقراطيات لا تدعم الإرهابيين ولا تهدد العالم بأسلحة الدمار الشامل».

وقال إن الرسالة التي توجهها الولايات المتحدة لأولئك الذين يتوقون إلى الحريات ويعملون للإصلاح ان باستطاعتهم أن يثقوا أن لديهم حليفا قويا، وحليفا ثابتا في الولايات المتحدة. وأضاف أن الإصلاحيين في مختلف أصقاع الشرق الأوسط يدفعون الآن باتجاه التغيير «وإننا نرى، من المغرب إلى الأردن إلى قطر، انتخابات وحماية جديدة للمرأة وتحركا باتجاه التعددية السياسية». وأكد أنه «حين يطلب قادة الإصلاح مساعدتنا ستعطي الولايات المتحدة لهم». وكشف بوش أنه طالب الكونغرس الأميركي بمضاعفة الموازنة المخصصة لتعزيز الديمقراطية ورفعها إلى 80 مليون دولار سنويا، وذلك بغية التركيز على الانتخابات الحرة والأسواق الحرة والصحافة الحرة والتعبير الحر والنقابات العمالية الحرة في الشرق الأوسط.

وقال إن الولايات المتحدة تقدم أيضا قروضا ونصائح تجارية لتشجيع روح المغامرة التجارية في الشرق الأوسط، وانها أسست مدارس خاصة تلقين الأصول التجارية للنساء ومساعدتهن على تحقيق المساواة الاجتماعية والاقتصادية مع الرجال. وأضاف أنه بناء على طلب دول الشرق الأوسط، بدأت الولايات المتحدة بتزويد شبان وشابات المنطقة بكتب دراسية باللغة العربية، كما أنها تساعد المهتمين بالإصلاح التربوي على تحسين النظام الدراسي. وقال إن الولايات المتحدة سوف تطلق، في إطار التزاماتها بحرية الصحافة والفكر، شبكة تلفزيونية جديدة اسمها باللغة العربية «الحرة» وسوف تذيع الاخبار وتبث الشرائط السينمائية والاخبار الرياضية والثقافية الى الملايين من سكان الشرق الأوسط.

واعتبر ان الولايات المتحدة اشاحت النظر، ولمدة طويلة، عن الرجال والنساء الذين تعرضوا للاضطهاد ولتجاهل حقوقهم في الشرق الاوسط مؤكدا ان هذه المرحلة انقضت ويمكننا ان نكون على ثقة بأنه، كما حدث في المانيا واليابان واوروبا الشرقية، سوف تنتصر الحرية على الاضطهاد في الشرق الاوسط.

الا انه لاحظ ان الديمقراطية الحقيقية يجب ان تأتي «من داخل» الشرق الاوسط وقال ان الولايات المتحدة تدعم استراتيجية نشر الحرية في الشرق الاوسط. وذكر ان استراتيجية الولايات المتحدة وتصميمها يجري اختبارهما، بصورة خاصة، في دولتين: في افغانستان التي كانت يوما قاعدة تدريب لمنظمة «القاعدة» وموطنا لنظام بربري اسمه الطالبان. والآن تملك افغانستان دستورا جديدا يضمن حرية الانتخابات ومشاركة النساء بها.

اما الدولة الثانية فهي العراق التي كانت، على مدى عقود منصرمة، حليفا للارهاب ومحكومة بفظاظة ومزاجات رجل واحد. واليوم يتجه العراق نحو نظام حكم ذاتي، والتحالف يعمل مع مجلس الحكم الانتقالي على وضع مسودة قانون اساسي مع مشروع قانون لضمان الحريات.

واكد بوش ان الولايات المتحدة ستنجح في مساعيها لان الشعوب، حين تمنح حق الخيار، تفضل اختيار الحرية كائنة ما كانت هويتها او ديانتها وسوف تنجح «لان الكائن البشري لم يخلقه الله، عز وجل، للعيش في ظل التعسف.. وسوف تنجح بسبب ما هي... وحتى لوكان الامر شاقاً، يفعل الاميركيون دائما ما هو على حق».