فرنسا تدعو العرب لإعادة إطلاق مبادرتهم للسلام في الشرق الأوسط

TT

دعا مصدر فرنسي رسمي رفيع المستوى الدول العربية إلى الاستفادة من القمة المنتظرة في تونس الشهر المقبل، من أجل إعادة إحياء مشروع السلام الذي تضمنته مبادرة الأمير عبد الله بن عبد العزيز وتبنته قمة بيروت العربية.

وقال المصدر ذاته في لقاء مع «الشرق الأوسط» إنه بإمكان القادة العرب إما إدخال عدد من التعديلات على مبادرتهم السابقة، وإما إطلاق مبادرة «جديدة» تتضمن الأساسي من المبادرة السابقة مع الإضافات.

وأوضح المصدر أنه «إزاء الطريق المسدود الذي وصل إليه الوضع في الشرق الأوسط يبقى من الضروري والمفيد للغاية أن يبادر العرب جماعيا إلى إعادة تأكيد رغبتهم في التوصل إلى حل سياسي للنزاع مع إسرائيل وإبراز أسس وصورة هذا الحل والنتائج المترتبة عليه ميدانيا».

وأكد المصدر الفرنسي أن باريس «مستعدة مع الاتحاد الأوروبي لتلقف هذه المبادرة والترويج لها في الأوساط الدولية». ورحب المصدر «سلفا» بمثل هذه المبادرة التي يعتقد أنها «ستلقى اهتماما أكبر من الاهتمام الذي لقيته مبادرة بيروت لأن الظروف الآن تغيرت، ولأن العرب أوصلوا إلى العواصم الغربية رسائل مختلفة المحتوى عما تضمنته مبادرتهم التي خفف بعضهم من أهميتها وجديتها».

ويرى المصدر الفرنسي أن الملف العراقي الذي كان يقسم العالم العربي لم يعد الآن موضوع انقسام رغم تطورات الوضع في العراق. فضلا عن ذلك، فإن حالة الغيبوبة التي تعاني منها «خريطة الطريق» الرباعية تفسح المكان الآن لمبادرة عربية جماعية من شأنها إعادة تحريك الوضع برمته.

ودعا المصدر الفرنسي العرب إلى اعتماد خطة جماعية لإبراز مبادرتهم والترويج لها وجعلها محورا للتحرك الخاص في الشرق الأوسط باعتبار أنها مبادرة شاملة، تؤسس كل وجود النزاع العربي ـ الإسرائيلي.

وفي رأي باريس، فإن انشغال الإدارة الأميركية في الانتخابات الرئاسية، سيوفر لأوروبا وفرنسا بالذات فرصة للتحرك من أجل إعادة تحريك الوضع، متكئة على إرادة العرب ورغبتهم في السلام وهو ما ستعكسه المبادرة المنتظرة في قمة تونس العربية.

وأشار المصدر الفرنسي إلى موقف باريس إزاء نقل موضوع جدار الفصل الذي تبنيه إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي التي ستنظر فيه في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.

ويؤكد المصدر أن الموقف الفرنسي «لم يفهم على حقيقته» في العالم العربي.