أعضاء مجلس الحكم العراقي بين مؤيد للانتخابات وداع لتأجيلها: رأي بعثة الأمم المتحده غير ملزم ولكنه جدير بالاحترام

TT

يتفق اعضاء مجلس الحكم الانتقالي في العراق على اهمية اجراء الانتخابات لاختيار مجلس (برلمان) انتقالي كخطوة اولى لتحقيق الحكم الديمقراطي، لكنهم يختلفون في مسألة التوقيت لاجراء هذه الانتخابات التي يصر عليها المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني والتي يتعين ان تجرى قبل الثلاثين من يونيو (حزيران) موعد تسليم السلطة للعراقيين، وطلب رأي الامم المتحدة بهذا الصدد.

وكانت بعثة الامم المتحدة التي ارسلها الامين العام كوفي أنان وصلت قبل يومين الى بغداد برئاسة الاخضر الابراهيمي واجتمعت مع اعضاء مجلس الحكم قبل ان تلتقي بقية الخبراء والفعاليات السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية ومن ثم تجتمع مع آية الله السيستاني لتعطي تصوراتها عن امكانية اجراء انتخابات مبكرة ام لا.

وتحدثت «الشرق الأوسط» هاتفيا امس مع اربعة من اعضاء المجلس، وبضمنهم رئيس المجلس، لتقف على آخر مستجدات قضية الانتخابات التي تشغل العراقيين منذ الخامس عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) حيث تم التوقيع بين سلطة التحالف ومجلس الحكم على اتفاق آلية نقل السلطة للعراقيين.

وفي حين رأى رئيس مجلس الحكم محسن عبد الحميد وعضو المجلس وممثلة تركمان العراق صون كول ضرورة تأجيل موعد الانتخابات، واكدا على ان رأي بعثة الامم المتحدة غير ملزم، أصر عضو المجلس موفق الربيعي، وكذلك عضو المجلس رجاء الخزاعي على اهمية النتائج التي ستتوصل اليها البعثة، وقال الربيعي انه متحمس لاجراء هذه الانتخابات.

وقال رئيس مجلس الحكم، زعيم الحزب الاسلامي العراقي (سني) محسن عبد الحميد ان بعثة الامم المتحدة اجتمعت مع اعضاء المجلس واستمعت بهدوء الى جميع الاراء، وقال انهم سيقومون بجولات يجتمعون خلالها مع رجال الدين واساتذة الجامعات والمثقفين ورؤساء العشائر ومجالس المحافظات قبل ان يجتمعوا مع السيد السيستاني يوم الخميس المقبل، وقال «لا أظن ان السيد السيستاني مصر على رأيه بضرورة اجراء الانتخابات قبل الثلاثين من يونيو (حزيران) وهو ينتظر آراء وتوصيات بعثة الامم المتحدة وانا اتوقع ان تتقارب الآراء وتتوحد على رأي واحد».

وأشار الى ان انتخابات ميسرة تجري في المحافظات ستكون كافية لتكوين مجلس تشريعي انتقالي، مؤكدا ان «القضية سياسية أكثر مما هي مذهبية».

واكد عبد الحميد على اهمية تسليم السلطة للعراقيين في نهاية شهر يونيو المقبل وقال «الكل في انتظار هذا اليوم ليستعيد العراق سيادته والجميع حريصون على ذلك بما فيهم المرجع الشيعي آية الله السيستاني».

واوضحت ممثلة تركمان العراق في مجلس الحكم صون كول ان الانتخابات تحتاج الى الاستقرار الامني وضرورة اجراء احصاء سكاني للعراقيين، وقالت «انا مصرة على اجراء احصاء سكاني قبل اجراء الانتخابات حتى تتوفر العدالة في ان تمثل كل طائفة وقومية نفسها في المجلس الانتقالي او الدائم».

واضافت كول «ان رأي السيد السيستاني مهم جدا ويحوز احترامنا واذا اصر على اجراء الانتخابات فيجب البحث عن البدائل لتسليم السلطة للعراقيين في نهاية يونيو(حزيران)، والبديل هو تسليم السلطة لمجلس الحكم الحالي حتى اجراء الانتخابات كون مجلس الحكم حاز ثقة ومحبة الشعب العراقي، من المهم جدا تسليم السلطة للعراقيين بموعدها، المحدد. العراقيون بحاجة الى حكومة وسلطة حقيقية تمثلهم ولتات الانتخابات لاحقا».

وترى رجاء الخزاعي ان هناك امكانية كبيرة لاجراء الانتخابات في موعدها، قبل الثلاثين من يونيو، كون الانتخابات مهمة جدا للشعب العراقي.

وتساءلت عضو مجلس الحكم عن اسباب سفر مجلس الحكم الى نيويورك ومطالبتهم للامين العام بارسال بعثة تقصي الحقائق اذا كانت قرارات وتوصيات هذه البعثة غير ملزمة؟ واضافت «اعتقد ان بعثة الامم المتحدة سوف تتوصل الى نتائج وبدائل ستكون مهمة للشعب العراقي وسيتفق عليها الجميع».

وقالت الخزاعي ان الاوضاع الامنية وعدم وجود احصائيات جديدة للعراقيين لن تقف في وجه الانتخابات اذا ما قررت بعثة الامم المتحدة اجراءها قبل الثلاثين من يونيو، ويبقى رأي الشعب العراقي هو الاهم.

ويصر عضو المجلس موفق الربيعي على ان اجراء انتخابات عامة هو الخيار الافضل، وتساءل «هل سيتحقق ذلك قبل الثلاثين من يونيو ام لا فهذا هو السؤال». واضاف «اذا اقرت بعثة الامم المتحدة بامكانية اجراء هذه الانتخابات فسوف نعمل بهذا الاتجاه، اما اذا قالت ان الامر يتطلب التأجيل فسوف نبحث عن موعد جديد، هل هناك امكانية لإجرائها بعد تسعة اشهر مثلا؟ ام اكثر».

وقال الربيعي «انا لا اتفق مع الرأي القائل ان توصيات بعثة الامم المتحدة غير ملزمة، بل ان رأيها يجب ان يكون له احترام كبير من قبلنا، وان رأيها الفني سوف يدفع باتجاه صناعة القرار السياسي». واشار الى انه اجتمع مرتين ببعثة الامم المتحدة التي ستلتقي آية الله السيستاني بعد ان تلتقي الفعاليات السياسية والدينية والقومية العراقية.

واوضح «ان الرأي الذي سيسود هو ان تأتي توصيات البعثة بامكانية قيام انتخابات في نهاية هذا العام او بداية العام المقبل، والمهم ان موعد تسليم السلطة للعراقيين سيبقى مثلما هو أي في الثلاثين من يونيو المقبل، وسنبحث لمن سيتم تسليم السلطة، للمجلس الحالي ام لمجلس مطور ومحور او لمجلس موسع».

واختتم الربيعي حديثه قائلا «انا متفائل جدا بنتائج هذه اللجنة، وينبغي على مجلس الحكم صناعة القرار السياسي خلال الايام القليلة القادمة، وعدم تأخيره لان ذلك سيساهم في استقطاب الجهات وكل سوف يتمترس في خندقه».