لندن: 14 ألف بريطاني بعضهم من صفوة المجتمع اعتنقوا الإسلام

بدوي: نعاني من عدم وجود دعاة أكفاء والأصوليون ينفرون المجتمع من الإقبال على الدين الحنيف

TT

كشفت مصادر بريطانية ان14 ألف بريطاني، بعضهم من صفوة المجتمع ومن الطبقات المثقفة العليا، «اعتنقوا الدين الإسلامي». وقالت صحيفة «الصنداي تايمز» في عددها الصادر امس ان الاستطلاع الذي اجراه يحيى بيرت واسمه السابق جوناثان قبل اعتناق الاسلام وهو نجل اللورد بيرت المدير العام السابق لهيئة الاذاعة البريطانية «بي. بي. سي» كشف ان بعض معتنقي الدين الحنيف من كبار ملاك الأرض أو من المشاهير أو من الأثرياء او من نجوم المجتمع.

وقدم يحيى بيرت الحاصل على الدكتوراه من جامعة اوكسفورد دراسة حول «التحول من المسيحية إلى الإسلام بين البريطانيين البيض». ويعتبر كثير من البريطانيين يحيى بيرت بمثابة مالكولم اكس الاميركي الذي تحول الى الاسلام في الولايات المتحدة. ويقول يحيى انه لم تكن هناك اسباب جوهرية قوية دفعته الى اعتناق الاسلام، ولكنه اعجب بالحياة اليومية للمسلمين في عقائدهم الدينية وطريقة تعاملهم. وضمن صفوة المجتمع البريطاني الذين اعتنقوا الاسلام في غضون الاعوام الماضية ايما كلارك حفيدة رئيس وزراء بريطانيا في سنوات الحرب العالمية الاولى، واسمه هربرت اسكوث، وهي المهندسة التي صممت الحديقة الاسلامية في قصر ولي العهد البريطاني الامير تشارلز بمنطقة غلوستر شاير. وهي تنشغل حاليا بتصميم حديقة لمسجد في منطقة ووكنغ بمقاطعة ساري. ويقول يحيى بيرت: هناك كثير من نجوم المجتمع البريطاني الذين اعتنقوا الدين الاسلامي، ولكنهم يتخوفون من الحديث عن التغييرات التي طرأت على حياتهم خوفا من التأثير السلبي لذلك على عملهم وارتباطاتهم بالمجتمع. وهناك من دخلوا الاسلام بعد الاقتران بمسلمين أي عن طريق الزواج، مثل النجمة كريستين بيكر الخطيبة السابقة لنجم لعب الكريكيت عمران خان. ويرفض «ايرل أوف ياربورو» وهو بريطاني ابيض في الاربعينات من العمر الحديث عن ديانته الجديدة، رغم انه غير اسمه الى عبد المؤتمن بعد اعتناق الدين الحنيف. ويملك عبد المؤتمن اقطاعية تبلغ مساحتها نحو 28 الف فدان في مقاطعة لانكشاير. من جهته علق الدكتور زكي بدوي الامام السابق للمركز الاسلامي بلندن ومدير الكلية الاسلامية في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» على نتائج البحث الجديد بقوله، انها محاولة جادة من الشاب يحيى بيرت لجمع احصائيات عن البريطانيين البيض الذين دخلوا الاسلام. واشار الى ان الدين الاسلامي يعتبر جذابا بالنسبة لابناء الصفوة في المجتمع البريطاني. واعتبر الشيخ الدكتور بدوي ان الاسلام كان ينبغي له ان ينتشر اكثر من ذلك في اوروبا، ولكن المسلمين يواجهون عدة مشاكل، اولاها عدم وجود دعاة اكفاء، يستطيعون عرض الاسلام بالطريقة التي يفهمها ويعرفها الغرب. واضاف بدوي: اننا نعاني من الصورة السيئة التي يعرض فيها الاسلام عن طريق اجهزة الاعلام الغربية. وتطرق الى ان سلوك بعض المسلمين ومن يسمون انفسهم بالدعاة مثل قادة الحركات الاصولية في بريطانيا ينفر الغربيين من الاسلام، وليس صحيحا انهم هم الذين يجذبون الناس الى الاسلام. واشار الى ان ما يحدث في العالم العربي والاسلامي من معاملة النساء ومنع الحريات وعدم وجود نشاط فكري يحجم من اقبال الغربيين على الاسلام ايضا. واستغرب بدوي من عدم انجاب الامة لمفكر او فيلسوف اسلامي معاصر يجذب اليه الغربيين، لمحاولة فهم المشاكل التي تعاني منها الانسانية. واشار الى ان المؤسسات الدينية تقليدية وغير قادرة على ان تنتج افكارا جديدة تتناسب مع العصر الحديث. وتتحدث المصادر عن سماح ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية مؤخرا للذين يعملون في قصر باكنغهام بلندن من المسلمين، بوقت من الراحة يوم الجمعة لاداء فريضة الصلاة.