معلومات خاصة بـ«الشرق الأوسط»: القائد الفعلي لـ «القاعدة» في السعودية خالد حاج اليمني والمقرن كان زعيما صوريا

تنظيم بن لادن فضل إبقاء حاج في الظل خوفا من خسران المتعاطفين معه إذا عرفوا أن زعيمهم ليس سعوديا

TT

كشفت معلومات خاصة لـ«الشرق الأوسط» بأن من يقود خلايا تنظيم «القاعدة» في السعودية، هو المطلوب خالد حاج، المدرج على قائمة المطلوبين الـ 26 للأمن السعودي والمعروف بالاسم الحركي «أبو حازم الشاعر»، بعكس ما كان يرد في خطاب التنظيم بأن القائد هو عبد العزيز عيسى المقرن المطلوب رقم 1 على ذات القائمة.

وأكدت المعلومات أن «القاعدة» فضلت وضع عبد العزيز المقرن قائداً «صورياً» لكونه سعودي الجنسية، بعكس القائد «الفعلي» خالد الحاج، لأنه يمني الجنسية.

وتشير المعلومات إلى أن من شأن تلك الخطوة التأثير على المتعاطفين مع «القاعدة» في السعودية، وهو الأمر الذي أرادته «القاعدة»، كي تحافظ على حضورها لدى المتعاطفين معها.

وكانت قيادة «القاعدة» في السعودية تحت ولاية المطلوب يوسف العييري الذي لقي حتفه بعد مطاردة أمنية في تربة حائل (شمال السعودية) مطلع شهر يونيو (حزيران) الماضي، ليتم اتخاذ خطوتين من القيادات الموجهة للتنظيم; الأولى بتعيين المقرن «صورياً»، والثانية بـ«مبايعة خالد حاج أميراً للتنظيم في السعودية».

وكانت أنباء من الاستخبارات الأميركية قد أشارت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى وجود مؤشرات حول تولي خالد حاج لقيادة عمليات «القاعدة» في الخليج، غير أن المعلومات لم تكن مؤكدة في تلك الفترة. وبدا أن خطة «القاعدة» جاءت على ثقة بأن المتعاطفين معها سينحسرون في حال إعلان «القائد اليمني» للتنظيم في السعودية، لكون المتعاطفين سيذهبون في تعليقاتهم إلى أن ما يعتبرونه في ادبياتهم «ساحة العمل الجهادي سعودية، فينبغي أن يقودها سعودي، وليس شخص أجنبي»، حسبما يأتي من المتعاطفين. ومن بعد مقتل العييري (القائد السابق)، بدا على عبد العزيز المقرن (القائد الصوري) بعض الظهور الذي يحمل صفة القيادة للتنظيم، وكان آخر ظهور له في شريط الفيديو المسمى بـ «بدر الرياض»، فتحدث حاملاً صفة «القائد الميداني للقاعدة في جزيرة العرب».

وسبق لـ«الشرق الأوسط» أن نشرت أواخر شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تقريراً مفصلاً لسيرة عبد العزيز المقرن (31 سنة) من الرياض إلى أفغانستان والبوسنة وتهريب السلاح من اسبانيا إلى الجزائر عبر المغرب، والقتال في الصومال إلى أن قبض عليه هناك وسجن لأكثر من عام، فنقل مخفوراً إلى السعودية التي أمضى في سجن المباحث فيها قرابة العامين، ليتجه بعد خروجه من السجن إلى أفغانستان، ومن ثم يعود ممارساً نشاطه التنظيمي.

أما خالد حاج (القائد الفعلي) فهو شاب ثلاثيني، ولد في مدينة جدة ونشأ فيها، وفي سنوات مضت سجن على إثر قضية أمنية، ليصدر قراراً بترحيله بعد ذلك إلى اليمن، ومنها اتجه إلى أفغانستان وتدرب في معسكرات «القاعدة». وكان آخر موقع وظيفي عرف فيه ضمن التنظيم أنه ضمن الحراس الشخصيين لزعيم التنظيم «أسامة بن لادن».

وتشير أنباء متواترة إلى أن حاج موجود في الرياض، وأنه ضمن العناصر التي تتعرض للملاحقات الأمنية خلال الشهور والأيام الماضية، ولم يتسن له بعد الخروج من العاصمة السعودية.