مجلس الحكم يبحث عودة اليهود العراقيين

مشروع قانون بشأن المهجرين ينتظر مصادقة بريمر

TT

يحاول اعضاء مجلس الحكم الانتقالي العراقي، منذ عدة اسابيع تقرير ما اذا كان يجب السماح بعودة عشرات آلاف اليهود الذين فروا من العراق في الخمسينات والسنوات اللاحقة. وحتى اليوم يبدو الموقف رافضا لمثل هذه العودة. وكان المجلس قد اقر، اواخر العام الماضي، تشريعات تسمح لالاف من العراقيين الذين فروا او طردوا من البلاد باسترداد جنسيتهم، الا اذا كانوا من اليهود. ولم تشر تلك الاقتراحات الى اليهود، طبقا لما ذكره اعضاء المجلس، لكنها احتوت على صياغة يمكن ان تحافظ على قرار الحكومة العراقية في الخمسينات بسحب الجنسية من عشرات الالوف من اليهود العراقيين.

وذكر محمد بهاء الدين صلاح الدين عضو المجلس «شعوري هو انه ما دامت المشكلة الفلسطينية قائمة وما دامت هناك حالة حرب، فلا يجب ان نسمح بعودة اليهود. وزير الدفاع الاسرائيلي السابق يهودي عراقي. هل نسمح له بالعودة؟». غير ان المقترحات لم تتحول الى قانون لان الحاكم الاميركي المدني بول بريمر لم يوقعه. وبالرغم من ان اعضاء المجلس قالوا انهم بعثوا بالمقترحات الى بريمر لاقرارها، فإن دان سنور المتحدث باسم بريمر قال ان الأخير لم يرها على الاطلاق. واضاف المتحدث ان «السفير بريمر لم يدرسها ولم يطلع عليها». وقال سنور ان الاتفاقيات الدولية التي وقعتها الولايات المتحدة تمنعها من تغيير قوانين الجنسية في بلد ما.

غير ان بعض العراقيين قالوا ان الاميركيين لعبوا دورا في محاولة تسوية القضية اليهودية. فقد ذكر بعض اعضاء المجلس انهم التقوا مع بريمر بخصوص القانون المقترح، بينما ذكر محام ساهم في صياغة التشريعات انه ناقش الموضوع مع احد اعضاء الادارة المدنية الاميركية. على صعيد اخر ذكر متحدث باسم اليهود العراقيين في الولايات المتحدة انه سافر الى بغداد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي لمناقشة موضوع عودة اليهود مع المسؤولين الاميركيين. وقال اعضاء مجلس الحكم العراقي انهم ناقشوا موضوع اليهود، لاول مرة في ديسمبر الماضي، عندما بدأوا في دراسة تشريع موسع يسمح لعشرات الآلاف من العراقيين الذين طردوا من البلاد بالعودة اليها. ومن بين هؤلاء الاف من الشيعة والاكراد الذين طردهم صدام حسين.

وفيما انكمش عدد اليهود العراقيين الى حد الانقراض، فانهم كانوا يمثلون واحدا من اقدم المجتمعات العراقية. ويمكن للعديد منهم متابعة جذورهم الى القرن السادس قبل الميلاد. وقد بدأت المتاعب بالنسبة ليهود العراق في الثلاثينات مع نهاية الانتداب البريطاني. ومع قيام اسرائيل، كانت الحكومة العراقية انذاك لا تشجع اليهود على الهجرة غير انها سمحت لهم في النهاية بالهجرة، وفي عام 1950 اصدرت قانونا ينص على أن أي يهودي يغادر البلاد لاسرائيل يتخلى عن جنسيته. وبحلول اوائل الخمسينات، هرب معظم اليهود فيما عدا عدة الاف. وقد غادر العديد من الذين بقوا العراق بعد عام 1969 عندما اعدمت السلطات العراقية 12 منهم من بينهم 7 يهود في ساحة التحرير في بغداد. وقد انخفض عدد افراد الجالية اليهودية في بغداد الى 13 شخصا. كما تم تدمير الحي اليهودي على ضفاف نهر دجلة.

ويتراوح عدد اليهود العراقيين في اسرائيل اليوم ما بين 250 الفاً و400 الف، بالاضافة الى 40 الفاً اخرين في باقي انحاء العالم، وبصفة اساسية في اميركا الشمالية وبريطانيا واستراليا.

*خدمة «نيويورك تايمز»