قوى الأمن السورية تنفذ عمليات توقيف وتفرض سيطرتها على مدينة القامشلي

TT

تسود مدينة القامشلي وباقي المناطق السورية التي كانت في اليومين الفائتين مسرحاً لعمليات شغب وعنف، حالة من الهدوء المشوب بالحذر والتوتر والقلق حيث تمكنت قوات حفظ النظام من السيطرة على الوضع فيما ترددت أنباء عن عمليات توقيف ومن ثم إطلاق الكبار سناً ممن تم توقيفهم، بينما تتواصل الجهود لاحتواء هذه المسألة بشكل نهائي.

وفي لندن تلقت «الشرق الأوسط» بيانا اصدرته جهة تطلق على نفسها لقب «اللجنة التحضيرية لحكومة غرب كردستان» نددت فيه بمعاملة النظام السوري «الذي يستعمر غرب كردستان»، كما زعمت، للاكراد وناشدت العالم «وبالاخص الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي» الوقوف الى جانب الشعب الكردي.

وكانت مدينة السليمانية في اقليم كردستان العراقي قد شهدت أمس تظاهرة شارك فيها اكثر من الف طالب كردي تضامنا مع اكراد سورية. وقد افاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية ان المتظاهرين رفعوا لافتات كتب عليها «كفى ظلما ضد الشعب الكردي في سورية»، بالاضافة الى لافتات تندد بالاحداث التي شهدتها القامشلي مؤخرا.

وفي دمشق ابلغ عبد الحميد درويش، الامين العام للحزب الديمقراطي الكردي التقدمي (غير المرخص) وكالة الصحافة الفرنسية امس ان 19 كرديا قتلوا واصيب اكثر من 150 بجروح بينهم اثنان من قوى الامن السورية، في الاضطرابات التي سبقت مباراة كرة القدم في مدينة القامشلي، يومي السبت والاحد الماضيين. من جهة أخرى شدد أحد الناشطين على صعيد التهدئة، المحامي خليل معتوق، «الشرق الأوسط» على ضرورة أن تحظى لجان تقصي الحقائق بثقة الأهالي، وأن يتحلى الجميع بالروية في معالجة الأمور، مشدداً على الحيلولة دون تصدع الوحدة الوطنية وعلى أنه من غير المقبول على الإطلاق أن تأتي حلول من الخارج، بل يجب أن يتم الحل داخلياً وعبر الحوار، لافتاً إلى أن ثمة من له مصلحة في عدم الاستقرار في البلاد.

ودان المحامي معتوق أية عمليات عبث بمؤسسات الدولة وطالب الحكومة بتقديم المسؤولين عن أحداث القامشلي إلى القضاء بأسرع وقت ممكن، وتعويض أهالي الضحايا والكف عن معالجة قضايا الخلاف مع المواطنين من خلال اللجوء إلى القوة.

وأعرب المحامي معتوق عن استنكاره الشديد لرفع العلم الأميركي أو الاستقواء بالأجنبي مؤكداً ضرورة أن يقدم للقضاء كل من رفع أعلاماً أميركية أو أحرق العلم السوري أو أحرق مؤسسات أو متاجر أو سيارات ومحاكمتهم وإنزال العقوبات بحقهم، وأضاف إن من يقدم على مثل هذه الأعمال فاقد لكرامته.

في سياق آخر تداعت مجموعة من الشخصيات الوطنية السورية من العرب والأكراد من أبناء محافظة الرقة للقاء والتداول حول ما دار في بعض المحافظات السورية وما حصل خاصة من أحداث في مدينة القامشلي، وذلك انطلاقاً من الحرص على تمتين اللحمة الوطنية بين الجميع. وقد توافقت هذه الشخصيات في بيان أصدرته عن اجتماعها على إدانة ما حصل في هذه المحافظات من قتل وحرق وتخريب واعتداء على كافة الأماكن واعتبرت أن من شأن هذه الأحداث إثارة الفتنة وشددت على وجوب وأدها، كما رفض الجميع أية عمليات قمع وأية دعوى انفصالية، من أية جهة كانت مشددين على حرص الأكراد على اللحمة الوطنية والنسيج الوطني الواحد، ودعا البيان إلى الحوار واللقاء وجاء موقعاً من «التجمع الوطني الديمقراطي وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية ولجان إحياء المجتمع المدني وحزب اليكيتي الكردي وجمعية حقوق الإنسان في سورية ومنظمة حزب الاتحاد الشعبي الكردي والحزب الديمقراطي الكردي السوري والحزب الديمقراطي الكردي «البارتي» والحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في محافظة الرقة.