سورية: الشيوعيون يتهمون «قوى خارجية» .. وتذكير إسلامي كردي بصلاح الدين

TT

أعرب الحزب الشيوعي السوري ـ جناح يوسف الفيصل ـ عن «قلقه البالغ» لما جرى في محافظة الحسكة من أحداث، واستنكر الاعتداء على حياة المواطنين والأملاك العامة والخاصة. واتهم الحزب في بلاغ أصدره أمس «قوى خارجية بلعب دور بغيض في تلك الأحداث بغية ضرب الأخوة المعمدة بالدم على مدى التاريخ بين العرب والأكراد، وإيجاد حالة من التوتر وقطع الطريق على محاولات الاحتواء الحثيثة التي بذلتها القوى الحريصة على الوحدة الوطنية». وشدد الحزب على «ضرورة صيانة هذه الوحدة وتعزيز التلاحم داخل نسيج الشعب السوري بما يعزل العناصر الاستفزازية المندسة ويقطع الطريق على المحاولات الخارجية لاستغلال تلك الأحداث»، حاثاً على الإسراع في التحقيق في الملابسات التي أحاطت بها.

من جهة ثانية، ذهب الشيخ صلاح الدين كفتارو مدير مجمع أبي النور بدمشق متهماً «جهات خارجية» لم يحددها بمحاولة استغلال أحداث محافظتي الحسكة وحلب الأسبوع الفائت، التي أسفرت حسب إحصائية رسمية عن مقتل خمسة وعشرين شخصاً، بينهم أربعة من عناصر الشرطة وعن خسائر قدرت بصورة أولية بمئات ملايين الليرات السورية. ودعا الشيخ كفتارو (وهو كردي سوري) إلى تجنب التحامل على الأكراد أو تعميم صفة المشاغبين عليهم، ورأى أن ما حصل في شمال سورية «يشكل ظاهرة غريبة يجب ألا تعمم». وذكّر بأن الأكراد «مواطنون أشراف ولدوا من رحم من قدم للأمة العربية الكثير من صلاح الدين الأيوبي الذي حرر بلاد الشام من الفرنج». وأوضح كفتارو أن ما جرى في الشمال السوري «ظاهرة مستغربة وشاذة في سورية التي تنعم بالاستقرار منذ عقود». وتساءل عن توقيت هذه الأحداث «في هذا الزمن الصعب» الذي تتعرض فيه البلاد للضغوط والمؤامرات، اذ قال «نحن معرضون لمؤامرة كبيرة ومخطط يريد النيل منا من الداخل بعد أن فشلت المكائد الخارجية مثل «قانون محاسبة سورية» واتهامها بتشجيع الإرهاب». وتابع أن «سورية التي طالما كانت مثالاً للحمة الوطنية ستبقى مثالاً لوحدة وطنية عنوانها التسامح... إننا مجتمع متعدد الأطياف من المسلمين والمسيحيين والعرب والأكراد».

وكانت ضاحية دمّر، قرب العاصمة السورية دمشق، قد شهدت أول من أمس مسيرة شارك فيها مئات من المواطنين السوريين الأكراد مستنكرين ما حدث في بعض المناطق السورية، ومعبرين عن تمسكهم بالوحدة الوطنية. وشدد المواطنون الأكراد خلال المسيرة على أن سورية «أكبر من المؤامرات وأنها تعيش وحدة وطنية عصية على من يحاولون إضعافها أو النيل منها خدمة لأهداف خارجية مشبوهة». وطالب هؤلاء «بضرب يد كل من سولت له نفسه الإساءة للوطن والمواطنين وتعكير صفو الحياة الآمنة والمستقرة التي ينعم بها جميع المواطنين السوريين».

هذا ومن غير المنتظر أن يحتفل الأكراد السوريون هذا العام بعيد النيروز الذي يصادف اليوم، وذلك بعدما أعلنت الأحزاب الكردية في سورية هذا اليوم يوم حداد على ضحايا الأحداث. في حين أعرب وزير الداخلية السوري اللواء علي حمود عن اعتقاده بأنه سيجري الاحتفال بعيد النيروز ككل عام، مشيراً إلى عدم وجود استعدادات خاصة لهذا العيد.