مراسلو الشبكات التلفزيونية الأميركية يتوافدون على باكستان وأفغانستان تحسبا «لحدث مهم»

TT

فيما ضاعفت القوات الباكستانية والاميركية جهودها للبحث عن اسامة بن لادن وآخرين من كبار قادة تنظيم «القاعدة»، تحاول شبكات التلفزيون الاميركية بهدوء نقل معداتها وطواقمها الى افغانستان وباكستان استعدادا لتغطية الحدث في حال إلقاء القبض على بن لادن. ويبدو ان استعدادات شبكات التلفزيون الاميركية قد حققت فوائد لكنها جاءت اقل مما كان متوقعا، في وقت اشارت فيه تقارير الى محاصرة القوات الباكستانية لأيمن الظواهري، الرجل الثاني في «القاعدة» وأبرز مساعدي بن لادن.

وقد ارسلت شبكتا «سي. بي. اس» و«ايه. بي. سي» الاخباريتان خلال الاسابيع الماضية مراسلين وطواقم انتاج الى كابل، التي وصل اليها ايضا مراسل لشبكة «ان. بي. سي» في الايام القليلة السابقة، كما ان مراسل لشبكة «سي. ان. ان» في طريقه الى هناك. ويتوقع ايضا ان يصل الاسبوع المقبل الى كابل مراسل لشبكة «فوكس». وتوجد حاليا طواقم مراسلين تابعين لشبكات «ايه. بي. سي» و«ان. بي. سي» و«سي. ان. ان» في باكستان. ويرى خبراء الإعلام والتغطيات الاخبارية ان التكهن بمكان وقوع الحدث امر يتطلب مهارة وتجربة. فقد وجهت الاسبوع الماضي انتقادات الى قنوات الاخبار بسبب بطئها في تغطية تفجيرات مدريد التي راح ضحيتها اكثر من 200 قتيل، بيد ان شبكات الاخبار تحركت سريعا هذا الاسبوع لتغطية تفجير بغداد حيث تحتفظ شبكات الاخبار بطواقم تغطية كبيرة. ويقول كريس كريمر، المشرف على الشبكات الدولية التابعة لـ «سي. ان. ان»، انه لا يملك معلومات اكثر من غيره، لكنه اشار الى ان الحس الصحافي هو الذي يدفع للتوجه الى حيث الاحداث المرتقبة (في منطقة افغانستان) ويحتم وجودهم فيها بغرض التغطية الاخبارية. اما ديفيد فيردي، المدير التنفيذي لشبكة «ان بي سي نيوز»، فقال ان كل المؤشرات تدل على ان ثمة هجوما عسكريا واسعا في المنطقة، فيما صرح بول سلافين، نائب رئيس الشبكة لجمع الاخبار، ان الشبكة عززت طاقمها العامل هناك لأنهم شعروا بأن القوات الباكستانية والاميركية تطبق حصارها على المنطقة التي يشتبه في ان قادة «القاعدة» يتحصنون فيها. وأضاف سلافين ان وجود مصادر هناك جانب مهم للغاية في حال القبض على اسامة بن لادن. ورأى ان الحصول على معلومات من الحكومة الباكستانية مهمة تتطلب توظيف كل الامكانيات. جدير بالذكر ان المعلومات الخاصة بالتطورات العسكرية في منطقة الحدود الافغانية الباكستانية لا ترد من مراسلين في الخطوط الامامية. وأوضح مراسل «سي. ان. ان» آرون براون من اسلام آباد انهم والجهات الاخرى التي تحاول تغطية الاحداث يعتمدون بصورة اساسية على المعلومات التي تدلي بها الحكومة الباكستانية. وقد اجرى بروان اول من امس لقاء، يعتقد مراقبون انه جاء في الوقت المناسب، مع الرئيس برويز مشرف الذي اعرب عن اعتقاده بان القوات الباكستانية تحاصر «هدفا مهما» في «القاعدة»، وفي وقت لاحق قال مسؤولون باكستانيون ان هذا الهدف هو أيمن الظواهري. وقال براون ان «سي. ان. ان» لا تتوقع ان يكون الحصول على المعلومات امرا في غاية السهولة، مشيراً الى ان ترتيب اللقاء مع مشرف استغرق وقتا طويلا ومجهودا كبيرا ولم يأت كضربة حظ. وكان من المقرر ان يعود براون الى نيويورك امس لكنه قرر تمديد فترة اقامته في باكستان الى اجل غير مسمى. ويعتقد بعض مسؤولي شبكات الاخبار ان اعتقال اسامة بن لادن ربما لا يحدث سريعا، مما يعني ازدياد التكلفة المالية بسبب الإنفاق على اطقم شبكات الاخبار. فحرب العراق العام الماضي قادت الى تقدم تكنولوجي ساعد في جعل التغطية من مواقع بعيدة امراً اكثر سهولة واقل إنفاقا من الناحية المالية، لكنه لا يزال مكلفا. وقالت مارسي ماكجينيس، نائبة رئيس قسم الاخبار في شبكة «سي. بي. اس. نيوز» ان الإبقاء على طواقم التغطية بالقرب من مناطق الاحداث المرتقبة مكلف من الناحية المالية لأنه يشتمل على قيمة تذاكر السفر لخمسة اشخاص بالاضافة الى قيمة نقل المعدات والإقامة في الفنادق واجرة السيارات والسائقين للتنقل اليومي فضلا عن توفير الامن. وأضافت ان هذه الاشياء ليست جزءا من بنود الميزانية المخصصة لكنهم يفعلون ما ينبغي عليهم فعله.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»