هاوارد يسعى لـ«إجماع» على بقاء القوات الأسترالية في العراق

TT

كانبيرا ـ رويترز: ناشد رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد زعيم حزب العمال المعارض مارك لاثام أمس التخلي عن تعهده بسحب القوات الاسترالية من العراق اذا فاز في الانتخابات المقررة في وقت لاحق هذا العام. واتهم هاوارد الذي تتراجع شعبية حكومته المحافظة ، حزب العمال، بتوجيه اشارة خاطئة للجماعات الارهابية ودعا الى أسلوب مشترك بين الحزبين في ما يتعلق بالأمن الوطني.

وقال هاوارد الحليف المقرب من الولايات المتحدة للبرلمان بعد تقديم اقتراح لدعم بقاء القوات الاسترالية في العراق «أطالب حزب العمال الاسترالي حتى في هذا الوقت المتأخر باعادة النظر في التزامه باعادة القوات بحلول عيد الميلاد». وأضاف «لدينا التزام كدولة ذهبت الى العراق باتمام المهمة».

واعتبر لاثام ان الوجود الاسترالي في العراق جعل البلاد أكثر عرضة لخطر مواجهة هجمات على غرار تفجيرات مدريد في أعقاب تفجير قطارات في اسبانيا يشتبه في أن لها صلة بتنظيم «القاعدة» وتعهد باعادة القوات بحلول نهاية العام الحالي اذا فاز في الانتخابات. وقال لاثام للبرلمان«نريد لقواتنا ان ترتبط بالدفاع عن استراليا أو الحرب على الارهاب وليس بالدفاع عن دولة أخرى». لكن استطلاعا أجرته مؤسسة ايه.سي نيلسن أظهر أن 61 في المائة من المشاركين يؤيدون استمرار الوجود الاسترالي في العراق لاستكمال مهمته وأن 35 في المائة فقط من بين 1403 مشاركين يعتقدون ان القوات الاسترالية المتبقية في العراق وحوله يجب أن تعود على الفور. ولدى استراليا التي أرسلت في بادئ الامر 2000 جندي الى العراق نحو 270 جنديا يحرسون الدبلوماسيين الاستراليين في بغداد ويساعدون في ادارة مطار بغداد ويدربون العراقيين. ولكن فرقتها من الفرق الاجنبية القليلة التي لم تتكبد أية خسائر. وأظهر استطلاع للرأي أن الأمن الوطني أصبح يهيمن على جدول الاعمال السياسي أكثر من أي وقت مضى، اذ يعتقد 66 في المائة من المشاركين أن وقوع هجمات ارهابية في استراليا خلال العامين المقبلين أمر مرجح جدا. واستغل هاوارد ,64 عاما, مسألة الأمن الوطني لتعزيز شعبيته منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001 على الولايات المتحدة وأنفق ثلاثة مليارات دولار استرالي (ملياري دولار اميركي) على تعزيز الأمن ذلك الحين. ولم تشهد استراليا أي هجوم إرهابي كبير على أراضيها لكن كان هناك 88 استراليا بين 202 قتيل سقطوا في تفجيرات جزيرة بالي في اندونيسيا عام 2002.

وكشف هاوارد عن مقترحات هذا الاسبوع لتشديد قوانين مكافحة الارهاب وزيادة عدد ضباط المخابرات في استراليا الى مستوى قياسي واعداد دراسة حول التهديدات. لكن شعبية حزب العمال ارتفعت منذ أن تولى لاثام زعامة الحزب في ديسمبر (كانون الاول) الماضي لينعش الحزب الذي كان يعاني من صراعات داخلية وأصبح يشكل أكبر تهديد يواجهه هاوارد منذ ثماني سنوات. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة ايه.سي نيلسن ونشر امس بلوغ شعبية حزب العمال 43 في المائة مقابل 41 في المائة للحكومة.