لندن: اعتقال ثمانية أصوليين ونصف طن من مواد تستخدم في صناعة المتفجرات

700 ضابط من أسكوتلنديارد شاركوا في المداهمات وتفتيش 24 منزلا ومحلا تجاريا في أنحاء مختلفة من العاصمة لندن

TT

اعلنت الشرطة البريطانية انها اعتقلت ثمانية اشخاص، يعتقد انهم اصوليون، بموجب قوانين مكافحة الارهاب البريطانية، وصادرت نصف طن من «نترات الامونيوم» التي يمكن استخدامها في صناعة القنابل خلال عمليات مداهمة امس في لندن والمنطقة المحيطة بها. وقال بيتر كلارك رئيس فرع مكافحة الارهاب التابع لسكوتلنديارد في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه امس «ان الموقوفين الثمانية مواطنون بريطانيون، تبلغ اعمارهم ما بين 17 و 32 عاما من العمر». وكشفت مصادر من التيار الاصولي لـ«الشرق الأوسط» ان الموقوفين آسيويون من أصول باكستانية. واضاف «ان المداهمات ليست لها علاقة بتفجيرات 11 مارس (آذار) في مدريد».

وكشف رئيس فرقة مكافحة الارهاب البريطانية ان المداهمات الامنية شارك فيها 700 ضابط من اسكوتلنديارد استنادا الى معلومات مسبقة حصل عليها من الاجهزة الامنية. واشارت مصادر مقربة من الشرطة ان التحقيقات مع الموقوفين تجري في مركز شرطة بادنغتون بوسط لندن. وشملت عملية المداهمات تفتيش 24 منزلا ومحلا تجاريا في مناطق ريدنغ ولوتون (شمال لندن). وأكد ان الشرطة تمكنت خلال المداهمات من مصادرة نصف طن من سماد «نترات الامونيوم». وعثرت الشرطة على نترات الامونيوم في مخزن يملكه احد المشتبهين في شارع بوسطن بمنطقة هانويل بغرب لندن. ويقول خبراء الشرطة البريطانية ان «نترات الامونيوم» استخدمت في صنع القنابل التي انفجرت في جزيرة بالي الاندونيسية في اكتوبر (تشرين الاول) 2002 وأدت الى مقتل 202 شخص. وأقر الخبراء ان «نترات الامونيوم» استخدمت كمواد متفجرة في السيارة التي استخدمها الانتحاريون التابعون لخلية «القاعدة» في اسطنبول ضد المصرف البريطاني نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. واضاف خبراء في المعمل الجنائي «ان نترات الامونيوم استخدمت ايضا في صنع قنابل موقوتة استخدمت لمحاولة تفجير القنصلية الاميركية في كراتشي يوم 15 مارس الحالي، ولكن القنابل التي كانت موضوعة داخل سيارة لم تنفجر». واوضحت الشرطة في بيانها امس ان «شرطة مكافحة الارهاب نفذت قرابة الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش، في اطار عملية استخبارية مخطط لها مسبقا، مذكرات توقيف صادرة بموجب قانون مكافحة الارهاب الصادر عام 2000 في لندن وفي ضواحيها بمساعدة من شرطة تيمز فالي وساسيكس وساري وبيدفوردشير». وقالت متحدثة باسم اسكوتلنديارد لـ«الشرق الأوسط» ان عملية المداهمات ما زالت متواصلة، لكنها لم تعط مزيدا من التفاصيل. وجرت بعض المداهمات في احياء مجاورة للمطارات البريطانية الثلاثة وهي هيثرو وغاتويك ولوتون». وتمت مصادرة السماد، الذي يمكن ان يتحول الى مادة متفجرة اذا ما مزج بمواد كيماوية اخرى، في منزل يقع في هانويل غرب لندن». ولم يؤكد رئيس فرقة مكافحة الارهاب البريطانية التقارير التي قالت ان من بين المعتقلين «ارهابيين اصوليين مشتبهين»، الا انه قال «نحن نعلم ان الغالبية العظمى من المسلمين يلتزمون بالقانون وينبذون كافة اشكال العنف».

ومن جهته، صرح متحدث باسم مطار غاتويك، ثاني اكبر مطار في بريطانيا بعد مطار هيثرو، ان مسؤولي المطار لم يكونوا على علم باية عملية. ويستخدم مطار لوتون عادة من قبل شركات الطيران التي تقدم رحلات رخيصة او من قبل الطائرات المستأجرة». وقالت مصادر مقربة من الشرطة البريطانية «إن هذه العملية تعد الأكبر من نوعها منذ أشهر عدة». واضافت: «انها على ما يبدو عملية مخطط لها ومعد لها منذ فترة، حيث شارك فيها عدة مئات من رجال الشرطة». واوضحت المصادر البريطانية ان العملية «بدت وكأنها واحدة من أكبر واهم عمليات المداهمة والاعتقال ضد مشتبه فيهم في الأشهر الأخيرة». وقالت: «ان الشرطة عثرت على أشياء «مهمة جدا» خلال العملية» من دون ذكر أي تفاصيل أخرى. يذكر ان بريطانيا تعيش حالة انذار عال منذ الايام الأخيرة من العام الماضي، كما ان لندن على درجة واحدة ادنى من اعلانها منطقة في حالة انذار قصوى». وكان السير جون ستيفنز مفوض الشرطة البريطانية قد قال ان الشرطة تحقق لمعرفة ما اذا كانت هناك صلة مؤكدة بين تفجيرات قطارات مدريد التي وقعت الشهر الحالي واسفرت عن 190 قتيلا والمؤيدين لتنظيم «القاعدة» المتمركزين في بريطانيا.

ويحاول رجال شرطة مكافحة الشغب وضباط جهاز مكافحة التجسس «إم. آي 5» معرفة ما اذا كان اصوليون متطرفون مقرهم بريطانيا قدموا أموالا ومساندة في أعمال النقل والايواء لمنفذي تفجيرات مدريد. وقال ستيفنز ايضا ان وقوع هجوم في بريطانيا أمر «محتوم» بعد تفجيرات مدريد.

وذكرت وكالة الانباء «برس اسوسييشن» ومحطة التلفزة البريطانية الخاصة «سكاي نيوز» ان الموقوفين اصوليون على ما يبدو. لكن شرطة اسكوتلنديارد، رفضت التعليق على هذه المعلومات. الا ان مصادر قريبة من التيار الاصولي كشفت لـ«الشرق الأوسط» ان المعتقلين آسيويون. ورفضت اسكوتلنديارد تحديد الابنية التي تم تفتيشها والاجهزة التي تم ضبطها.

وجرت عمليات التفتيش في ايلينغ وريدبريدج في غرب لندن وشرقها على التوالي فضلا عن مناطق ويست ساسيكس وبيدفورشير وتيمز فالي في ضاحية لندن الكبرى. وكان اثنان من المواقع التي استهدفتها العملية قرب مطار غاتويك ولوتون في ضاحية لندن. ونقلت محطة «سكاي نيوز» البريطانية عن مصادر غير رسمية ان المحققين ضبطوا مواد تسمح بصنع قنابل. وهذه المواد قد تكون مشابهة لتلك التي استخدمت في اعتداءات نسبت الى «القاعدة» في بالي واسطنبول.