الأمير عبد الله والرئيس مبارك يبحثان تنقية الأجواء لعقد القمة في أقرب وقت

شرم الشيخ: قمة مصرية ـ سعودية تعقبها أخرى ثلاثية بين البحرين والأردن ومصر.. والأسد يصل اليوم لبحث ترتيبات القمة المؤجلة

TT

شهد منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر مشاورات مكثفة للزعماء العرب للترتيب لعقد القمة العربية المؤجلة، وقام الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي أمس بزيارة قصيرة إلى مدينة شرم الشيخ المصرية قبل توجهه الى فيينا في زيارة رسمية الى النمسا، حيث اجرى مباحثات مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك وعقد معه اجتماعا في قاعة التشريفات في مطار شرم الشيخ تم خلاله بحث مجمل المستجدات على الساحتين العربية والدولية والخطوات اللازمة لتهيئة المناخ المناسب لانعقاد القمة العربية في أقرب وقت ممكن بتنقية الأجواء وتوحيد الرؤى لمواجهة ما تحتاجه الأمة من توافق في الرأي وتكاتف في الجهود لتحصين العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي لا تخفى على أحد. وحضر الاجتماع من الجانب السعودي الأمير نواف بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والأمير عبد الإله بن عبد العزيز والأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء، وورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، والدكتور غازي القصيبي وزير المياه والكهرباء والدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، والسفير السعودي في القاهرة إبراهيم بن سعد البراهيم. وحضرها من الجانب المصري الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء والمشير حسين طنطاوي وزير الدفاع والانتاج الحربي ووزير الإعلام صفوت الشريف، ووزير الخارجية أحمد ماهر، وعمر سليمان الوزير برئاسة الجمهورية، والدكتور أسامة الباز مدير الشؤون السياسية للرئيس المصري.

وعقب مغادرة ولي العهد السعودي لشرم الشيخ متوجها الى النمسا، وصل الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن حيث عقدت قمة مصرية ـ أردنية استمرت حوالي 30 دقيقة، ثم انضم ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى للاجتماع في قمة مصرية ـ أردنية ـ بحرينية ناقشت عدداً من الموضوعات الخاصة بترتيبات عقد القمة وتطوير آليات تفعيل العمل العربي المشترك.

واستكمل الزعماء الثلاثة مباحثاتهم ومشاوراتهم على مأدبة غداء أقامها الرئيس مبارك تكريماً للزعيمين العربيين وأعضاء الوفدين الأردني والبحريني. وفي اطار الاتصالات والمشاورات المصرية قال مصدر مصري مسؤول انه من المتوقع أن يصل الى منتجع شرم الشيخ الرئيس السوري بشار الأسد للتباحث حول الموضوع نفسه.

وكان مبارك قد أجرى اتصالاً هاتفياً في ساعة متأخرة من مساء اول من أمس مع الرئيس السوري وذلك بعد ساعات من تسلمه رسالة شخصية منه في زيارة سريعة قام بها وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الى شرم الشيخ.

وقد تواصلت أمس لقاءات ومشاورات الرئيس مبارك في منتجع شرم الشيخ في اطار التحركات المصرية لعقد القمة العربية التي أعلنت تونس السبت الماضي إلغائها على نحو مفاجئ قبل يومين فقط من انعقادها.

وقال صفوت الشريف وزيرالاعلام المصري إن لقاء القمة الذي عقد بين الرئيس مبارك والامير عبد الله أكد أن هناك توافقا كاملا في وجهات النظر حيال كافة القضايا والموضوعات التي تمت مناقشتها. وقال ان الزعيمين أكدا أن هذه المرحلة هامة ودقيقة وتحتاج الى تضأمن عربى واعلاء المصالح العليا للامة العربية، وأن الامير عبد الله رحب بدعوة مصر الى سرعة انعقاد القمة العربية في أقرب وقت ممكن حفاظا على وحدة الامة العربية وتجنبا للتصدع.

وأضاف أن الزعيمين شددا على اهمية انعقاد القمة ومواصلة التشاور بين الرؤساء والزعماء العرب لتحقيق اكبر مشاركة فاعلة لضمان ان يكون الموقف العربى موحدا.

وقال الشريف ان الرئيس مبارك ناقش مع الامير عبد الله نتائج المشاورات التي اجراها مع عدد من الرؤساء والقادة العرب.

وأشار الى أن الزعيمين أكدا أن انعقاد القمة يؤكد التمسك بالجامعة العربية. من جهة أخرى أوضح الشريف أن لقاء الرئيس مبارك مع الملك عبد الله الثاني عاهل الاردن يأتي في اطار التشاور حول انعقاد القمة العربية واستعراض الموقف العربي. وذكر أن الزعيمين اتفقا على أهمية مواصلة واستكمال ما بدأه وزراء الخارجية العرب في تونس حتى يكون هناك اعداد كامل للقمة المتوقع انعقادها في أقرب وقت ممكن.

وأوضح وزير الاعلام المصري ان القمة الثلاثية بين الرئيس مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى ـ رئيس القمة العربية في دورتها الحالية ـ جرت في اطار استكمال التشاور والنظر في مجمل الاوضاع العربية الى جانب التأكيد على اهمية انعقاد القمة العربية بما يحقق حضور ومشاركة الملوك والرؤساء العرب.

وأكد الشريف على اهمية الاعداد الكامل لكافة الموضوعات والمبادرات المطروحة سواء الخاصة باصلاح الجامعة العربية او المبادرات الخاصة بالاصلاح عموما.

وحول الموعد المنتظر لعقد القمة العربية قال الشريف» ان الموعد متروك للمشاورات التي تجرى ـ ولا تزال ـ بين القادة العرب لتحديد الموعد المناسب الذي يتوافق مع ظروف الرؤساء والملوك خاصة ان هناك حرصا على المشاركة في هذه القمة. من ناحيته قال الدكتور مروان المعشر وزير الخارجية الأردني ان زيارة الملك عبد الله إلى مصر تأتي في اطار التشاور والتنسيق مع الرئيس مبارك ولبحث آليات ضمان نجاح القمة العربية وخروجها بقرارات تدعم التضأمن العربي وتحقق مصالح شعوب الامة العربية، مشيرا الى أن ذلك يأتي بالاعداد الجيد للقمة.

واكد وزير الخارجية الأردني ضرورة ان تبنى القمة العربية المقبلة على ما تم انجازه في تونس حيث كان قد تم قطع شوط كبير من اقرار العديد من القضايا خاصة ما يتعلق بالاصلاح السياسي والاجتماعي وغيرها.

وأوضح أن المشاورات التي جرت بين القادة العرب حتى الان تؤكد على ضرورة عقد القمة المقبلة في أسرع وقت ممكن وأن هناك اتفاقا على أن تكون برئاسة تونس ولكن يجري حاليا النقاش حول مكان عقدها وموعدها.