عراقيون يتدربون في أميركا على إدارة وزارة الدفاع الجديدة: الجيش لن يتعاطى السياسة ولن يعود قبضة حديدية ضد الشعب

TT

واشنطن ـ رويترز: قال عراقيون يتلقون تدريبات أميركية على كيفية ادارة وزارة الدفاع الجديدة انهم ينقصهم الوقت والمال قبيل نقل السلطة في 30 يونيو (حزيران) المقبل. لكنهم تعهدوا بالابقاء على القوات المسلحة العراقية الجديدة بعيدا عن السياسة.

وادرجت الولايات المتحدة في شهري فبراير (شباط) ومارس (اذار) الماضيين نحو 50 مسؤولا عراقيا على برنامج تدريب خاص لمدة ثلاثة اسابيع في جامعة الدفاع الوطني التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في واشنطن عشية اعادة تشكيل وزارة الدفاع العراقية التي سيتولاها وزير مدني مؤقت خلال الشهر الحالي. ومن المتوقع أن يتولى هؤلاء العراقيون مناصب قيادية في الوزارة الجديدة.

وقال جيرالد تومسون الكولونيل المتقاعد في الجيش الأميركي الذي يرأس برنامج التدريب ان البرنامج يركز على «التفكير من خلال خطة محددة وتخصيص الموارد والادارة لكن داخل نظام يتسم بالشفافية ويخضع للمساءلة ويتضمن نظاما سياسيا يقوم على المشاركة».

وتحدث ستة عراقيين تلقوا هذا التدريب الى الصحافيين في جلسة رتبها البنتاغون بشرط عدم نشر أسمائهم بالكامل خوفا على سلامتهم في العراق. وقال جنرال سابق في الجيش العراقي «التحديات الاكبر هي الوقت والموارد المالية المتاحة. نحن نتعجل تأسيس الجيش لانه جزء لا يتجزأ من تحقيق الأمن. لكن الوقت ليس في صالحنا». وأكد العراقيون الستة على رغبتهم في تشكيل جيش عراقي متحرر من قيد السياسة بعد أن شاهدوا الرئيس المخلوع صدام حسين يستغله في سحق المعارضة السياسية الداخلية. وهونوا من الانقسامات بين الاكراد والسنة والشيعة في العراق وأعربوا عن قلقهم من أن يواصل أعداء الولايات المتحدة استخدام العراق كساحة قتال.

وقالت مهندسة عرفت نفسها باسم منى، وهي واحدة من خمس نساء تلقين هذا التدريب، ان مهمة الجيش العراقي ستكون «حماية الوطن والدفاع عن الشعب». وأضافت «لن يكون (الجيش) كما كان عليه الحال في الماضي عندما كان قبضة حديدية ضد الشعب العراقي». وقال الجنرال السابق الذي عرف نفسه باسم فهد «اتفقنا بالفعل على أن يظل الجيش خارج اللعبة السياسية. هذا من المحظورات في النظام الجديد». واشار حسن، وهو مهندس كيميائي وعقيد سابق في الجيش العراقي قال انه طرد من الخدمة لاسباب سياسية، الى أن الحدود العراقية غير المحكمة مكنت متشددين أجانب «تعرضوا لغسيل مخ» من دخول العراق بهدف قتل الأميركيين أو العراقيين الذين يعملون معهم.

وتابع «الخطر الحقيقي هو أن العراق تحول الى ساحة قتال مفتوحة لكل من يكره الولايات المتحدة». ويرغب البنتاغون في تشكيل جيش عراقي قوامه 40 الف جندي تحت قيادة ادارة تشكل على غرار وزارة الدفاع البريطانية. ودربت الولايات المتحدة نحو ثلاثة الاف جندي للقوات المسلحة العراقية. وألغى الجيش الأميركي هذا الشهر عقدا لتزويد الجيش العراقي بمواد متعددة بدءا بالسترات الواقية وانتهاء بالمركبات بعد شكاوى من مشكلات نتجت عن تأخر وصول المعدات الى القوات العراقية. وحل بول بريمر رئيس الادارة المدنية في العراق في مايو (أيار) من العام الماضي الجيش العراقي وقوات الأمن ووزارة الدفاع مما أدى الى تسريح نحو 400 الف جندي. وقال بعض منتقدي هذه الخطوة انها أوجدت عددا كبيرا من المسلحين الغاضبين العاطلين يسهل على انصار صدام والمتشددين الاسلاميين تجنيدهم. وقال البنتاغون ان ضباط الجيش العراقي السابق المشاركين في التدريب كانوا من الجيش النظامي وليس من وحدات الحرس الجمهوري التي كانت تعتبر أكثر ولاء لصدام.