مقترحات الإبراهيمي تجد قبولا في واشنطن ومسؤولون أميركيون لا يتوقعون دورا للجلبي في الحكومة الانتقالية

TT

قبلت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش الخطوط العامة لاقتراحات الامم المتحدة بحل مجلس الحكم الانتقالي في العراق الذي تشكل في العام الماضي واستبدال حكومة مؤقتة به عندما يستعيد العراق سيادته في شهر يوليو (تموز) المقبل.

وذكر مسؤولون في الادارة ان اقتراحات الاخضر الابراهيمي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة في العراق، بتشكيل حكومة جديدة من الشخصيات العراقية لا تزال تحتاج الى كثير من التفاصيل، ولكنها مقبولة من الرئيس بوش.

وقالت كوندوليزا رايس مستشارة شؤون الامن القومي «لا ارى، في الوقت الراهن فيما يقترحه (الابراهيمي) ما يثير قلقنا». واضافت ان الابراهيمي «كان ناجحا للغاية».

كما ايد وزير الخارجية الاميركي كولن باول الخطة، بينما اشار اليها وزير الدفاع دونالد رامسفيلد من دون ان يؤيدها بصراحة ورجح ان تصبح واقعا.

وتجدر الاشارة الى ان خطة الابراهيمي ستستبدل بمجلس الحكم العراقي حكومة انتقالية تعينها الامم المتحدة بعد مشاورات مع الولايات المتحدة ومجلس الحكم وعراقيين آخرين. ويمكن ان تضم هذه الحكومة بعض اعضاء مجلس الحكم الحالي، ولكن من غير الواضح كيف سيمكن موازنة الاطراف الدينية والسياسية والمحلية. وباقرار خطة الابراهيمي تبدو الادارة الاميركية كما لو انها قبلت بانكماش الدور الاميركي في العملية السياسية العراقية مع اقتراب موعد تسليم السلطة في بغداد. غير ان المسؤولين في الادارة اكدوا، انه حتى مع اشراف الامم المتحدة على اختيار الحكومة الانتقالية، ثم اجراء انتخابات ومساعدة العراقيين على صياغة دستور، فإن النفوذ الاميركي سيكون كبيرا، لأن الولايات المتحدة ستبقى مسؤولة عن القضايا العسكرية والامنية، وستصبح المورد الرئيسي للمساعدات الاقتصادية.

واشار العديد من المسؤولين الاميركيين الى ان نائب رايس في العراق روبرت بلاكويل كان يعمل جنبا الى جنب مع الابراهيمي في العراق للتوصل الى الخطة المقترحة.

وذكر دبلوماسيون اميركيون واوروبيون ان خطة الابراهيمي ستمنح الامم المتحدة دورا اساسيا، وربما الدور الرئيسي في الاشراف على عملية بناء الديمقراطية في العراق.

وقالت رايس ان «ما قدمه (الابراهيمي) هو فكرة يعتقد انها ستنجح. وفي شهر مايو (ايار) سيقدم مقترحات محددة، ولكننا ليست لدينا اعتراضات حتى الآن على ما اقترحه».

وفي الوقت ذاته قال باول للاذاعة الكندية ان اقتراح الابراهيمي «يعكس بعض التفكير الجيد للغاية والكثير من الحكمة والخبرة»، وان كان قد اشار الى ان الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان يجب ان يعطي موافقته.

واشار عدد من المسؤولين الاميركيين الذين تحدثوا وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية الموضوع، الى انهم يشعرون بالقلق من احتمال محاولة بعض اعضاء مجلس الحكم العراقي عرقلة مقترحات الابراهيمي او جعل انفسهم جزءا منها.

واوضح مسؤول في الادارة «من الواضح وجود بعض التحركات السياسية في العراق، ومجلس الحكم جزء من ذلك. لا يمكننا ابلاغ الابراهيمي ماذا يفعل. هذا جزء مما يعتقد انه مناسب وبوعيه بما نعتقد انه فعال».

وفي الاسابيع الاخيرة، ظهرت اشارات على ان المسؤولين الاميركيين مصرون على الاحتفاظ بالمجلس، بعد توسيعه. وقال باول منذ اسبوعين ان نسخة موسعة من المجلس هي البديل المرجح.

وكان بعض المسؤولين الاميركيين يتوقعون ان احمد الجلبي المفضل لدى وزارة الدفاع الاميركية يمكن تهميشه طبقا للخطة الجديدة. والمعروف ان مساعدي الابراهيمي ذكروا ان مبعوث الامم المتحدة يحتقر الجلبي. واشار دبلوماسيون مطلعون الى ان رامسفيلد لا يزال يفضل دورا اساسيا للجلبي في العراق.

وقال رامسفيلد انه بما ان خطة الابراهيمي اعتبرت «خطة معقولة» من قبل وزارة الخارجية والبيت الابيض فإن الاحتمالات ترجح نموذجا مثل النموذج الذي اعلنه الابراهيمي.

* خدمة «نيويورك تايمز»