قصف جوي أميركي يخلف 15 قتيلا في الفلوجة وبريمر يدعو المقاتلين لاحترام الهدنة وتهديد بعصيان مدني في بغداد

TT

في الوقت الذي اعلن فيه مسؤول عراقي انه «متفائل» لامكانية التوصل الى وقف شامل لاطلاق النار في مدينة الفلوجة اثر المحادثات التي جرت أمس، أعلن مصدر طبي عن مقتل 15 من سكان المدينة في قصف جوي الليلة قبل الماضية مما ادى ايضا الى تهديم مئذنة احد المساجد الرئيسية في المدينة. وطلب الحاكم المدني السفير بول بريمر من مجلس الحكم حث المقاتلين في الفلوجة على احترام الهدنة القائمة بين الطرفين، بينما هددت هيئة علماء المسلمين بتنظيم عصيان مدني في بغداد.

وقال شهود عيان ومسؤول طبي أمس ان القوات الأميركية ومقاومين عراقيين اشتبكوا في معارك ضارية الليلة قبل الماضية وان 15 شخصا قتلوا.

وقال الشهود ان طائرات حربية أميركية هاجمت اهدافا في المدينة وان مركبة مدرعة أميركية دمرت في القتال. وقال الدكتور عصام محمد وهو مسؤول طبي رفيع «قتل خمسة عشر عراقيا وجرح عشرون». وأكد بريمر انه دعا مجلس الحكم الانتقالي في العراق الى التدخل لحث المقاتلين في الفلوجة على احترام وقف اطلاق النار في المدينة، مؤكدا ان القوات الاميركية ما زالت تتعرض لهجمات في تلك المنطقة.

وقال بريمر للتلفزيون العراقي مساء أول من أمس «من المؤسف ان المارينز (مشاة البحرية الاميركية) ما زالوا يعانون من الهجمات من قبل الارهابيين في الفلوجة»، موضحا انه اكد لمجلس الحكم ضرورة «حسم هذا الموقف». وتابع بريمر انه طلب من المجلس «القيام بكل ما يمكن ان يقوم به للتأكد من ان الارهابيين الذين يقومون بخرق وقف اطلاق النار، يحترمون» الهدنة. واوضح ان «بعثات ستسافر الى الفلوجة وسنرى ما ستكون عليه النتائج».

وأكد المسؤول الاميركي ان وقف اطلاق النار في الفلوجة جاء «استجابة لمطلب قوي من مجلس الحكم ومن عراقيين آخرين»، مؤكدا انه على الرغم من «تعليق العمليات الهجومية في الفلوجة يجب ان يحتفظ الجنود بحقهم في الدفاع عن انفسهم». وكانت الهدنة في المدينة مددت صباح الاربعاء 48 ساعة بين القوات الاميركية والمقاتلين.

واعلن ضابط اميركي ان «مسؤولين من التحالف وقادة محليين في الفلوجة سيجرون محادثات اليوم (أمس) في محاولة للتوصل الى هدنة دائمة» في هذه المدينة السنية المحاصرة، حيث عم هدوء نسبي صباحا.

وقال القومندان تي. في. جونسون لوكالة الصحافة الفرنسية ان ضابطا اميركيا رفيع المستوى ومسؤولين من التحالف وقادة محليين من الفلوجة أجروا محادثات بعد الظهر في قاعدة للمارينز خارج المدينة.

وفتحت طائرة هليكوبتر قتالية اميركية النار على مواقع للمتمردين أول من أمس لكن الهدوء عاد صباحا في المدينة. وتعرض مسجد الحضرة المحمدية، ثاني اكبر مسجد في الفلوجة، أول من أمس لقصف القوات الاميركية وقد اصيبت مئذنة المسجد ومدرسته باضرار.

وكانت القيادة العسكرية الاميركية حذرت في وقت سابق من انها لن تتردد في اطلاق النار على المساجد اذا استخدمها المتمردون لمهاجمة القوات الاميركية. وانتقد أئمة عدد من المساجد السنية والشيعية في العراق أمس ما يتعرض له اهل الفلوجة من حصار منذ الخامس من الشهر الحالي وما آلت اليه اوضاع سكانها.

وقال الشيخ محمود جلال العيساوي (سني) إمام خطيب مسجد عبد القادر الكيلاني في خطبة الجمعة امام مئات المصلين «منذ اسبوعين والفلوجة محاصرة وانقطعت عنها الكهرباء والماء وتوقفت عنها الخدمات بكل اشكالها وتحولت المدينة الى مقبرة جماعية، واذا كان الاموات في المقابر الجماعية يدفنون فالموتى في الفلوجة لا يجدون من يدفنهم وهم ملقون في وسط الشوارع».

من جانبه، انتقد إمام مسجد ابن تيمية الشيخ عبد الستار الجنابي (سني) في خطبته امام مئات المصلين ما وصفه بتقصير قادة الحكومات والدول العربية والاسلامية ازاء ما يجري في مدينة الفلوجة، وقال «رغم استغاثة الاطفال ورغم استغاثة النساء فان قادة الدول العربية والاسلامية ملتزمون الصمت حيال ما يجري في الفلوجة ولا يحركون ساكنا وكأنهم لا يعرفون ان الدور سيأتي عليهم يوما ما».

ومن جانبه، اكد عبد المهدي الكربلائي ممثل السيستاني في خطبة الجمعة من الضريح الحسيني في كربلاء ان «المرجعية الدينية تستنكر اسلوب التعامل الوحشي والعقوبة الجماعية من قبل قوات الاحتلال وقتل الناس والاطفال في الفلوجة». واضاف «لا يمكن ان يكون التمثيل بأربعة اجانب مدعاة للقيام بمثل هذه الاعمال»، مشيرا الى ان «المرجعية في نفس الوقت تشجب اعمال التمثيل ولو كانت بكلب عقور».

من جانبها، حذرت هيئة علماء المسلمين (السنة) في العراق أمس من حركة عصيان مدنية في بغداد اذا لم تعد الاوضاع الى طبيعتها في مدينة الفلوجة.

وقال الشيخ عبد السلام الكبيسي مسؤول العلاقات في الهيئة في مؤتمر صحافي عقده في مسجد ام القرى «صبر اهالي بغداد بخصوص ما يجري في الفلوجة ليس بلا حدود ومن المحتمل ان يحدث عصيان مدني».

وفيما يتعلق بالمحادثات، قال الكبيسي ان «وفدا يضم ممثلين عن الحزب الاسلامي العراقي قد سمح له بالدخول اليوم (امس) الى المدينة في الوقت الذي كان هذا الشيء ممنوعا عليه».

واشار الى ان «الهدف هو تهدئة الاوضاع في المدينة ومحاولة الوصول الى اتفاق مع الاميركيين من اجل اعادة مسؤولية حفظ الامن في المدينة الى الشرطة العراقية».