الأسد يزور طهران لتعزيز «الصداقة المميزة» وتوقعات خليجية بطرح قضية الجزر الإماراتية

TT

يبدأ الرئيس السوري بشار الاسد اليوم زيارة رسمية الى طهران تندرج في اطار تعزيز علاقات «الصداقة المميزة» التي تربط بين ايران وسورية والتشاور حول القضايا الاقليمية وخصوصا النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني.

وستكون هذه الزيارة التي تستغرق يومين الاولى للرئيس السوري الى ايران منذ تسلمه السلطة في يوليو (تموز) الماضي ويرافقه فيها وفد كبير. وكان الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد قد زار طهران مرتين عام 1997.

وفي ابوظبي اعربت مصادر دبلوماسية خليجية أمس عن اعتقادها بأن زيارة الرئيس السوري الى طهران سيكون لها صدى في الاوساط الخليجية، بالنظر الى انها تأتي بعد يومين من زيارة لأبوظبي وصفتها المصادر السورية بأنها «كانت ناجحة وايجابية جداً وسيكون لها مفاعيل مؤثرة وواضحة الآن وفي المستقبل ازاء تطورات الاحداث في المنطقة».

وقالت تلك المصادر ان حرص الرئيس السوري على زيارة الامارات قبل زيارة ايران يشير الى انه يحاول استثمار علاقاته الطيبة مع أبوظبي وطهران وصولاً الى ايجاد صيغة يمكن من خلالها إقناع طهران بالتجاوب مع المساعي السلمية التي ابدتها الامارات لحل قضية الجزر الاماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التي تحتلها ايران منذ عام 1971.

وقالت مصادر سورية رافقت الرئيس الاسد خلال زيارته لأبوظبي «إن دمشق ليست في وارد القيام بوساطة بين ايران والامارات، وأن اي مسعى سوري سيهدف الى توفير اجواء للحل السلمي الذي يشكل الخيار الوحيد أمام الجانبين لتسوية هذه القضية».

وأوضحت المصادر الخليجية من جهتها ان أي مسعى يقوم به الرئيس بشار الاسد في طهران لن يكون متعارضاً مع الجهود التي ستقوم بها دول مجلس التعاون في اطار ما تم الاتفاق عليه في القمة الخليجية الاخيرة في المنامة التي اقرت ان قضية الجزر ليست قضية اماراتية بل قضية خليجية لارتباطها بأمن واستقرار المنطقة.

ولا تتوافر معلومات حول طبيعة ما يحمله الرئيس الاسد الى طهران بشأن قضية الجزر، إلا ان المصادر السورية قالت انه «سيحاول تبديد مخاوف ايرانية من ان استعادة الامارات لسيادتها على جزرها المحتلة في ظل الوجود العسكري الاجنبي في مياه الخليج سيؤثر على امن ايران».

وقالت ان سورية رغم انها تدرك مدى الحساسية التي تنظر بها ايران الى الوجود المشار اليه، إلا انها تعلم من جانب آخر بأن دولة الامارات لا تستقوي في مطالبتها باستعادة حقوقها التاريخية والقانونية في الجزر الثلاث بهذا الوجود وإلا لما حصرت كل خياراتها باستعادة جزرها بالخيارات السلمية المتمثلة في حوار جاد ومباشر أو في التحكيم أو عرض النزاع على محكمة العدل الدولية والقبول المسبق بالحكم الذي تصدره تلك المحكمة حتى لو لم يكن في صالح الامارات.

وتقول الامارات إن مخاوف ايران من ان تصبح الجزر الاماراتية قواعد عسكرية لاساطيل القوى الاجنبية في المنطقة ما هي إلا حجج تهدف من ورائها الى تكريس احتلالها للجزر، إذ ان هذه الجزر كانت محتلة منذ ايام الشاه الذي كان اكبر حلفاء الغرب في المنطقة، ومع ذلك فإن مطالبة الامارات بسيادتها على هذه الجزر لم تنقطع وظلت مطروحة دائماً عبر قنوات سياسية ودبلوماسية عديدة.

وتجدر الاشارة الى ان الرئيس السوري بشار الاسد كان قد عقد خلال وجوده في ابوظبي اجتماعات مكثفة شملت اضافة لرئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كلاً من ولي عهد أبوظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ونائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان.

كما عقد اجتماع منفصل بين وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان الذي يتولى ملف الجزر ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع.