المعشر: بوش أعطى الملك عبد الله الثاني الضمانات التي طلبها ومن بينها عدم تعريض مصالح الأردن للخطر

مسؤولون أميركيون: العاهل الأردني أكد احتمالات قوية لإصدار القمة العربية بيانا إصلاحيا

TT

قال وزير الخارجية الاردني، مروان المعشر، ان زيارة الملك عبد الله الثاني الى واشنطن حققت كل النتائج التي كان يتوقعها الاردن، وذلك بارسال الرئيس الاميركي جورج بوش رسالة مكتوبة الى الملك عبد الله الثاني اوضح فيها الموقف الاميركي تجاه عملية السلام ومستقبلها في المنطقة.

واكد المعشر، في تصريحات للتلفزيون الاردني امس، ان اهم ما جاء في هذا الموقف هو تأكيد الرئيس الاميركي ان قضايا الوضع النهائي يجب ان تتم معالجتها من قبل الاطراف المعنية، وانه ليس من حق اي طرف اتخاذ اي خطوات من شأنها التأثير على قضايا الوضع النهائي، موضحا ان الرئيس بوش اكد ان بلاده لن تقوم بإعطاء احكام مسبقة على هذه المفاوضات.

واشار الى ان الرئيس الاميركي لم يقرن ما قاله بأي استثناءات حول موضوع اللاجئين او الحدود او غيرها من القضايا، وهذا يعد انجازا كبيرا يجب البناء عليه ويعيد العملية السلمية الى ما كانت عليه ويترك للاطراف التفاوض على هذه القضايا.

واضاف المعشر ان بوش استجاب لما طلبه الملك عبد الله الثاني وعن نيته فتح قنوات حوار اكبر مع الجانب الفلسطيني وارسال رسالة الى الجانب الفلسطيني ايضا يتم فيها ايضاح الموقف الاميركي، علاوة على اعلان واشنطن عن اللقاء المزمع هذا الشهر بين مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس ورئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع. واوضح ان اعلان بوش تعهد للمرة الاولى بمعارضة اي نتيجة واي تطور في المنطقة سواء في عملية السلام او غيرها مما يؤثر على المصالح الوطنية الاردنية.

وتابع ان بوش اتفق مع الرؤية الاردنية الثابتة حول ان اقامة الدولة الفلسطينية يجب ان تكون الحل الوحيد المقبول لعملية السلام، وللمرة الاولى يأتي ذلك في رسالة مكتوبة الى الجانب الاردني.

وقال ان الملك «اوضح الموقف الاردني والعربي حول قضايا الحل النهائي وتصورنا تجاه المفاوضات» معتبرا ان اي تحرك في العملية السلمية يجب ان يؤدي الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي بالكامل واقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

وفي الموضوع العراقي، اوضح المعشر «انها المرة الاولى التي يعتذر فيها الرئيس الاميركي صراحة على ما قامت به القوات الاميركية من اعمال مشينة رايناها مؤخرا من خلال الصور التي ظهرت للسجناء العراقيين».

وفيما يتصل بالعلاقات الثنائية اوضح المعشر ان الولايات المتحدة اكدت دعمها القوي للاردن سواء على صعيد العلاقات الاقتصادية او على صعيد الاصلاحات الاقتصادية والسياسية.

وكان الملك عبد الله الثاني قد شدد، خلال لقائه في واشنطن يوم امس وزير الخارجية الاميركي كولن باول، على ان الحل الوحيد لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة هو انسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية واقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. واكد ان قضايا الحل النهائي يجب ان يتم التعامل معها كحزمة واحدة، وان اي انسحاب جزئي من الاراضي الفلسطينية يجب ان يكون جزءا لا يتجزأ من خريطة الطريق ومن انسحاب شامل يرتكز على قرارات الشرعية الدولية والالتزامات والاتفاقيات الموقعة بين الاطراف المعنية.

وتعهد الرئيس الاميركي بوش، الذي تعرض لضغوط من الملك عبد الله للحصول على ضمانات حول حدود ووضع اللاجئين في دولة فلسطينية مقبلة، بوضع وجهات نظره كتابة قريبا، غير انه لم يقدم التعهدات التي طلبها الملك.

وبعد اجتماع في البيت الابيض سعى خلاله كل من بوش والملك عبد الله القضاء على التوتر الذي تسبب في تأجيل اجتماعهما، امتدح الزعيمان بعضهما الاخر باعتبارهما اصدقاء منذ امد بعيد، يشاركان هدف تحقيق الديمقراطية في الشرق الاوسط.

وذكر المسؤولون في الادارة انهم شعروا بأن التوتر بينهما كان تحت السطح. فلم يتقدم أي مسؤول اميركي للادلاء بتصريحات للصحافيين عقب الاجتماع. ومثل هذه التصريحات هي تقليدية في البيت الابيض عندما تريد ذكر وجهة نظرها في القصة. ويمكن ملاحظة لهجة رسمية بينهما حيث اطلق بوش على الملك اكثر من مرة «صاحب الجلالة» بينما اشار الملك الى الرئيس بلقب «سير». وقد شكر بوش الملك للنصيحة التي قدمها له حول الموقف الراهن.

وقد بعث بوش برسالة خاصة الى الملك عبد الله عقب الاجتماع اذاعها الاردن. وتعهدت الرسالة، مؤكدة التزامات بوش العلنية المسبقة، بأن أية تسوية بين اسرائيل والفلسطينيين يجب ان تأتي عبر المفاوضات وان الولايات المتحدة ستعارض «أية تطورات في المنطقة يمكن ان تعرض مصالحكم للخطر».

الا ان الرسالة لم توضح ما هي مثل هذه التطورات، ولكن المسؤولين قالوا انها لا تشير فقط الى الصراع الفلسطيني ولكن ايضا الى ضرورة التأكد من ان عدم انقسام العراق الى جيوب سنية وشيعية وكردية، وهو ما يخشى جيران العراق ان يؤدي الى انتشار عدم الاستقرار في المنطقة.

وذكر المسؤولون في الادارة ان الاجتماع ركز على العراق، وجهود الاردن لدفع الجامعة العربية لدعم الديمقراطية في الشرق الاوسط في اجتماع القمة هذا الشهر، ووجهات النظر الاميركية والاردنية حول تأسيس الدولة الفلسطينية.

واوضح مسؤول في الادارة ان الملك عبد الله الثاني اكد لوزير الخارجية الاميركي كولن باول ان الاحتمالات جيدة بالنسبة لبيان اصلاحي في محادثات القمة العربية، حيث يمكن للولايات المتحدة ان تقدمه كبرهان على جهودها لتأكيد ان الديمقراطية يمكن ان تتأصل في العالم العربي.

وفيما عدا هذه القضية فإن المسؤولين في الادارة بذلوا جهدا كبيرا في الاسبوع الماضي لمحاولة الرد على قلق الاردن العميق، الذي تشاركه فيه دول عربية اخرى، حول الخطاب الذي بعث به بوش في الشهر الماضي الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. وقد اقر هذا الخطاب، الذي يهدف الى مساعدة شارون على الحصول على تأييد في اسرائيل لخطته بالانسحاب من قطاع غزة وبعض اجزاء الضفة الغربية، موقف اسرائيل بأنها لن تعود الى حدود ما قبل 1967 او تقبل عودة للاجئين الفلسطينيين واسلافهم في أي تسوية نهائية.