محقق أميركي سابق: اطلعت على تقارير لوحدات الاعتقال تقول «الهدف لم يكن موجودا بالمنزل وخرج جاره ليستطلع الأمر فأمسكنا به»

TT

لندن ـ رويترز: قال محقق أميركي سابق عمل في سجن ابو غريب العراقي أمس ان عددا كبيرا من السجناء هم عراقيون ابرياء احتجزتهم القوات الأميركية بشكل عشوائي واستجوبهم ضباط مخابرات أميركيون غير مؤهلين، بينما أعربت منظمات لحقوق الانسان عن خشيتها من ان صور الجنود الأميركيين الذين يعذبون ويذلون السجناء في العراق ربما لا تكون سوى شيء بسيط من انتهاكات أكبر. وقال تورين نيلسون ضابط المخابرات السابق في الجيش الأميركي في حديث مع صحيفة «الغارديان» البريطانية ان عددا كبيرا من المحتجزين في سجن أبو غريب «أبرياء من القيام بأي عمل ضد التحالف» الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق. واضاف نيلسون «اطلعت على تقارير كتبتها وحدات مكلفة بعمليات الاعتقال جاء فيها (الهدف لم يكن موجودا بالمنزل وخرج جاره ليستطلع الأمر فأمسكنا به)». وعمل نيلسون كمحقق في سجن أبو غريب العام الماضي. وقال ان الانتهاكات حدثت نتيجة الاعتماد الكبير على الشركات الخاصة المتلهفة على اثبات جدارتها بالمهمة والتي تشغل عاملين غير مؤهلين للعمل المخابراتي. وقال «انهم واقعون تحت ضغط كبير للقيام بالمهمة سريعا. واذا كنت في عجلة من امرك لاتمام عمليات الاعتقال ينتهي بك الأمر الى إرسال طهاة وسائقي سيارات في مهام استخباراتية». واضاف نيلسون ان براءة بعض المحتجزين تجعلهم عرضة أكثر لسوء المعاملة من جانب المحققين الذين يرفضون التصور انهم اعتقلوا ظلما ومن ثم يتعاملون معهم على انهم اهداف صعبة» يجب كسر شوكتها. من ناحية اخرى، قالت منظمات لحقوق الانسان ان المعلومات التي أتاحتها الصور عن الانتهاكات ربما لا تكون سوى شيء بسيط من انتهاكات أكبر لا يعرف عنها شيء وان الحجم الكامل للمشكلة لن يكتشف الا من خلال اجراء تحقيق غير عسكري.

وقدرت منظمة دولية لحقوق الانسان وهي «فرق صنع السلام المسيحية» التي تعمل في العراق بشكل متقطع منذ أواخر عام 2002 ان نحو 80 في المائة من المعتقلين السابقين الذين اجرت معهم مقابلات عانوا من اساءة المعاملة بشكل او بآخر. وتقدر القوات الأميركية انها اعتقلت نحو 40 الف عراقي منذ سيطرتها على البلاد في العام الماضي رغم اطلاق سراح معظمهم. وما زال نحو عشرة الاف محتجزين. وقال ستيورات فريسنجا وهو منسق لجماعة فرق صنع السلام المسيحية ان «العراقيين يشعرون بان الأميركيين يعاملونهم على انهم من دون البشر بشكل كبير منذ البداية. واذا كان هذا ما ظهر للضوء في نهاية الامر، فإن ما نراه الآن قد لا يكون سوى قمة جبل الجليد». وقالت منظمة العفو الدولية مرارا في العام الماضي ان الجنود الأميركيين يسيئون معاملة المعتقلين، ودعت لأول مرة الى إجراء تحقيق في يوليو (تموز) الماضي. وقالت انها تأمل ان تؤدي الصور التي عرضت على مدى الايام السبعة الماضية للشرطة العسكرية في سجن أبو غريب الى زيادة الضغوط لإجراء تحقيق كامل غير عسكري. وقالت متحدثة باسم منظمة العفو الدولية بالشرق الاوسط «نطالب باجراء تحقيق مستقل وعلني في هذه القضية لان الجميع سواء العراقيون أو الأميركيون لهم حق في ان يعرفوا». وأضافت «نوع التحقيق الذي نتحدث عنه اكبر بكثير مما تقوم به القوات المسلحة بنفسها حتى الآن. لا أعرف ما الذي تقدر عليه القوات المسلحة، ولكن ما من سبيل في ان تظهر الحقيقة كاملة من التحقيقات التي تجريها».