أرميتاج يشيد بجهود السعودية في مكافحة الإرهاب

TT

اشاد ريتشارد ارميتاج نائب وزير الخارجية الاميركي بجهود السعودية في مكافحة الارهاب. وقال انه كان موجودا مع الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، حينما وقع تفجير واهتز المنزل.

وأضاف ارميتاج قائلا: «ادركنا جميعا ما حدث». وقال انه منذ تفجيرات مايو (ايار) والمملكة العربية السعودية تتخذ اجراءات قوية بشأن التشدد والمتطرفين. وبخصوص الوضع في العراق، قال ارميتاج ان بلاده لن تسلم السجون العراقية التي تديرها القوات الاميركية الى مشرفين عراقيين محليين قبل حلول ميعاد تسليم السلطة في 30 يونيو (حزيران) المقبل، كما طالب بذلك بعض اعضاء الكونغرس وخصوصا بعد اكتشاف فضيحة اساءة معاملة الاسرى العراقيين، غير انه قال ان عددا كبيرا من المعتقلين سيتم الافراج عنهم قريبا. وقال ارميتاج في حوار مع عدد محدود من الصحافيين العرب صباح امس ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن الخطوات العملية التي ستتخذها واشنطن لتصحيح الفضيحة في السجون العراقية، التي قوبلت بغضب شديد في الشارع العربي والاسلامي والاوروبي، وايضا في العراق ان اول ما سيتم هو استمرار التحقيقات «للوصول الى آخر هذه الانتهاكات»، مشيرا الى ان ما سيتم هو توفير العدالة للأسرى العراقيين.

وقال ارميتاج ان الولايات المتحدة ستفرج عن عدد كبير من المساجين العراقيين قبل موعد تسليم السلطة حتى لا تكبل الادارة الجديدة برعاية هؤلاء الأسرى. واعتذر ارميتاج مرة اخرى وقال انه لم يكن «اشد حزنا او اشد اسفا» عنه مما كان بعد تفجر هذه القضية. وأقر ارميتاج بمدى فداحة الأمر على الرأي العام العربي، وقال ان العرب يعتقدون ان مشكلتهم الآن ليست مع السياسات وانما ربما مع الاميركيين انفسهم. غير ان ارميتاج قال ان معظم الاعتراضات الدبلوماسية التي تلقتها وزارة الخارجية الاميركية جاءت من دول اوروبية وليست من الدبلوماسيين العرب. وقال ان الاوروبيين كانوا اشد صدمة من الدبلوماسيين العرب، اذ ان الاوروبيين رأوا تعذيبا صارخا للعراقيين في تلك الصور، مشيرا الى ان بعض الدول الاوروبية التي لا تتفق مع بعض السياسات الاميركية قررت ان تستغل الصور كورقة ضد السياسات الاميركية.

وانكر ارميتاج علم وزارة الخارجية الاميركية بتلك الانتهاكات مسبقا او الصور حتى قبل اسبوع واحد من عرضها على شاشة شبكة «سي. بي. اس» وبرنامجها «ستون دقيقة». وجاءت تصريحات ارميتاج للصحافيين العرب بعد ان بدأت تتكشف في واشنطن بوادر فضيحة اخرى حول علم الادارة المسبق ـ ولفترة طويلة ـ بحدوث تلك الانتهاكات، وذلك بعد ان قال الصليب الاحمر الدولي انه قدم تقريرا العام الماضي للادارة الاميركية يشتكي فيه من سوء معاملة الاسرى العراقيين ويشدد على وجوب اجراء تحقيقات.

وذكر التقرير آنذاك ان الاسرى العراقيين من الرجال يجبرون على ارتداء ملابس داخلية نسائية اثناء فترة اعتقالهم، وانهم يسجنون في غرف مظلمة لفترات طويلة. وقال تقرير الصليب الاحمر الدولي ان قوات التحالف قامت في عام 2003 «بانتهاكات خطيرة» لاتفاقية جنيف، وأن الصليب الاحمر طلب «اكثر من مرة القيام بأعمال تصحيحية»، ويعتبر هذا التصريح تطورا خطيرا في تتبع المسؤولية في الادارة الاميركية، اذ ان التقرير الذي تكون من 24 صفحة تم التكتم عليه، كما تم التكتم على تقرير داخلي في البنتاغون بشأن تلك الانتهاكات، حتى ان الرئيس الاميركي نفسه قال انه لم يتم اخطاره بهذا التقرير او بوجود تحقيقات حول انتهاكات لحقوق الاسرى العراقيين.

وقال ارميتاج ان الوضع العسكري في النجف وكربلاء يعتبر افضل من الوضع في الفلوجة مع تنامي الضغط على مقتدى الصدر، الزعيم الشيعي الشاب، لسحب ميليشياته من الاماكن الشيعية المقدسة.

وذكر ارميتاج ان السكان المحليين وباقي القادة الشيعيين هم الذين يطالبون الصدر بذلك الآن. واعتبر ارميتاج ان التصرف الاميركي في العراق وسحب القوات من الفلوجة «اظهر للعالم اننا لسنا متعطشين للدماء» وان الاميركيين يمكن ان يتم التفاهم معهم دبلوماسيا وعن طريق المفاوضات.