الوجه الجديد لـ"القاعدة": جيل ثان من القيادات يشمل الزرقاوي والمقرن وذو القرنين والمتين وعزيزي

TT

من الصحاري الشاسعة المتربة في باكستان وافغانستان الى ادغال واحراش اندونيسيا مرورا بالاحياء الملتهبة بالقلاقل ودخان العمليات في العراق بعد سقوط نظام حكم الرئيس صدام، يبدو ان جيلا جديدا من الارهابيين اخذ في الصعود لتولي زمام الامور بدلا من قيادات "القاعدة" التي قتلت او اعتقلتها السلطات الاميركية ضمن الحرب على الارهاب في اعقاب هجمات سبتمبر (ايلول) 2001، او قيادات التنظيم السري التي اضطرت الى الاختفاء خوفا من عمليات الملاحقة".

والجيل الجديد من قيادات "القاعدة" مملوء بالكراهية ضد الغرب وخصوصا الولايات المتحدة وحلفاءها في اوروبا، وكذلك في حكومات العالم الاسلامي. وتعرض كثير من الشخصيات الكبار في "القاعدة" إما للاعتقال أو القتل، غير أن خبراء مكافحة الإرهاب يعتقدون أن تهديد "القاعدة" لم ينته وبدأ يتخذ أشكالا جديدة.

كما أن القاعدة اللوجيستية للمنظمة في أفغانستان تم تدميرها في الأغلب وأطيح بنظام طالبان الذي كان يدعمها. والآن أصبح بن لادن في بؤرة التركيز أكثر، ومع ذلك لم يختف التهديد الإرهابي.

ويبدو كما هو واضح من طبيعة العمليات الارهابية التي ارتكبت حتى الآن ان الجيل الجديد من قيادات "القاعدة" يتحرك من اسطنبول الى مدريد الى ينبع في السعودية.

وقال ايفان كولمان خبير مكافحة الارهاب الاميركي: "ان قادة "القاعدة" الجدد يعبرون عن وجه الارهاب في القرن الـ21". واضاف انهم "حرفيا الجيل الثاني من قيادات تنظيم بن لادن".

وضمن الجيل الثاني من قيادات بن لادن يأتي ابو مصعب الزرقاوي. وتعتبر اميركا ان الزرقاوي الاردني الجنسية والمرتبط بـ"القاعدة" المشبوه الرقم واحد في سلسلة الاعتداءات الطويلة في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين. وتعتبر السلطات الاميركية ان الزرقاوي هو مسؤول مجموعة تسمي جناحها العسكري "التوحيد والجهاد"، لديه شبكات في العراق والسعودية وسورية وايران وتركيا والكويت وباكستان وافغانستان.

وفي اندونيسا تبرز شخصية قيادي "القاعدة" طالب علوم الاحياء، الذي يدعى ذو القرنين أو أو عارف سونارسو، 40 عاما، وتقول التقارير إن ذو القرنين هو زعيم ميليشيا مرتبطة بتنظيم الجماعة الإسلامية الذي ينتشر في جنوب شرق آسيا. وقد حملت عدة حكومات أجنبية تنظيم الجماعة الإسلامية مسؤولية تفجيرات بالي. وضمن قيادات "القاعدة" الاندونيسة الجديد شخص آخر اسمه ذو المتين، وكنيته "العبقري"، وهو خبير إلكتروني، ويعتقد انه هو الذي صمم قنبلة تفجير بالي، التي ادت الى مقتل نحو 200 شخص، وكان ذو المتين يعمل بائعا للسيارات قبل ان يتحول الى الارهاب.

وفي المغرب يظهر اسم المغربي عامر عزيزي، 36 عاما، كمنسق عام لهجمات مدريد الارهابية. وعزيزي، متهم بالانتماء إلى تنظيم "القاعدة"، لكن تهما أخرى بعد هجمات مدريد، أضيفت لذلك من بينها التخطيط للهجمات وتنظيم اجتماع في يوليو (تموز) 2001 في اسبانيا حيث وضعت اللمسات الأخيرة للهجوم على نيويورك وواشنطن الذي قتل فيه نحو ثلاثة آلاف شخص. وتتهم السلطات الاسبانية عزيزي بارتكاب جرائم قتل متعددة بقدر ما ارتكب من قتل وإصابات في هجوم 11 سبتمبر.

وحسب ملف الاتهام الاسباني فإن عزيزي وفر مكانا للأشخاص الذين حضروا اجتماعا في شمال شرق مقاطعة تراخونا الاسبانية في يوليو 2001 وعمل كساع لإيصال الرسائل بين الضالعين في المخطط.

وفي تركيا يظهر على سطح الاحداث اسم حبيب اكداش، الذي لم يكن معروفا كثيرا قبل هجمات اسطنبول الارهابية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والتي اودت بحياة 62 شخصا. اما الآن فانه من الواضح ان اكداش تلقى تدريبات عسكرية في افغانستان والتقى زعيم "القاعدة" عام 2001 قبل هجمات سبتمبر 2001.

وتربط السلطات التركية الانفجارات الانتحارية في اسطنبول بإسلاميين محليين لهم صله بشبكة "القاعدة" التابع لأسامه بن لأدن.

وفي اكتوبر الماضي، جاهرت جماعة جزائرية متشددة لأول مرة بدعمها لتنظيم "القاعدة". فقد أعلنت الجماعة السلفية للدعوة والقتال عن دعمها لـ"الجهاد" الذي تقوم به "القاعدة" ضد الولايات المتحدة. وكانت الجماعة قد أعلنت في سبتمبر الماضي مسؤوليتها عن خطف أكثر من 30 سائحا أوروبيا في الصحراء الكبرى في وقت سابق من العام. ويذكر أن الجزائر والولايات المتحدة تشتبهان منذ فترة في انتماء الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى تنظيم "القاعدة". كما أن تلك الجماعة مدرجة على اللائحة الأميركية لـ"التنظيمات الإرهابية" منذ عام 2002 .

وتشير بيانات اصولية الى عبد العزيز المقرن ، الذي يعتقد انه المسؤول عن خلايا "القاعدة" في السعودية، الى ارتباط اعمال ارهابية باسمه، ويعتقد ان المقرن تلقى تدريبات عسكرية في افغانستان قبل سقوط طالبان.