«موسوعة الجهاد» وشرائط فيديو عن اختراق السفارة المصرية وإسقاط طائرات مدنية صادرتها اسكوتلنديارد من منزل أبو حمزة

لندن لن ترحله إذا كان سيواجه الإعدام * أنصار الشريعة تختار خليفة له وأبو وائل خطيب «الجمعة» البديل

TT

أعلن وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت امس ان بريطانيا لن تسمح بتسليم ابو حمزة المصري زعيم منظمة «انصار الشريعة» الى الولايات المتحدة الا اذا تعهدت واشنطن بأنها لن تحكم عليه بالاعدام. وقال بلانكيت «نعرف جميعا انه من الضروري التوصل الى اتفاق حول عملية التسليم هذه، وهذا يعني وجوب صدور تعهد (من واشنطن) يفيد ان الحكم، مهما كانت العقوبة الصادرة، لن يكون بالإعدام». وكان وزير الداخلية البريطاني يرافق رئيس الوزراء توني بلير في حملة الانتخابات الاوروبية والمحلية في شيفيلد (شمال بريطانيا).

واكدت منظمة العفو الدولية امس ان ابو حمزة الذي اعتقل في لندن في اطار طلب لتسليمه تقدمت به الولايات المتحدة، يجب ألا يغادر بريطانيا بدون «ضمانات تتمتع بالمصداقية» تتعلق بحقوقه.

ومن ناحية اخرى، قلل الاصوليون في لندن من اهمية الكتب والاشرطة التي صادرتها شرطة اسكوتلنديارد من منزل ابو حمزة المصري مسؤول منظمة «انصار الشريعة» الذي يواجه عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة إذا تمت إدانته في الاتهامات التي توجهها له واشنطن, بعد ان اعتقلته الشرطة البريطانية اول من امس. وقال قياديون من جماعة «أنصار الشريعة» في لندن التي كان يترأسها ابو حمزة, انهم اختاروا خليفة للاصولي المصري. ورفض ابو عزيز المتحدث باسم «انصار الشريعة» ان يكشف عن اسم «الامير الجديد» لاعتبارات أمنية. وقال لـ «الشرق الاوسط»: ان الامير الجديد تم اختياره بعد اجتماع سري ومغلق لمجلس شورى «انصار الشريعة». ورفض ان يكشف ان كان الامير الجديد من اصول عربية أم اسيوية. وألقى خطبة الجمعة امس في الشارع أمام المسجد المغلق منذ اكثر من عام، اصولي من جماعة ابو حمزة اسمه ابو وائل في الثلاثينات من العمر, تحدث فيها عن ظلم الغرب ضد الدعاة والحرب على الاسلام في اماكن متفرقة من العالم.

الى ذلك، كشفت مصادر مقربة من عائلة ابو حمزة الاصولي المصري واسمه مصطفى كامل,47 عاما، ان من ابرز الكتب التي صادرتها الشرطة البريطانية موسوعة «الجهاد الافغاني»، وهي مكونة من 11 جزءا واكثر من سبعة آلاف صفحة، توضح خفايا التدريبات على صنع القنابل وتفخيخ المنشآت المدنية والجسور في معسكرات تنظيم «القاعدة» داخل افغانستان. وصادرت الشرطة البريطانية كذلك تفاسير الطبري والقرطبي و«تفسير الجلالين» ونسخا من «ظلال القرآن» لسيد قطب الاخواني البارز.

وفيما اكد متحدث باسم اسكوتلنديارد لـ «الشرق الاوسط» ان خبراء البحث الجنائي انتهوا امس من تفتيش منزل الاصولي المصري المكون من ثلاثة طوابق في غرب لندن, قال مصدر أصولي مقرب من ابو حمزة ان الشرطة صادرت كذلك شرائط فيديو مثيرة منها شريط فيديو يتحدث عن نظرية ابو حمزة في استخدام البالونات لإسقاط الطائرات المدنية, ونسخ من شريط اخر يتحدث عن اختراق الاصوليين للسفارة المصرية في لندن قبل عدة سنوات, وفيه اتهام لمجموعة من المحسوبين على التيار الاسلامي بالمشاركة في احتفالات 23 يوليو (تموز). واوضح القيادي الاصولي لـ «الشرق الأوسط» الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «ان اشرطة الفيديو والكتب الجهادية المصادرة من منزل ابو حمزة لا تدينه ولا تضيف شيئا الى لائحة الاتهامات الاميركية , لأن اغلبها موجود في الاسواق وتعلم عنه الشرطة مسبقا». ومن الكتب المصادرة من منزل ابو حمزة ايضا: «آيات الرحمن في معجزة الافغان»، و«اصول الفقه» لـ«عبد الله عزام» الزعيم الروحي لـ «الافغان العرب». ومن جهته، قلل الاسلامي المصري هاني السباعي، مدير مركز «المقريزي» للدراسات التاريخية بلندن، في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» من أهمية الأمر، قائلا « ان الشرطة البريطانية سبق وان صادرت موسوعة «الجهاد الافغاني» في عام 1999 منزله واعادتها اليه بعد الافراج عنه بدون توجيه اتهام».

وتتحدث «موسوعة الجهاد الافغاني» للعمليات العسكرية عن كيفية التغلب على العدو في حرب العصابات، واستخدام الاسلحة البيولوجية لاثارة الرعب في صفوف الخصم، وتصنيع القنابل المحلية بأدوات بسيطة يمكن شراؤها من المتاجر. واعتمد مؤلفو الموسوعة، التي صادرتها شرطة اسكوتلنديارد من منزل ابو حمزة، على 10 سنوات من الحرب ضد السوفيات في افغانستان. واهدى المؤلفون الموسوعة الى اسامة بن لادن والشيخ عبد الله عزام، المؤسس الاول لمكتب «الخدمات»، النواة الاولى لـ «القاعدة» في بيشاور قبل ان يلقى حتفه في انفجار سيارة مفخخة في منتصف الثمانينات. وفي الموسوعة قليل من التعاليم الدينية بالنسبة لأعضاء «القاعدة»، وكثير من تفاصيل الاستعداد البدني والنفسي للانخراط في العمليات العسكرية، وبها اربعة فصول عن استخدام انواع البنادق و«الآر.بي .جي». وتحتوي الموسوعة على رسوم توضح كيفية تدمير الجسور بالمتفجرات. واشتملت الموسوعة على خرائط طبوغرافية، وارشادات لكيفية تحديد المواقع عبر استخدام النجوم.

وضمن الاهداف المطروحة في «موسوعة الجهاد» ضرب المفاعلات النووية في اوروبا الغربية والولايات المتحدة وناطحات السحاب والعمارات العالية ومحطات القطارات في ساعات الذروة المزدحمة بالمسافرين، بالاضافة الى استادات رياضية، وهناك بعض الاهداف التي جاءت في الموسوعة لتدميرها، من اجل احداث تأثير معنوي لصالح «القاعدة» مثل تمثال الحرية في نيويورك، وبرج ايفل في باريس.

ومن جهة اخرى، كشف الاصوليون في لندن» ان عددا كبيرا من ابناء التيار الاسلامي سيتظاهرون يوم الجمعة المقبل امام السفارة الاميركية بلندن ما بين الساعة الثالثة والخامسة احتجاجا على الطلب الاميركي لترحيل ابو حمزة الى نيويورك.

ولا توافق بريطانيا على تسليم اي شخص الا بعد ان تحصل على تأكيدات من الدولة التي تطالب به بأنها لن تطبق عقوبة الاعدام. وذكر وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت بوجود اتفاق بين لندن وواشنطن في هذا الشأن.

وقد تثير العقوبات المتوقع أن يتعرض لها أبو حمزة جدلا في بريطانيا التي أُلغيت بها عقوبة الإعدام. وقد يفضي اتهامه إلى معركة قانونية طويلة بخصوص تسليمه إلى السلطات الأميركية. وكانت اليمن قد طلبت رسميا من السلطات البريطانية تسليمها أبو حمزة في أكتوبر (تشرين الاول) 2001، مؤكدة امتلاك أدلة تثبت علاقته بأعمال إرهابية.

ومن ناحيته، قال عمر بكري زعيم منظمة «المهاجرون» الاصولية ان ابو حمزة المصري «اعتقل لأنه مسلم»، ولأنه «يعارض السياسة الخارجية الاميركية والبريطانية».

وقال بكري في حديث مع اذاعة هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) تم اعتقال ابو حمزة بطلب اميركي «لأن الشرطة والحكومة البريطانية لم تجدا اي دليل ضد ابو حمزة الذي يعيش على خطوات منهما ثم فجأة تصل الولايات المتحدة مع احدى عشرة تهمة». واضاف ان اعتقال ابو حمزة يعكس فشل الاستخبارات المركزية الاميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي في ايجاد معلومات تتناول الاعضاء الحقيقيين لـ«القاعدة».