الأمير تركي الفيصل: 30 ألفا يحرسون المرافق النفطية السعودية وعناصر «القاعدة» لا يتجاوزون الـ500 .. والناس واعون لانحراف فكر هؤلاء

TT

لندن ـ واس: رفض الامير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وايرلندا في محاضرة القاها في مدينة اكسفورد قرب لندن، الارقام التي اوردها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، من ان عدد عناصر تنظيم «القاعدة» يصل الى حدود 18 ألف عنصر وانهم يستعدون لشن هجمات جديدة في العالم.

وقال في المحاضرة التي القاها امام مجموعة اكسفورد للدراسات الاستراتيجية ليلة اول من امس، انه لو كانت مثل هذه الارقام صحيحة لواجه المجتمع الدولي عمليات ارهابية بشكل يومي. واوضح الأمير تركي ان عدد عناصر تنظيم «القاعدة» اقل من ذلك بكثير، وهم لا يتجاوزون في السعودية اكثر من 500 عنصر، مؤكدا ان المواطنين السعوديين يعون مدى التطرف والانحراف الذي يمثله فكر هؤلاء الارهابيين. واستعرض الاجراءات الامنية التي اتخذتها السلطات السعودية في ملاحقة عناصر «القاعدة»، مشيرا الى تقرير احد المستشارين الامنيين (وهو نواف عبيد)، الذي أكد ان هناك انقساما آيديولوجيا في تنظيم «القاعدة»، كما جرى التخلص من 75 في المائة من المتشددين المعروفين فيه.

وقال انه وفقا لهذا التقرير، فان المملكة انفقت حوالي 5.5 مليار دولار لتعزيز الاجراءات الامنية فيها خلال العام الماضي، كما ان حكومة المملكة خصصت مبلغا اضافيا قدره 750 مليون دولار اضافيا خلال العامين الماضيين لتعزيز الاجراءات الامنية حول آبار النفط ومحطات التكرير النفطية.

واشار الى ان هناك اكثر من 30 ألف حارس وعلى مدار الساحة متفرغون لحماية البنية التحتية لمرافق النفط في المملكة. وعلاوة على ذلك، فان هناك رقابة جوية واجهزة انذار مبكر عالية التقنية وتجهيزات دفاعية ارضية اخرى لحماية مرافق النفط. وبين الامير تركي الفيصل الجهود المخلصة التي تقوم بها حكومة المملكة في تعقب الارهاب والارهابيين، وقال «انه في الوقت الذي تعرضت فيه المملكة لهجمات الارهاب تعرضت ايضا لاتهامات خاطئة من انها ترعى هذه العناصر الشريرة». واعرب عن الامل في ان يتفهم العالم هذا العنف وفق نسبته الصغيرة، مؤكدا ان ذلك لا يمثل المجتمع الحقيقي في السعودية.

كما استشهد بما قاله الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني عندما شاهد العالم الصور المرعبة لسجناء معتقل ابوغريب في العراق «من ان الذين قاموا بهذا العمل حفنة من المنحرفين وهم لا يمثلون الشعب الاميركي الذي يتحلى بمستويات عالية من الاخلاق، ولهذا فان الذين شاركوا في الهجمات الوحشية في 11 سبتمبر (ايلول) من عام 2001 لا يمثلون الشعب السعودي. وكما ان هناك أميركيين طيبين فان هناك أناسا مثلهم ذلك في السعودية».

واستعرض الامير تركي الفيصل جهود المملكة في تجفيف المصادر المالية لأية مجموعة او افراد غير معروفين، وقال ان الجهات المعنية في المملكة جمدت الحسابات المشبوهة وشرعت قوانين جديدة لمكافحة الارهاب.

واوضح انه منذ 11 سبتمبر عام 2001 استجوبت الاجهزة المعنية في المملكة اكثر من 1500 شخص واعتقلت المئات من المشتبه فيهم، كما نجحت في استرداد اعضاء من تنظيم «القاعدة» من دول مختلفة لتقديمهم الى العدالة.

ودعا الى اقامة حوار بناء بين ابناء الحضارات والثقافات والاديان. وقال ان من شأن ذلك ان يعمم التسامح والتفاهم ونبذ الكراهية والتطرف، مؤكدا ان مبادئ العدل والتسامح والتراحم وحكم القانون، هي جذور حقيقية لكل الثقافات العظيمة والاديان قديما وحديثا. ودعا الامير تركي الفيصل الى تضافر كل الجهود الدولية من اجل ايجاد تفاهم مشترك لحل النزاعات التي اوجدت مناخا ترعرع فيه الارهاب.

وأكد ان الشعب العراقي قد عانى الكثير ولفترة طويلة من نظام صدام حسين القمعي، وان هذا الشعب يتطلع ومنذ وقت طويل الى الاستقرار والامن والمستقبل الزاهر.

واضاف انه على الرغم من تحرير العراق من نظام صدام حسين الشرير، الا ان اعمال العنف والقتل والارتباك والخوف واليأس وعدم الاستقرار والقلق تشكل الهاجس اليومي للشعب العراقي.

واعتبر النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي بأنه الاكثر تهديدا للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وقال ان السلام والاستقرار لن يعما المنطقة حتى يتم ايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يقرر الفلسطينيون من خلاله حق تقرير المصير واقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني.

وتناول الوضع المأساوي الذي تعرض له الفلسطينيون في مخيم رفح للاجئين، بسبب الآلة العسكرية الاسرائيلية. وقال ان الفلسطينيين العزل كانوا يتساءلون لماذا العالم يقف صامتا، وهو يراقب معاناتهم دون ان يتخذ اي اجراء ضد المعتدي.

ونوه الامير تركي الفيصل بتنديد حركة المقاومة الاسلامية «حماس» بالهجوم الذي شنه الارهابيون على المدنيين في مدينة الخبر اخيرا، وقال انه حان الوقت لنناشد حركة «حماس» لوضع نهاية للهجمات الانتحارية التي يرتكبها متطرفون في داخل اسرائيل، وضد ضحاياها الابرياء. واعرب عن الامل في ان يتمكن الاجتماع المقبل للجنة الرباعية الدولية من انعاش عملية السلام في الشرق الأوسط ويعمل على حث اسرائيل لأن تفي بالتزاماتها حيال «خريطة الطريق»، وبالتزاماتها حيال قراري مجلس الامن الدولي رقمي 242 و338، ووفق مبدأ مقايضة «الأرض بالسلام» الذي تمت الموافقة عليه في مؤتمر مدريد للسلام. وأكد الامير تركي الفيصل ان هناك مسؤولية تقع على المجتمع الدولي لتقديم حماية للفلسطينيين ضد الاعتداءات الاسرائيلية، كما ان هناك على كل منا واجبا أخلاقيا للاحتجاج ضد كافة انواع المعاملة غير الانسانية التي تمارس ضد الفلسطينيين.

وأكد ان المملكة العربية السعودية ملتزمة بالحفاظ على التوازن في سوق النفط الدولي ومنع اي عرقلة بشأن امدادات النفط. واوضح ان المملكة تؤمن ان استقرار سوق النفط هو في صالح الدول المصدرة للنفط والدول المستهلكة له. واستعرض الامير تركي النهضة التي شهدتها المملكة العربية السعودية في كافة المجالات.

وقال ان مجلس الشورى قد توسع الآن واصبح عدد اعضائه 120 عضوا، علاوة على نخبة من المستشارين بمن فيهم مستشارات من النساء. وأكد ان عملية الاصلاح تحظى باهتمام بالغ من قبل حكومة المملكة العربية السعودية، مستشهدا بخطاب خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز في مايو (ايار) من العام الماضي، وقوله «اننا سوف نواصل طريق الاصلاح السياسي والاقتصادي والحكومي وادارة القطاع العام مع توسيع المشاركة الشعبية في العملية السياسية».