عشرات من ضباط الأمن الوطني الفلسطيني يتمردون ويحتلون موقعا لقوات أمن الرئاسة ويطالبون بإصلاحات في قيادتهم

TT

اعلن أكثر من مائة وثلاثين ضابطًا من قوات الأمن الوطني الفلسطيني العصيان بعد ان احتلوا موقعًا لقوات الـ17 «أمن الرئاسة» في مدينة دير البلح وسط غزة مطالبين الرئيس ياسر عرفات باجراء اصلاحات فورية في قيادة الأمن الفلسطيني.

ورفض اللواء عبد الرازق المجايدة مدير عام الأمن العام تسلم مطالب الضباط، أو فتح أية مفاوضات معهم، وأصدر أمرا بتخفيض رتب أربعة من قادة المحتجين، الأمر الذي دفع المعتصمين الى التهديد بتصعيد احتجاجهم في مختلف مواقع قوات الأمن الوطني، واتخاذ خطوات وصفوها بالحاسمة.

ورفض الرائد أحمد أبو سبيتان الناطق بلسان الضباط المحتجين الكشف عن طبيعة هذه الخطوات، واكتفى بالقول «ان رفض اللواء المجايدة الجلوس أو الاستماع الى مطالبنا سيجرنا الى فوضى لا نريدها».

ونفى الرائد أبو سبيتان ان تكون للاحتجاجات علاقة بمطالب اعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، أو الحد من صلاحيات الرئيس ياسر عرفات، قائلا ان قوات الأمن الفلسطينية ملتزمة بشكل مطلق بقيادة الرئيس عرفات، الا انها تطالب بالقضاء على الفساد في صفوف قيادة الأمن واعادة الاعتبار والاحترام للجنود والضباط المنتمين لهذه القوات.

وأصدر الضباط المتمردون رسالة مفتوحة الى الرئيس عرفات، حددوا فيها تسعة مطالب لانهاء احتجاجاتهم والعودة الى ثكناتهم، كما شرحوا خلالها ما وصفوه بالأوضاع المقيتة التي تعيشها قوات الأمن الفلسطينية نتيجة انشغال قادتهم بمصالحهم الخاصة على حساب مصالح الوطن وقواته. وجاء في الرسالة ان هيكلية قوات الأمن الفلسطينية الحالية غير مناسبة على الاطلاق، وأن هذه القوات تحولت الى ممالك شخصية لبعض القادة الذين انشغلوا بجمع المال.

وشدد الضباط في رسالتهم على ان قواتهم لم تعد قادرة على فرض احترام الناس لقادتها ولا للبزة العسكرية، وأن وحداتهم المقاتلة الموجودة على الأرض والمكلفة بالدفاع عن مناطق السلطة الفلسطينية هي أفقر الوحدات الموجودة من حيث وسائل الاتصال والمواصلات والتجهيزات العسكرية الضرورية.

وطالب الضباط باحالة قدامى المقاتلين الذين بلغوا السن القانونية الى التقاعد، لاتاحة المجال أمام الضباط الشبان لأخذ حقهم في تولي المناصب القيادية داخل هذه القوات. وهاجم الضباط في رسالتهم بشدة قادتهم في الأمن الوطني، الذين انشغلوا حسب قولهم في تكديس الأموال والتصرف بمقدرات القوات الفلسطينية وكأنها أملاك خاصة لأبنائهم وزوجاتهم، مشددين على ان قادتهم يقضون غالبية وقتهم خارج الوطن، ولا يأتون للوحدات العسكرية الا للزيارة وجمع المال وتوظيف أبنائهم وزوجاتهم وبناتهم، ومن ثم نقلهم للاقامة في الدول الأوروبية والعربية.

وأكد الضباط في ختام رسالتهم انهم دفعوا غاليًا من أرواحهم ودمائهم خلال دفاعهم عن مناطق السلطة الوطنية، وأن حصار اسرائيل للرئيس عرفات استغل من قبل قادتهم في الأمن العام لتحويل قوات الأمن الوطني الى ممالك خاصة.

يذكر ان قائد القوات الجنوبية في الأمن الوطني العميد عمر عاشور كان قد تعرض لمصادرة سلاحه وسيارته من قبل مجموعة من عناصر وضباط الأمن الوطني أثناء زيارته لاحد المواقع العسكرية الذي شهد تمردا مماثلا في المخيمات الوسطى قبل حوالي الشهر، حيث قام عشرات الضباط والأفراد بالسيطرة على الموقع، والاستيلاء على أسلحة وذخيرة كانت في مخازنه، قبل ان تتم تسوية القضية عبر تدخل عدد من قادة المقاومة.