لقي مقيم أميركي يعمل لدى شركة سعودية كبرى أمس في العاصمة السعودية الرياض مصرعه بعد أن هم بدخول منزله. وصرح مدير شرطة منطقة الرياض اللواء عبد الله الشهراني أن أحد المقيمين وجنسيته أميركية تعرض عند الساعة الرابعة من عصر أمس السبت الى اطلاق نار في حي الملز بمدينة الرياض مما أدى الى مقتله ولا يزال الحادث محل متابعة من الأجهزة الأمنية المختصة.
وأوضح شهود عيان حضروا الواقعة أن القتيل الأميركي يدعى كينيث زراكوزي، 55 عاما، ويعمل مديرا لمشروع في شركة الالكترونيات المتقدمة احد مشاريع التوازن الاقتصادي السعودي، مشيرين الى أنه لقي حتفه بعد طلقات نار أصابته من أحد ثلاثة شبان مجهولين يلبسون الزّي السعودي في سيارة يابانية حمراء اللون من نوع "ماكسيما" حيث سقط "عقال" القناص لدى قيامه بتنفيذ عملية اطلاق النار.
وأبان شهود العيان أن الأميركي لقي مصرعه عندما نزل من سيارته لفتح باب مرآب منزله ذي الرقم 12 في حي المعذر في شارع قلعة أبو أيوب الواقع بطريق الملك عبد العزيز، حينما أراد أن يدخل سيارته التي من نوع "كاميري" موديل 2002، الى داخل المنزل قبل أن يفاجأ بعدة طلقات أصابته في جسده فسقط ميتا على الأرض.
ويسكن الأميركي زراكوزي مع زوجته التي هي من جنسية آسيوية وتبدو أنها فلبينية وليس لهما أطفال، وعلاقاته طيبة مع الجيران بحسب ما وصفه بعضهم بأنه محبوب، وهادئ، وحميم خاصة أنه يمكث بينهم منذ أكثر من 3 سنوات اضافة الى أنه مقيم في السعودية منذ 12 عاما.
وقال شهود العيان ان الارهابيين لاذوا بالفرار سريعا من موقع الحدث بعد تنفيذ العملية ولا تزال هناك متابعات أمنية مشددة مباشرة حيث طوقت قوات الامن المكان.
وبعد مقتل الأميركي بنحو الساعتين هرعت قوات الأمن السعودية الى حي الفلاح (شرق الرياض) حيث جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، اذ تم التبليغ عن سيارة يابانية من نوع "كامري" مفخخة احترق جزء منها وعلى الفور تمكنت سلطات الأمن من تفكيك السيارة بعد أن تم اخماد الحريق.
والسيارة التي احترقت بالقرب من بوابة التشريفات التي تستخدم لاستقبال كبار الزوار وحسب افادات بعض حراس الأمن في الجامعة فإن البوابة غير مستخدمة في الوقت الحالي كون الجامعة في اجازة وليس فيها فصل صيفي أو مناسبات قريبة.
تجدر الاشارة الى وجود مجمع سكني قريب من الجامعة يقطنه رعايا أجانب ويقع الى شرقها ولا يفصل بينه وبين الجامعة الا مسافة تقدر بقرابة 200 متر اضافة الى وجود مجمع آخر الى الغرب من الجامعة يبعد عنها نحو 500 متر ومخصص أيضا لسكن غربيين.
أما حادثة اغتيال الأميركي التي تمت أمس فهي مشابهة الى حد قريب للعملية التي تمت الثلاثاء الماضي في حي الخليج شرق الرياض والتي راح ضحيتها أميركي أيضا بعد أن ترصدته مجموعة من الارهابيين اثناء مروره على احدى العيادات الطبية وهو راجع من عمله وحين وصوله الى المنزل وأثناء محاولته فتح باب المرآب عاجله الارهابيون بنيرانهم ليردوه ثم لاذوا بالفرار.
وتأتي هذ العملية كخامس العمليات الارهابية التي استهدفت رعايا أجانب في صورة من الاغتيالات المنظمة بعد أن بدأت السلسلة بمقتل الألماني دنغل هرمان في 22 الشهر الماضي، ثم اطلاق النار على مجموعة من الجنود الأميركيين في 2 من الشهر الجاري، ليتبعها مقتل واصابة مراسلي هيئة الاذاعة البريطانية BBC في السادس من يونيو (حزيران) الجاري بحي السويدي، تلاهما مقتل الأميركي روبرت جاكوب في حي الخليج في 8 الحالي في حركة تبدو أنها تغيير في الاستراتيجية الارهابية التي تعمد لاتخاذها منهجا قتاليا جديدا لتنفيذ مخططاتهم، تواجهها في المقابل الجهات الأمنية السعودية التي تسعى بجهود حثيثة لاحباط كل تلك العمليات وتضييق المساحة والوقت واكتشاف أكبر قدر ممكن من تلك العمليات الارهابية ووأدها قبل وقوعها.