الأميركيون يخفقون في تنفيذ وعودهم للعراقيين بتوفير الكهرباء

TT

مع اقتراب موعد تسليم السيادة للعراقيين على بلادهم، بات من المؤكد أن الأميركيين وحلفاءهم لن يفوا بوعود حول احياء قطاع الصناعة الكهربائية في البلاد. وتشتمل العوائق التي منعتهم من تنفيذ التعهدات التي قطعوها على انفسهم مع بداية الاحتلال، على أعمال العنف التي حرص منفذوها على استهداف المنشآت الكهربائية. غير أن هذا لن يكفل للأميركيين النجاة من غضب عامة الشعب الذي يتوجب عليه أن يتحمل صيفاً حاراً جديداً، رغم أن درجة الحرارة تكاد لا تُطاق في العراق. ولذلك، فالأرجح أن فشل التحالف في توفير الكهرباء اللازمة لتشغيل المكيفات والمصابيح والمصانع وأنابيب النفط.. الخ، ستترك آثاراً سلبية على قدرته بنشر الاستقرار في البلاد في البلاد. وقد أخفق الاحتلال الذي يقوده الأميركيون في تحقيق 30% من أهدافه المعلنة في اطار مساعيه لتوفير الكهرباء للعراقيين، مع أن هذا الأمر جاء في طليعة أولويات الشطر المدني من إدارة التحالف التي يشرف عليها الأميركيون منذ نهاية الحرب في ربيع العام الفائت. وكانت منظمة الامم المتحدة افادت ان العراق كان ينتج 4500 ميغاواط من الكهرباء قبل الحرب. غير ان معدل الانتاج هذا تراجع تراجعاً حاداً قبيل الحرب وخلالها، قبل ان يقر قراره على 4 آلاف ميغاواط. وعدا عن أن العراقيين ينالون حالياً قدراً اقل من الكهرباء التي وفرها لهم صدام حسين، فإنهم لا يزالون بانتظار تنفيذ الأميركيين لوعودهم برفع سقف الانتاج الى 6000 ميغاواط. والأدهى ان مستوى الطلب على الكهرباء في العراق قد ارتفع بشكل واضح عما كان عليه ايام النظام السابق.

وجدير بالذكر ان رئيس سلطة التحالف، بول بريمر، شدد مراراً على ضرروة توفير الطلاقة الكهربائية التي يحتاجها العراقيون. وأوضح في مقابلة صحافية أجريت معه الأسبوع الماضي أن 5.5 بليون دولاراً من أصل الـ18.4 بليون دولار التي قدمتها واشنطن كمساعدات طارئة للعراق، قد رصدت لإحياء قطاع الكهرباء. وقد أرجع الاميركيون فشلهم في تنفيذ تعهداتهم الى اعمال العنف، فضلاً عن تردي اوضاع البنية التحتية الكهربائية بسبب الاهمال البالغ الذي لقيته ايام النظام السابق. ولفتوا الى ان اعادة تأهيل مولدات قديمة تستغرق وقتاً طويلاً عادة. *خدمة «نيويورك تايمز»