لجنة التحقيق الأميركية في هجمات 11 سبتمبر تحث تشيني على تزويدها بدلائل البيت الأبيض على وجود علاقة بين صدام و«القاعدة»

TT

ناشد اعضاء لجنة التحقيق حول هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني يوم الجمعة الماضي تسليمهم أي تقارير من شأنها ان تؤيد اصرار البيت الابيض على وجود علاقة وثيقة بين الرئيس العراقي صدام حسين وتنظيم «القاعدة». وقال رئيس اللجنة، توماس كين ونائبه لي هاميلتون انهما يرغبان في الحصول على معلومات اضافية بحوزة الادارة الاميركية بعد سؤال تشيني عما اذا كان يعرف اشياء حول علاقات بين العراق وارهابيين لم تكن اللجنة تعرفها. وقال كين وهاميلتون انهما يريدان الحصول على أي معلومات متوفرة لدعم ما اشار اليه تشيني حول احتمال ان يكون احد منفذي هجمات 11 سبتمبر قد التقى عميل استخبارات عراقيا في براغ في ابريل (نيسان) من نفس العام، وهو اللقاء الذي استبعدت اللجنة حدوثه. وكان تشيني قد ذكر خلال لقاء له مع شبكة «سي ان بي سي» يوم الخميس الماضي، ان الادارة الاميركية لم تتمكن من إثبات حدوث اللقاء المذكور لكنها لم تثبت في نفس الوقت عدم حدوث اللقاء. وجاء طلب كين وهاميلتون خلال لقاءين منفصلين مع «نيويورك تايمز» في وقت يواصل فيه البيت الابيض تشكيكه في النتائج المتضمنة في تقرير اللجنة الذي نشر يوم الاربعاء الماضي. وكان التقرير قد اشار الى انه لا يوجد ما يشير الى وجود «علاقة تعاون» بين العراق وشبكة «القاعدة». إذ تنسف هذه النتيجة واحدا من المبررات التي ساقها بوش وتشيني لغزو العراق وإطاحة نظام صدام حسين. وما يزال تشيني مصرا على الاشارة الى تقرير يفيد بأن محمد عطا التقى ضابط استخبارات عراقيا في براغ في ابريل عام 2001، إلا ان لجنة التحقيق لم تعثر على دليل يؤيد ادعاء تشيني.

وقال تشيني خلال لقاء تلفزيوني اجري معه في الآونة الاخيرة، ان العراق رد عقب طلب اسامة بن لادن «تدريبا ارهابيا»، بإرسال خبير صنع قنابل برتبة جنرال. إلا ان اللجنة توصلت الى ان طلبات اسامة بن لادن لم تجب. وقال هاميلتون ان البيت الابيض يبدو وكأن بحوزته دليلا غير متوفر لدى اللجنة، وأعرب عن رغبته في الاطلاع على الدليل الذي يتحدث عنه تشيني. وقال كين، حاكم ولاية نيوجيرزي السابق، انه فوجئ بتعليقات تشيني وسيشعر بالاحباط اذا لم يطلع البيت الابيض لجنة التحقيق على المعلومات الاستخبارية ذات الصلة بشبكة «القاعدة» وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بلقاء براغ المزعوم. ورفض كفين كليمز، المتحدث بإسم تشيني، التعليق على طلب كين وهاملتون. بينما ذكر ترنت دفي، وهو متحدث باسم البيت الابيض «لقد تعاون البيت الابيض وهذه الادارة تعاونا كاملا مع اللجنة، وسمحا، بطريقة لم يسبق لها مثيل، بالاطلاع على معلومات في غاية السرية، بما في ذلك تنوير الاستخبارات اليومي. ويريد الرئيس حصول اللجنة على المعلومات التي تريدها لأداء عملها».

وكان هاملتون وهو عضو سابق في مجلس النواب عن الحزب الجهوري من انديانا ورئيس سابق للجنة الاستخبارات في المجلس، ذكر ان اللجنة قد عثرت على ادلة على اتصالات متكررة بين مسؤولين عراقيين والقاعدة، ربما تكشف عن تفاصيل مثل هذه اللقاءات في تقريرها النهائي في الشهر الماضي، ولكنه ذكر ان اللجنة لم تتمكن من تسجيل أي «علاقات تعاونية» بين العراق والشبكة الارهابية ضد الولايات المتحدة او أي هدف آخر.

وفي الوقت الذي وصف فيه اية خلافات بين اللجنة والبيت الابيض بأنها غير جوهرية، فإنه قال ان اللجنة ليس لديها أي ادلة قابلة للتصديق حول «فترة علاقة تعاونية».

وقد كشف عدد آاخر من اعضاء اللجنة اول من امس، ان البيت الابيض بعث برسالة الى اللجنة مختومة بختم «سري» عشية جلسات هذا الاسبوع، طالبت بعديد من التغييرات في تقرير اللجنة. ولكن المسؤولين قالوا ان خطاب البيت الابيض لم يسع لأي تغييرات في الجزء الخاص في التقرير المتعلق بأية علاقة بين العراق و«القاعدة».

وكان هذا النص قد اشار الى عدم وجود «ادلة صادقة على ان العراق و«القاعدة» تعاونا بخصوص هجمات ضد الولايات المتحدة»، وان العراق تجاهل طلبات «القاعدة» بتقديم مساعدة إلى بغداد في التسعينات.

وأشار التقرير «الى وجود تقارير بخصوص اتصالات بين العراق و«القاعدة» بعد عودة بن لادن الى افغانستان، ولكن لا تبدو انها أدت الى علاقة تعاونية».

* خدمة «نيويورك تايمز»