سعودي يحكي تفاصيل 300 يوم قضاها في سجن أبو غريب: هددوني باستخدام «الكلاب» و«أسلاك الكهرباء» وحفلات التعذيب تثير الرعب

TT

«أن تخوض تجربة السجن والاعتقال، فهذا أمر قد يكون عاديا، ولكن أن تخوض هذه التجربة في أكثر سجون الأرض صخباً وتصدراً لنشرات الأخبار نظراً لما ارتكب فيه من الفظائع بحق نزلائه فهذا أمر آخر». هذا هو لسان حال السعودي خالد القيصوم الذي خاض تجربة الاعتقال في سجن أبو غريب أكثر من عشرة أشهر ذاق فيها كما يقول «أقسى أنواع العذاب».

يبدأ قصته قائلا «في التاسع والعشرين من شهر أغسطس (آب) الماضي كنت برفقة صديقي حيدر المزرع في زيارة إلى الأماكن الدينية في العراق، حيث وقع حادث اغتيال السيد محمد باقر الحكيم، وتم القبض علينا في بلدة (النخيب) قرب الحدود السورية أثناء عودتنا، بتهمة اغتيال الحكيم، وقتها تصدر نشرات الأخبار خبر القبض على سعوديين يشتبه في ضلوعهما في اغتيال الحكيم، فقد كنا نحن المعنيين بهذه الأخبار».

ويضيف خالد «نقلت بعدها أنا وصديقي المزرع إلى سجن أبو غريب وأدخلنا إلى المهاجع (الزنازين)، وكانت وقتها تجهز فيما يبدو لاستقبال النزلاء، فقد كان يعاد صبغها من جديد، وكنا نجد بعض الكتابات على الجدران لمن اعتقل في عهد صدام، وبعد خمسة وأربعين يوماً تم نقلي إلى المنطقة الثقيلة كما تسمى في السجن، وهي المخصصة لأصحاب الأحكام الطويلة، ثم نقلت بعد ذلك إلى الخفيفة وهي عبارة عن ساحة داخل السجن بمساحة ثلاثة كيلومترات مربعة تقريباً بها ثمانية مخيمات».

وعن السمعة السيئة عن السجن، يقول خالد «كانت تصلنا الأخبار كما كانت تصل الآخرين، فقد كانت لدينا أجهزة راديو بواقع راديو واحد لكل خيمتين كل يوم في خيمة، وكانت هذه الأجهزة تسحب لأي سبب».

ويكمل «كان معي في نفس الخيمة بعض الذين تعرضوا للتعذيب على أيدي (القبضة الحديدية)، كما يطلق عليهم في السجن، فقد كان معي شخص كردي تعرض للاعتداء عليه جنسيا، وتوفي خلال قصف تعرضت له المخيمات من قبل الحرس من دون سبب يذكر، ففي أسبوعين متتاليين كانت أربعة من المخيمات الثمانية تتعرض للقصف من دون سابق إنذار».

ويضيف «كان معي معتقل عراقي تعرض لحفلات تعذيب كبيرة على أيدي هذه المجموعة كما ذكر لنا، فقد كان الأميركان يخلعون جميع ملابسه ويرشونه بالماء وذلك في فصل الشتاء ويطرحونه على الأرض ويتناوبون على ضربه حتى يفقد وعيه، وكان في حالة سيئة عندما نقل إلى المخيمات».

وأشار القيصوم إلى أنه لم يشاهد أحد أفراد مجموعة (القبضة الحديدية). معللاً ذلك بكبر حجم السجن وكونه ضمن مهام فرقة أخرى.

وعن تعرضه للتعذيب يقول القيصوم «الحمد لله لم أتعرض لتعذيب فقد تم استجوابي ست عشرة مرة، وكان هناك تهديد باستخدام الكلاب أو الكهرباء معي ولكن لم تستخدم وكنت في كثير من الأحيان أرفض الإجابة إلا بوجود سفير بلدي معي أثناء الاستجواب أو من يمثله وكان ردهم ليس لبلدك سفارة في العراق». ويضيف «كانت أسئلتهم من نوع ما هي علاقتك بأسامة بن لادن؟ هل التقيت بالملا عمر؟ لماذا أنت في العراق؟ ماذا تعرف عن أبو مصعب الزرقاوي؟ هل كنت تنقل المال له؟ وغير ذلك من الأسئلة التي كنت أسمعها أثناء الاستجواب».

ويواصل «كانت أحداث الخارج تؤثر علينا، فمع أحداث الفلوجة ساءت معاملتنا بشكل كبير، ومع أحداث النجف وكربلاء ساءت أيضاً، حيث كنا نتعرض للإقامة الجبرية في الخيام لعدة أيام، كما كانت تؤجل عملية الإفراج عنا وتمنع الزيارات عن المساجين المسموح لهم بالزيارة».

ويصف الوضع داخل السجن بالمأساوي، إذ يقول «الأمراض متفشية بين المساجين ولا يقدم لهم الدواء فأمراض الكبد والكلى والقلب والحساسية لها علاج واحد عند الأميركان عندما تراجعهم لنقلك الى أحد المستشفيات أو جلب العلاج لك من خارج السجن (اشرب ماء كثيرا) والنتيجة ماذا كانت؟ موت الكثير من المرضى منهم اثنان من الخيمة التي كنت فيها بسبب عدم علاجهما وتدهور حالتهما الصحية».

ويذكر «في سجن أبو غريب كل الغرائب، فهناك سجناء أعمارهم تزيد عن التسعين سنة، ومجانين وأطفال يحتجزهم الأميركان بلا تهم أو بتهم لا تناسب وضعهم الصحي أو العقلي».

ويصف حالة المساجين بالمزرية فقد كانت تقدم لهم وجبتان من الوجبات الجاهزة المغلفة في اليوم، واحدة في الصباح والأخرى في المساء كان مكتوب عليها إهداء من الشعب الأميركي إلى الشعب العراقي استبدلت بوجبة واحدة في الأسبوع من هذه المغلفات إضافة إلى وجبتين يومياً من الأرز المطبوخ ربع استواء واحدة تقدم في الثانية عشرة ظهراً والأخرى في الرابعة عصراً.

ويقول: «كانت الزيارات ممنوعة عني كوني سعوديا وكل ما عرفته عن أهلي خلال العشرة أشهر الماضية هو أنهم يعرفون أنني داخل السجن وأنني بصحة جيدة كان ذلك في رسالة تم تهريبها إلي في شهر أبريل (نيسان) الماضي من أحد العراقيين المفرج عنهم.

ويقول خالد القيصوم عندما أفرج عني كان هناك سعودي آخر أفرج عنه ولكن لم أعرف من أي منطقة هو وإلى أين ذهب وهل خرج من العراق أم لا، كما بقي في السجن، حسب ما أعرف، ثلاثة سعوديين أحدهم يدعي أبو أحمد منطقة تبوك، وهو شخص انعزالي لا يحب الاختلاط بالآخرين، والآخران موجودان في سجن البصرة، ولم أتمكن من معرفة اسميهما».

ويضيف «تم نقلي بالطائرة من بغداد إلى الموصل وهناك سلموني جواز السفر، ونقلت إلى الشرطة العراقية لأخذ تعهد بحضوري في حال وجود مطالبات مالية علي وانتظرت في بغداد عدة أيام حتى وجدت سيارة تقلني إلى منفذ الحديثة».

ويقول كانت الزيارات ممنوعة عليّ كوني سعوديا وكل ما عرفته عن أهلي خلال العشرة اشهر الماضية هو انهم يعرفون أنني داخل السجن وأنني بصحة جيدة، كان ذلك في رسالة تم تهريبها اليّ في شهر ابريل (نيسان) الماضي، من أحد العراقيين المفرج عنهم.

ويقول خالد القيصوم عندما أفرج عني كان هناك سعودي آخر أفرج عنه، ولكن لم اعرف من أي منطقة هو ولا الى اين ذهب وهل خرج من العراق أم لا، كما بقي في السجن حسب ما اعرف ثلاثة سعوديين أحدهم يدعى أبو أحمد من منطقة تبوك، وهو شخص انعزالي لا يحب الاختلاط بالآخرين، والآخران موجودان في سجن البصرة، ولم اتمكن من معرفة اسميهما. ويضيف «تم نقلي بالطائرة من بغداد الى الموصل وهناك سلموني جواز السفر، ونقلت الى الشرطة العراقية لأخذ تعهد بحضوري في حال وجود مطالبات مالية علي وانتظرت في بغداد عدة ايام حتى وجدت سيارة تقلني الى منفذ الحديثة».