سلسلة هجمات وانفجارات تجتاح مدن الموصل والفلوجة والرمادي وبعقوبة وبغداد

* العمليات أسفرت عن مقتل 75 شخصا وجرح 276 آخرين ومقتل ثلاثة جنود أميركيين وسقوط طائرة هليكوبتر * جماعة «التوحيد والجهاد» بقيادة أبو مصعب الزرقاوي تتبنى العمليات وتسيطر على تقاطعات الطرق في بعقوبة

TT

شن متمردون عراقيون وارهابيون اجانب سلسلة هجمات امس في مدن الموصل وبعقوبة والرمادي والفلوجة وبغداد اثارت شكوكا حول مدى التنسيق فيما بينها مع اقتراب موعد تسليم السلطة في الثلاثين من يونيو (حزيران) الحالي، واسفرت عن مقتل ما يقل عن 75 شخصا وجرح اكثر من 276 آخرين بينهم العديد من عناصر الشرطة العراقية.

وأعلن الجيش الاميركي ان هذه الحصيلة التي اوردتها الوزارة حسب المعلومات الواردة من مستشفيات البلاد لا تشمل الجنود الاميركيين الثلاثة الذين قتلوا في الموصل وبعقوبة. وقال الطبيب جمال العاني احد المسؤولين في غرفة العمليات التابعة لوزارة الصحة انه «بحسب الاحصائيات التي وصلت الى غرفة العمليات في الوزارة من المستشفيات العراقية فإن 66 عراقيا استشهدوا وجرح 268 اخرين في مواجهات في الموصل وبعقوبة والانبار». واوضح ان «44 عراقيا استشهدوا واصيب 216 آخرين في الموصل وان 13 عراقيا آخر استشهدوا في بعقوبة وجرح 15 آخرون فيما استشهد تسعة عراقيين في محافظة الانبار وجرح 37 آخرون». وبعد الظهر افاد الطبيب «لقد تلقينا لتونا تقريرا يشير الى سقوط ثلاثة قتلى وثمانية جرحى» في ضواحي بغداد. وقال الجيش الأميركي ان سبعة من رجال الشرطة العراقية و12 من المتمردين والارهابيين لقوا حتفهم في القتال.

وتمثل هذه الهجمات تكثيفا للحملة الدموية التي يشنها متمردون عراقيون وارهابيون اجانب لتخريب التسليم الرسمي للسلطة من الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة الى حكومة مؤقتة خلال ستة ايام.

واعلنت جماعة «التوحيد والجهاد» التي يتزعمها ابو مصعب الزرقاوي مسؤوليتها عن موجة الهجمات. وزعم موقع اسلامي على الانترنت امس ان «أشقاءكم في جماعة «التوحيد والجهاد» شنوا هجوما واسعا في عدة محافظات في العراق شمل هجمات على عملاء الشرطة وجواسيس الجيش العراقي الى جانب اشقائهم الأميركيين». واضاف البيان الذي لم يتسن التأكد من صحته ان «اشقاءكم في لواء الشهادة نفذوا ايضا عدة عمليات مباركة شملت خمس عمليات في الموصل ضد خمسة مراكز شرطة وعمليتين في بعقوبة واخرى في الرمادي».

* الموصل

* وقالت مصادر الشرطة العراقية ان سلسلة هجمات على مراكز للشرطة في مدينة الموصل ادت الى مقتل 44 على الاقل وجرح 216. وهزت سبع انفجارات على الاقل المدينة التي اعلنت سلطاتها حالة الطوارئ وقررت فرض حظر عام للتجول لتفادي اندلاع الفوضى، كما قررت اغلاق الطرق المؤدية الى المدينة. وانتشرت قوات الدفاع المدني وقوات الشرطة العراقية والآليات والقوات الأميركية تحسبا لوقوع اعمال عنف أخرى.

وكانت احداث المدينة بدأت بانفجار سيارة مفخخة امام مبنى مديرية دوريات النجدة حيث سقط العشرات من القتلى والجرحى. وذكر شهود عيان ان اشلاء القتلى والجرحى تناثرت في المكان فيما التهمت السنة اللهب طلاب الشرطة الذين كانوا يقومون بدورات تدريبية داخل المديرية. وفي الوقت نفسه تقريبا انفجرت سيارة مفخخة امام مركز شرطة المنصور مما أدى الى وقوع عدد آخر من الضحايا، وبعد نصف ساعة من وقوع الحادثين سمع دوي انفجار حدث في تقاطع الزنجيلي بانفجار سيارة مفخخة قرب مركز الشيخ فتحي سقط فيه العديد من القتلى والجرحى وتناثر اشلاء المدنيين الابرياء، كما انفجرت سيارة مفخخة امام سجن الاحداث الكائن قرب المستشفى العام سقط من خلاله عدد كبير من القتلى والجرحى لم يمكن احصاؤه، في حين صرح مصدر مسؤول للشرطة العراقية انه تم القبض على سيارتين مفخختين قرب مبنى محافظة نينوى.

وعلى أثر هذه الانفجارات، اندلعت اشتباكات في منطقتين منفصلتين بين الشرطة العراقية وعناصر مجهولة، وذلك قبل ان تعم اجواء الفوضى ارجاء المدينة، حيث انتشرت سيارات الاسعاف والاطفاء لنقل الجرحى والقتلى من مكان وقوع الاحداث وانتشرت قوات الحرس الوطني وقوات الشرطة العراقية فيما حلقت المروحيات الأميركية في سماء المدينة. وأمر التلفزيون المحلي السكان بالبقاء في منازلهم. وأغلقت الشرطة جميع الطرق الرئيسية واعلنت حظر التجول من الغروب حتى الفجر. واعلن الجيش الأميركي ان جنديا أميركيا قتل وجرح ثلاثة آخرون في الانفجارات. وقال ان حارس أمن قتل عندما هاجم مقاتلون شركة أمن خاصة، لكن الجيش لم يذكر جنسية الحارس.

وجاء في البيان ان «ثلاث سيارات انفجرت في غرب الموصل (..) وقتل جندي من قوة التدخل السريع «اولمبيا» واصيب ثلاثة آخرون بجروح».

* الفلوجة

* وقال شهود عيان ان قتالا ضاريا اندلع في مدينة الفلوجة بين مشاة البحرية الأميركية ومتمردين. وحلقت طائرات حربية وطائرات هليكوبتر أميركية على ارتفاع منخفض فوق المدينة بينما دوت اصوات القذائف الصاروخية والانفجارات في شوارع المدينة.

وقال شهود عيان ان أصوات اطلاق النيران دوت في شوارع قريبة من التقاطعات الرئيسية في المدينة وأمكن سماع دوي الانفجارات. وكانت العربات المدرعة الأميركية تتحرك نحو أجزاء من المدينة يعززها دعم جوي. واغلقت القوات الاميركية الطرق المؤدية الى المدينة، وشوهدت دبابات تغلق الطريق وتمنع السيارات من التوجه غربا. وقال عسكري اميركي طلب عدم كشف هويته «تلقينا اوامر باغلاق الطريق السريع لأن معارك عنيفة تجري على هذا المحور».

وقال حامد حسن المقيم في حي الملعب الذي يشهد المواجهات بوسط المدينة «لا يمكن لأحد الخروج الى الشارع بسبب كثافة النيران في حي الملعب».

واعلنت قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) في بيان ان مروحية كوبرا للمارينز كانت تقصف مدينة الفلوجة امس ارغمت على الهبوط اضطراريا خارج المدينة وعثر على طاقمها سليما. وجاء في البيان ان «قوة المارينز الاولى ردت بالتنسيق مع لواء الفلوجة (في الجيش العراقي) على هجمات شنها متمردون داخل المدينة وخارجها وتدخلت طائرات ومروحيات». وتابع البيان ان «احدى المروحيات ارغمت على الهبوط الاضطراري خارج المدينة وعثر على الطاقم سليما». وقال مصور لـ«رويترز» يرافق مشاة البحرية بالقرب من الفلوجة ان الاشتباكات استمرت ساعتين وان طائرات أميركية أسقطت قنابل زنة 500 رطل على مواقع المتمردين.

وافاد شهود عيان ان العديد من سكان الفلوجة بدأوا يغادرون المدينة. وقال شاهد طلب عدم ذكر اسمه ان «سكان الاحياء القريبة من مواقع المعارك بدأوا يغادرون المدينة من مدخلها الجنوبي المؤدي الى بلدة النعيمية». وقال انه شاهد صفا من السيارات على الطريق المؤدي الى المدخل الجنوبي للمدينة.

ودعت مساجد المدينة المقاتلين الى وقف اطلاق النار، مشيرة الى التوصل الى اتفاق هدنة بين الاعيان المحليين وقادة مشاة البحرية الاميركية (المارينز). واعلنت المساجد «نطلب من مقاتلي الفلوجة وقف المعارك. المارينز سيبدأون الانسحاب بعد اتفاق مع قادتهم». واثار هذا الاعلان مظاهر فرح، حيث اخذت تتشكل مواكب متظاهرين. وأكد قائد لواء الفلوجة اللواء محمد عبد اللطيف ان الهدوء قد عاد الى المدينة بعد المواجهات التي قال انها نجمت عن «سوء تفاهم».

* الرمادي

* وأطلق متمردون قذائف «مورتر» على مركزين للشرطة ومنزل مسؤول أمني في الرمادي مما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل. وقال شهود عيان ان شخصا رابعا قتل في اشتباكات مع القوات الأميركية.

قال شهود ان مقاتلين هاجموا مركزين للشرطة العراقية واشتبكوا مع القوات الأميركية في بلدة الرمادي العراقية امس. وذكروا ان المتمردين اطلقوا قذائف «مورتر» على مركزي الشرطة احدهما في شمال البلدة والآخر في جنوبها. وقالوا ايضا ان منزل ضابط أمن عراقي سابق في البلدة تعرض للهجوم. وفي وقت سابق من الاسبوع قتل اربعة جنود من مشاة البحرية الأميركية كانوا يتخذون مواقع على سقف مبنى في الرمادي. وافاد شهود ان المواجهات التي جرت في المدينة بدأت بمحاولة تنفيذ عملية انتحارية ضد مركز للشرطة، ادت الى مقتل الانتحاري برصاص احد عناصر الأمن قبل ان يفجر حقيبته المفخخة.

* بعقوبة

* وشن ارهابيون ملثمون يرتدون أقنعة سوداء موالون للزرقاوي هجوما على مركز للشرطة في بعقوبة. وقال مسؤولو مستشفى ان تسعة من رجال الشرطة واربعة مدنيين قتلوا وان 22 جرحوا. وقال شهود عيان ان عشرات الارهابيين سيطروا على التقاطع الرئيسي في البلدة بعد هجوم في الفجر على مركز الشرطة وهاجموا أي شرطي عراقي أو جندي أميركي جاء في طريقهم. وقال متحدث عسكري أميركي ان جنديين أميركيين قتلا. وردت القوات الأميركية بتوجيه ضربات جوية بعد ان استولى الارهابيون على مركز مدني وهاجموا مبنى حكوميا اخر. وقتل اثنان من المهاجمين.

وارتدى كثير من الارهابيين أغطية رأس صفراء عليها عبارة «سرايا التوحيد والجهاد». ووزعوا منشورات تحذر العراقيين من «التعاون» مع الأميركيين. وقالت المنشورات ان لحم المتعاونين ألذ من لحم الأميركيين. ودعا الارهابيون في البيان اهالي المدينة الى «الالتزام بتعليمات وتوجيهات المقاومة». ودعا البيان السكان الى «عدم الخروج من بيوتكم عندما يطلب منكم ذلك لأن هذه الايام ستشهد حملات وهجمات ضد قوات الاحتلال ومن يقف وراءها». واضاف ان «اي معارضة للمقاومة تصدر من اي بيت ستعرض صاحب البيت للقتل او تعرض البيت الى عملية نسف بالكامل». وشوهد الارهابيون وهم يلوحون بأسلحتهم في المدينة. وكانت الجثث ترقد على الارض في الشوارع المجاورة.

وقال شهود ان 11 عراقيا على الاقل قتلوا امس عندما هاجم الارهابيون مركز الشرطة بالأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية، قبل ان يبدأوا التجول في أنحاء المدينة ليسيطروا على التقاطع الرئيسي للطرق، وأخذوا يهاجمون أي فرد من الشرطة العراقية أو القوات الأميركية يواجهونه في طريقهم. وقال شهود ان المسلحين هاجموا سيارة دورية تابعة للشرطة كانت تقل ثلاثة افراد من الشرطة على الاقل. وأطلق الارهابيون النار على القوات الأميركية عند تقاطع احدى الطرق وعلى جنود أميركيين في منطقة اخرى بعد الاستيلاء على مبنى مركز مدني في البلدة. وردت القوات الجوية الأميركية بتوجيه ضربات جوية ضد موقع المقاتلين. وقال الجيش انه لديه تقارير بأن اثنين من الارهابيين قتلا في المدينة. وقال ضابط اميركي ان الطائرات الاميركية اطلقت صواريخ مسيرة بالليزر على مساكن في مجمع رياضي بالمدينة. واعلن مصدر عسكري اميركي مقتل جنديين اميركيين واصابة سبعة آخرين بجروح في كمين. وقال مصدر في الشرطة المحلية ان الارهابيين هاجموا منزل مدير شرطة محافظة ديالى مما ادى الى احتراقه.

* بغداد

* وأعلن ضابط في الحرس الوطني العراقي عن مقتل اربعة من عناصر هذه القوات شبه العسكرية واصابة ثلاثة آخرين بجروح في عملية انتحارية وقعت جنوب غربي بغداد، قتل منفذها ايضا.

وقال الضابط الذي طلب عدم كشف هويته في موقع الهجوم ان «رجلا بلباس الشرطة اقترب من مركز المراقبة وفجر حقيبة كان يحملها». واضاف الضابط الذي كان يتحدث قرب مركز المراقبة على الطريق المؤدي الى الحلة جنوب بغداد ان «اربعة من رجالنا قتلوا وجرح ثلاثة آخرون» فضلا عن مقتل الانتحاري في الهجوم.

وقالت مصادر مستشفيات ان خمسة قتلوا في الانفجار. وقال شهود في الموقع ان السيارة الملغومة انفجرت امس عند نقطة تفتيش أميركية ـ عراقية مشتركة، ولكن لم يذكر ما اذا كان هناك جنود اميركيون بين الضحايا.الى كل ذلك، ذكرت مصادر في الدفاع المدني العراقي امس ان الشرطة ابطلت مفعول عبوة ناسفة في مدينة الناصرية.

وقال سعيد الخفاجي مدير الدفاع المدني في المحافظة ان «عناصر من الشرطة العراقية والدفاع المدني العراقي ابطلت صباح (امس) مفعول عبوة ناسفة زرعت في شارع الكورنيش وسط الناصرية». واوضح ان «احد الاشخاص ابلغ الشرطة العراقية عن قيام شخصين بزرع عبوة ناسفة في وسط هذا الشارع الذي تسلكه القوات الاميركية عادة فتم التوجه الى المكان والقيام بإبطال العبوة الناسفة التي كانت مربوطة بأسلاك وجهاز تحكم عن بعد». واضاف الخفاجي ان «هذه العبوة هي الثالثة من نوعها تزرع في هذا الشارع خلال اسبوعين». وكان ثلاثة رجال شرطة جرحوا قبل ايام لدى انفجار عبوة ناسفة في هذا الشارع.