مسؤول عسكري أميركي: شبكة الزرقاوي تتوسع بالتحاق أصوليين عراقيين

الإرهابي الأردني «رجل قوي وباتت منظمته تشغل مكانة بارزة والقوة تجعل الآخرين يرغبون في الانضمام إليه»

TT

بغداد ـ ا.ف.ب: قال ضابط اميركي رفيع المستوى ان شبكة الارهابي الاردني الاسلامي المتطرف ابو مصعب الزرقاوي التي تضم ما بين 500 والف ارهابي شهدت ازديادا في عديدها خلال الاشهر الاخيرة مع انضمام اصوليين عراقيين الى صفوفها. واضاف طالبا عدم ذكر اسمه، ان خليته السرية تواجه تمردا قوامه خمسة الاف من المسلحين السنة تحركهم التطلعات الجماعية وسياسات حزب البعث برئاسة صدام حسين وقد يزداد العدد وقت الازمات. وتابع ان المجموعتين منفصلتان.

وخلافا لمزاعم ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، فإن أتباع صدام والزرقاوي لم يختلطوا ابدا. فقد تقرب الزرقاوي من عناصر جماعة انصار الاسلام الكردية التي بدأت تنشط اواخر عام 2001، وشارك الجماعة المرتبطة بشبكة «القاعدة» ومقرها في المنطقة الجبلية الوعرة شمال ـ شرق العراق قرب الحدود مع ايران قبل ان تدمرها الضربات الجوية الاميركية في مارس (اذار) 2003. وقال الضابط «هناك حالات انشقاق سجلت في صفوف انصار الاسلام وباتت الجماعة اقل قدرة مما كانت عليه كما توجه بعض العناصر للانضمام الى الزرقاوي». واضاف ان «الزرقاوي رجل قوي وباتت منظمته تشغل مكانة بارزة. فالقوة تجعل الآخرين يرغبون في الانضمام اليه». كما انه من المحتمل وجود صلات بين الزرقاوي وجماعات اصولية صغيرة الحجم. واكد الضابط: «هناك عراقيون يشكلون جزءا من الشبكة. فهم ليسوا من البعث وانما من المتطرفين» وهو التعبير الذي يستخدمه الجيش الاميركي للاشارة الى الاصوليين السنة. لكن شعبية الزرقاوي اسفرت عن حركة ارتجاعية، فقد اعلنت قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية الجمعة، ان مجموعة مجهولة هددت بقتله، وهي الثانية التي تفعل ذلك في غضون ثلاثة ايام. ورغم التطورات الاخيرة، اعلن الضابط الاميركي بوضوح، ان الجنود ليسوا قريبين بأي شكل من الاشكال من القبض على الزرقاوي. واضاف «بإمكانه التحرك بحرية نسبيا. فنحن لا نراه. انه ليس بشخص يمكن رؤيته بسبب حذره الشديد. فلديه أمنه العملاني». ولدى مراجعة اعمال العنف التي تستهدف الاميركيين في العراق، قال الضابط ان الزرقاوي لم تكن له علاقات كما يبدو مع صدام قبل اجتياح العراق او بعده. وتابع يقول: «صدام لم يكن يحب الاجانب كما كان يعتقد بوجوب مراقبتهم عن كثب. لم نعثر على اي دليل حول تعاونه مع الزرقاوي شخصيا. في اي حال اعتقد انه كان قلقا جدا ازاء مثل هذا التعاون مع الزرقاوي». وطالما ردد مسؤولو البيت الابيض ان الزرقاوي هو الصلة المفقودة بين القاعدة وصدام في الاستعدادات للحرب عام 2003. وقال الضابط ان القضية المقلقة هي وجود 5000 مقاتل سني تشكل اجهزة صدام الأمنية طليعتهم. واضاف ان هذا الرقم قد يرتفع الى آلاف وقت الفوضى. وقد فشل الجيش الاميركي في اعاقة الحركة منذ سقوط بغداد في ابريل (نيسان) 2003. واوضح ان الحركة اظهرت قابلية على تجديد نشاطها عبر العلاقات العشائرية وصلات حزب البعث. واكد انه «على الرغم من ضربهم، ما زالوا فاعلين. نعتقد ان عددهم يبلغ حوالى 5000 لقد قلنا دائما انهم بين اربعة وستة الاف ولسوء الحظ، فان العدد لم ينخفض لأنهم يبدون صلابة».

وشرح الضابط اسباب الدعم الذي يتلقاه المسلحون قائلا: «إنها مسألة فضفاضة. وفي غالبية الاحوال انهم يقاتلون من اجل المال لأنه لا وظائف لديهم. وبالتالي، فهم يقاتلون لأنهم يتلقون رواتب». واوضح ان «بعضهم يريد عودة صدام، لكن هناك من لا يهمهم الامر (..) فما يعنيهم هو عودة البعث او السنة وليس الشيعة الى السلطة بسبب اعتقادهم ان الدولة يجب ان تكون للسنة».

كما يستمد التمرد حيويته من ضباط بعثيين سابقين يعيشون في دول مجاورة اختارت ان تذكي نار الاصولية. وقال «إنهم بعثيون غادروا وأعيدوا، فهم يصلون عبر قنوات دينية لأنها قد تساعد الحركات الاكثر تطرفا». ويقدم بعثيون آخرون اموالا الى المسلحين، وخصوصا من سورية مع موافقة الحكومة او من دونها، وفقا للضابط الذي ختم قائلا «نعتقد بحق ان عددا من البعثيين المقيمين خارج العراق في الشرق الاوسط واوروبا يرسلون اموالا ويساعدون في استمرارية إحياء حزب البعث».