اتفاق عراقي ـ سوري على ضبط الحدود المشتركة وإعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ ربع قرن

TT

اختتم رئيس الوزراء العراقي زيارته الرسمية الى العاصمة السورية دمشق بالاتفاق على تشكيل لجنة امنية مشتركة مكلفة ضبط الحدود بين البلدين واعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي. وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده علاوي مع نظيره السوري محمد ناجي العطري بعد لقاء لعلاوي مع الرئيس السوري بشار الاسد، قال رئيس الوزراء العراقي «لقد شكلنا لجنة مشتركة حول مسائل الحدود والامن». ومن جهته قال العطري «اتفقنا على تشكيل لجنة تنسيق امنية مشتركة لضبط الحدود من والى العراق».

وخلال لقائه مع علاوي اكد الرئيس الأسد أن بلاده لن تدخر جهدا في مساعدة الشعب العراقى للحفاظ على وحدة اراضيه والتمسك بسيادته والمساهمة في تحقيق امنه وازدهاره.

وفاد بيان للرئاسة السورية ان الاسد بحث مع علاوي الاوضاع في المنطقة والمستجدات على الساحة العراقية ونتائج اجتماع وزراء خارجية دول جوار العراق والآليات الكفيلة بتفعيل الاتفاقات المعقودة بين البلدين والتي تتناول المجالات المختلفة كافة.

وأشار بيان الرئاسة السورية إلى أنه «استنادا الى عمق الروابط التاريخية والمصالح المشتركة تم تأكيد الحرص المتبادل على أمن البلدين، الامر الذي ينعكس ايجابا على سورية والعراق بشكل خاص وعلى المنطقة بشكل عام، وفى هذا الشأن جرى التأكيد على اهمية استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين منذ مطلع الثمانينات في اقرب وقت ممكن».

واوضح علاوي في المؤتمر الصحافي أنه بحث في دمشق مسائل تتعلق بالأمن والاستقرار والتعاون بين البلدين «وتم الاتفاق على مفردات كثيرة وهامة»، واعرب عن امله في ان يكون لسورية دور مميز في اعادة اعمار العراق، واشار الى إنه اجتمع برجال الأعمال السوريين الممثلين عن مختلف الشركات السورية وجرى البحث في عقد مؤتمر للفعاليات العامة والخاصة في سورية لمناقشة مشاركة سورية في إعادة إعمار العراق.

من ناحيته اعرب العطري عن حرص سورية على تأمين الاستقرار في العراق، وقال إن «سورية كما يعلم الجميع هي البلد الوحيد المفتوحة التي يدخلها العرب من دون تأشيرة دخول ولا أنفي فقط مثل هذا الأمر (عمليات تسلل الى العراق من سورية)، لكننا نعارض أية عملية تسلل من سورية إلى العراق، كما أننا نعارض تسلل من العراق إلى سورية، وكانت هناك عدة حوادث ضبطت لحالات تسلل من العراق إلى سورية»، وشدد على القول «نعارض اي تسلل الى العراق كما نعارض اي تسلل عراقي الى سورية».

وفي بيروت التي يصل اليها علاوي اليوم زار السفير الاميركي في العاصمة اللبنانية فنسنت باتل رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري امس للبحث في التحضيرات لاستقبال علاوي.

واعلن باتل عقب اللقاء ان البحث تركز على موضوع زيارة علاوي ناقلاً عن الحريري «تطلعه الى هذه الزيارة»، وقال: «اعربنا للرئيس الحريري عن ضرورة دعم دول الجوار والبلدان العربية للحكومة العراقية الانتقالية ودعم الشعب العراقي. ونحن نتطلع لهذه الزيارة الى لبنان، علماً ان علاوي كان قد اجرى زيارات جيدة الى بلدان مجاورة، لا سيما مصر وسورية».

وكان الحريري التقى السفير الفرنسي لدى لبنان فيليب لوكورتييه الذي تحدث ايضاً عن زيارة علاوي ووصفه بـ «الضيف المهم جداً». ورأى «ان للبنان وجهة نظر يقدمها بشأن التوازن في المنطقة».

وكان رئيس الوزراء العراقي استبق زيارته الى بيروت بلقاء عقده امس مع المرجع الشيعي اللبناني الشيخ محمد حسين فضل الله في مقر اقامة الاخير في منطقة السيدة الزينب بضاحية دمشق.

وافاد بيان صدر عن مكتب فضل الله انه «جرى عرض معمق ودقيق وتفصيلي للوضع في العراق وتطورات الموقف الامني والسياسي فيه». واضاف ان علاوي «ابدى احترامه وتقديره الشديدين» للشيخ فضل الله، مشيراً الى «متابعته الدائمة لأفكاره وما يصدر عنه من مواقف واجتهادات». كما اكد على اهمية الدور الذي يقوم به فضل الله على المستويين العربي والاسلامي.

من جهته، اكد فضل الله خلال اللقاء على «ضرورة ان يناط الدور في العراق بالامم المتحدة لا ان تدار الاوضاع من خلال القوات المتعددة الجنسية التي تعمل لحساب المصلحة الاميركية». كما شدد على «ان تدار الامور في العراق بالكثير من الدقة والحكمة والرصد والمتابعة، بالنظر الى خطورة المرحلة ودقة الاوضاع في العراق ومحيطه». وأكد على «اهمية تعزيز وتعميق علاقة العراق بجيرانه وخصوصاً العلاقات مع سورية وايران».