الحلة: المئات يترشحون للمشاركة في المؤتمر الوطني العراقي

TT

الحلة (العراق) ـ ا.ف. ب: تنتظر شاكرة خضير بقلق في احد ممرات محكمة الحلة لتعرف اذا كانت واحدة من حوالي الف عراقي اختيروا للمشاركة في المؤتمر الوطني الذي يشكل اختبارا للديمقراطية ويفترض ان يعقد في نهاية يوليو (تموز) على ابعد حد. وقد شكلت فرق صغيرة عملية الاختيار ووزعت في المحافظات العراقية الـ18. ويتناقش اعضاء هذه اللجان وسط الملفات المكدسة للاشخاص الذين يريدون ترشيح انفسهم للمشاركة في هذه الجمعية.

وقالت خضير خبيرة المحاسبة التي تعيش في الحلة، كبرى مدن بابل، 100 كم جنوب بغداد، «اريد المشاركة في هذا المجلس واخدم العراق الجديد». واضافت المرأة التي تبلغ من العمر حوالي خمسين عاما «نحن في مرحلة انتقالية الى عراق جديد وحديث سيدير نفسه بنفسه وسيشجع السلام ضد النظام الديكتاتوري».

وسيكون الدور الرئيسي للمؤتمر الوطني الذي يريد ان يكون تمثيليا لكل العراقيين، اختيار اعضاء هيئة استشارية وللمراقبة اسمها «الجمعية الوطنية الانتقالية». وستضم هذه الجمعية بين 75 و125 عضوا وستملك صلاحيات اقرار ميزانية عام 2005 واعتماد قرارات حكومية بغالبية الثلثين ومساءلة الوزراء، كما ستتم مشاورتها حول تنظيم الانتخابات العامة المقررة في يناير (كانون الثاني) 2005 على ابعد حد.

وهذه العملية النظرية التي لا سابق لها ووضعها التحالف بقيادة الولايات المتحدة، تواجه صعوبات كثيرة، لكن منظمي المؤتمر الذي يفترض ان يعقد قبل الاول من اغسطس (آب) يؤكدون ثقتهم.

وقال فؤاد معصوم رئيس منظمي المؤتمر «انها مجرد مرحلة على الطريق الى الديمقراطية لانها لا تستند الى انتخابات مباشرة لكنها مرحلة في الاتجاه الصحيح».

وعلى الرغم من اهمية المهمة والتهديدات الكثيرة بتأخيرها، اكد معصوم ان «المؤتمر سيعقد في موعده قبل نهاية الشهر الجاري، وحاليا لم يظهر اي شىء يمنع تطبيق هذه الخطة».

وعبر عن اسفه لوصول خبراء الامم المتحدة الذين يفترض ان يقدموا المساعدة، متأخرين، لكنه اكد انهم اصبحوا في مكان العمل الآن.

وصوتت في الاسبوعين الاخيرين المنظمات السياسية والدينية والعشائرية لاختيار مرشحيها الى المؤتمر. وقد خصص 548 مقعدا للمحافظات العراقية والباقي للاحزاب السياسية وزعماء العشائر وورجال الدين والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني.

وحول طاولة محكمة الحلة، اجتمع قاضيان ومسؤولان محليان وثلاثة خبراء في محاولة للاتفاق حول اسماء الذين سيشغلون المقاعد الـ29 المخصصة لمحافظة بابل. وفي حال اختلفوا، يجري تصويت لاختيار المرشحين بين ثلاثة آلاف اسم.

وقال المسؤول المحلي الشيخ فخري عزيز العوضي وهو يدقق في لائحة للمرشحات «افضل هاتين المرشحتين وهما من حملة الشهادات الجامعية على هؤلاء الثلاث اللواتي لا يحملن سوى البكالوريا».

وحسب نظام المؤتمر، ستشكل النساء 25% من المشاركين. وفي شوارع الحلة، لا يعرف السكان الكثير عن المشاورات الجارية ولا عن انعقاد المؤتمر.

وقال حامد كامل زورية، 36 عاما، الذي يعمل ماسح احذية «لم اسمع شيئا عن هذا الموضوع».

واوضح فاهم حسن، 44 عاما، ايضا انه لا يعرف شيئا عن المؤتمر، لكنه رأى ان «هناك عددا كبيرا جدا من الاحزاب حاليا وليس هناك اي واحد منها يفيد في شيء».