زيباري يدعو الدول العربية إلى المساهمة في حل المشاكل الأمنية في العراق

وزير الخارجية العراقي لـ«الشرق الاوسط»: دعونا أمين عام الجامعة مرات لزيارة العراق لكنه لم يلب الدعوة

TT

دعا وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الدول العربية الى التفاعل مع العراق والمساهمة في حل المشاكل الامنية وتغيير نظرة المترقب لما يحدث فيه. وطالب الجامعة العربية باتخاذ مبادرات لدعم الاستقرار، وقال في حديث لـ«الشرق الاوسط»، «دعونا امين عام الجامعة عمرو موسى مرات لزيارة العراق». كما تحدث عن عموم ومستقبل البلاد وعلاقاته الدولية والعربية.

* لماذا لم توجه الدعوة لمشاركة جامعة الدول العربية في اجتماعات دول جوار العراق على الرغم من مشاركة الامم المتحدة؟

ـ نحن ايضا وجهت الينا الدعوة في فترة متأخرة جدا الى اجتماعات دول الجوار وآخر اجتماع شاركنا فيه بشكل رسمي هو الاجتماع الخامس في الكويت، وكانت الفكرة مقتصرة على اجتماع لثلاث دول ثم تطورت الى انضمام دول اخرى حتى الكويت ومصر تشاركان باعتبارهما قوة اقليمية لكن لم توجه الدعوة الى الجامعة والسبب ان هذا الاجتماع تخصصي اكثر حول الوضع العراقي، والجامعة لها قضايا ومهمات آخرى وهناك دول مشاركة ليست اعضاء في الجامعة، اما بالنسبة لنا كعراق ليست لدينا اية حساسية في مشاركة الجامعة لاننا اعضاء بها، ورئاسة هذا المؤتمر لدول الجوار هي التي تبحث هذا الموضوع. وفي اعتقادي ان سبب عدم مشاركة الجامعة هو مشاركة دول غير اعضاء في الجامعة واذا تم دعوة الجامعة من المفروض ان تدعى منظمة المؤتمر الاسلامي ايضا، والفكرة ان هذه المجموعة يجب ان تكون مركزة.

* لكن الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي شاركا في هذا الاجتماع؟

ـ الاتحاد الاوروبي لم يشارك بشكل رسمي وانما اقتصرت مشاركته على دعوة خافيير سولانا للغداء.

* اذن ما هو المطلوب بالتحديد من جامعة الدول العربية والعرب في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به العراق؟

ـ بالتأكيد نحن نريد من الجامعة اوالعالم العربي دعم العراق وعدم الاكتفاء بالدعم اللفظي. نريد دعما حقيقيا وجادا وملموسا. نريد اجراءات عملية.

* مثل ماذا؟

ـ كثير من الدول العربية والحكومات العربية ما زالت في موقف الانتظار والترقب واللامبالاة منذ تسلم الحكومة العراقية المؤقتة السلطة. وصلتنا طلبات من الدول الاوروبية والغربية لتقديم اعتماد لسفراء لها لكننا لم نر من الدول العربية نفس الحماس لاقامة علاقات دبلوماسية كاملة. والعراق اعلن انه يعتزم فتح صفحة جديدة مع كل الدول العربية وسيكون له تمثيل دبلوماسي مع جميع الدول وفي المقدمة الكويت والسعودية. ثانيا نحن ذكرنا للاخوان العرب في اكثر مناسبة ان نظام صدام قد انتهى وليس لديه اي مستقبل في العراق وعلى الدول العربية ان تدرك ان نظاما جديدا قد تشكل في العراق.

* اذن الموقف العربي الراهن مكتف بالترقب واعلان المواقف بالتعاطف فقط؟

ـ نعم لا يزال العرب في موقف المترقب بالنسبة للوضع في العراق ولم يقتربوا بعد من دائرة المشاركة أو مد يد العون والبعض يتساءل ماذا يمكن ان يقدم العرب للعراق؟ الاجابة على ذلك ليست محيرة فالواقع واضح ليقول ماذا نريد، هناك مثلا الحاجة الى قوات حفظ سلام في العراق وفي السابق كان الرفض العربي لمشاركة قوات عربية انها لا يمكن ان تشارك في ظل الاحتلال واليوم تسلمت السلطة العراقية السيادة من قوات التحالف، فلماذا العزوف عن المشاركة العربية وقد تقدمنا لكل الدول العربية باستثناء دول الجوار وقلنا نحن بحاجة لقوات عربية لان العراق انهار ومؤسساته محطمة كالجيش والامن فاذا انسحبت قوات التحالف من العراق بشكل مبكر فان الفوضى سوف تعم والمخاوف حول العراق ومستقبله كلها سوف تتحق.

* ماذا يمكن ان يحدث اذا انسحبت قوات الاحتلال؟

ـ في اعتقادنا ان رحيل هذه القوات مبكرا يعني احتمالات نشوب حرب اهلية وظهور صدام صغير ولذلك فانني سألت ان كان لدى الدول العربية القدرة والاستعداد لارسال قوات حفظ سلام عربية.

* هل هناك تجاوب في الدول العربية لطرحكم هذا؟

ـ لا يوجد أي تجاوب عربي لارسال قوات حفظ سلام للعراق، وبالنسبة لنا طلبنا مشاركة عربية واسلامية باستثناء دول الجوار، اننا نرحب بقوات من مصر واليمن وشمال افريقيا ومن الخليج وان الجميع يعرف ان هناك تسللاً لمجموعات متطرفة ومتشددة تقوم بعمليات ارهابية في العراق، اذن لا بد ان يكون هناك تعاون وتنسيق في هذا المجال لكن عدم اللامبالاة والتغاضي يؤثر سلبا علين.ا وكذلك فان بعض بعض الدول تشعر ان ما حدث في العراق مخيف جدا بالنسبة لتغيير نظام كان الانطباع السائد عنه انه نظام قوي ومتجبر وكبير في طروحاته وفي شعاراته ثم انهار بين ليلة وضحاها، والامر الثاني ان العراق الجديد بالتأكيد سيكون مختلفا، سيكون تعدديا ديمقراطيا منفتحا.

* اذن ما الذي يمكن ان تقدمه الجامعة العربية كأولوية لكم حاليا؟

ـ الجامعة العربية ارسلت وفداً بناء على طلب مني من اجل التحاور ومن اجل عدم اصدارالاحكام استنادا لتقارير الاعلام وكان ارسال الوفد مبادرة طيبة وقد عاد بانطباعات جيدة تخالف التصور المسبق بأن العراق قد انتهى مثل فلسطين وانه سوف ينقطع عن محيطة العربي والاسلامي، وان الاميركيين يسعون للتقسيم والشرذمة والتشتيت، فقد تأكد لوفد الجامعة ان كل عراقي حريص على الوحدة الوطنية وانتماء العراق وارتباطه بالجامعة، ولذلك نحن نتوقع ان يكون التفاعل اكثر من الجامعة العربية مع الوضع في العراق.

* ما مصير طرح تعيين ممثل للجامعة في العراق؟

ـ نرحب بتعيين ممثل للجامعة وقد طلبنا في اكثر مناسبة واكدنا على ذلك.

* لماذا لا يوجه النظام العراقي الحالي دعوة لزيارة عمرو موسى للعراق؟

ـ نحن وجهنا اليه دعوات.

* هل كان وجود بول بريمر عائقا امام تلبية الدعوة ؟

ـ اذا كان احتجاجه على بريمر فقد رحل وانتهى هذا الوضع.

* الا تعتقد ان حساسية الدول العربية في التعامل مع العراق والتفاعل معه جاءت نتيجة وجود القوات المتعددة الجنسيات «قوات الاحتلال» وبالتالي لماذا لا ترحل هذه القوات وتحل مكانها قوات حفظ سلام تحت اشراف الامم المتحدة خاصة بعد انتهاء العمليات العسكرية وفق القرار 1546؟

ـ ان مهمة هذه القوات تغيرت ليس في الاسم فقط من قوات تحالف الى قوت متعددة الجنسيات وقرار مجلس الامن الجديد 1546 يؤكد ذلك ووجود هذه القوات في هذه المرحلة وبقاؤها حاجة عراقية ونريد لهذه القوات ان توفر لنا التدريب والتجهيز والتسليح، ومهمة هذه القوات وتواجدها اصبح مرهونا ومرتبطا بقرار الحكومة العراقية ذات السيادة ونحن في مناقشاتنا في مجلس الامن أخيرا قاتلنا في سبيل هذه الفقرة، فطالما هناك حكومة عراقية مستقلة ذات سيادة فان هذه الحكومة يجب ان يكون لها الرأي الاخير في البت في ولاية هذه القوات أو مستقبلها، بمعنى ان بقاءها وبناء قدراتنا عملية مرتبطة بعضها بالبعض، والاسراع في انهاء مهمة هذه القوات مرتبط ايضا بمدى مساعدة الدول العربية الشقيقة لنا في بناء قدراتنا الامنية والعسكرية وبالتالي فان هذا الدعم العربي يساهم في تقصير الفترة الزمنية لتواجد القوات المتعددة الجنسيات في العراق ومن ثم رحيلها، وقد اكدت في اجتماعات دول الجوار ونبهت الاخوان في الدول المجاورة ان هذه القوات راغبة في الرحيل اكثر منا.

* لكن وجود هذه القوات يغذي ظهور خلايا وبالتالي من الافضل رحيل هذه القوات التي تعقد الوضع الامني، الا تتفق معي في ذلك؟

ـ هذا صحيح ومع ذلك انتقدنا قرار الحكومة الفلبينية على الخضوع للخاطفين على الرغم من ان مشاركتها كانت رمزية في حدود 51 جنديا وهي مشاركة سياسية لكن الخضوع لابتزاز الخاطفين والارهابيين كان سابقة سيئة وقلنا ان ذلك سوف يشجع على تصعيد هذه الظاهرة، وهناك دول اخرى متمسكة بابقاء قواتها في العراق واريد التأكيد هنا على ان الوضع في العراق ليس ثابتاً وانما هو متحرك باستمرار.

* هل لمستم استعداداً من الدول العربية لتعيين سفراء في العراق؟

ـ نعم البحرين عينت سفيرا والاردن اكد انه سيعين سفيرا قريبا.

* ماذا عن مصر؟

ـ مصر لديها سفير ولكن كمنصب وأرى ان مصر لن تتردد في تبادل سفراء معنا.

* هل بحثت هذه النقطة خلال زيارتكم لمصر؟

ـ بحثت هذا الموضوع مع الوزير احمد أبو الغيط وهو متفهم ومتجاوب معنا وكانت رئاسته لدورة دول جوار العراق ايجابية جدا وساعدنا كثيرا في الخروج بنتائج ايجابية ادت لنجاح الاجتماع.

* بعد اجتماع دول الجوار هل توصلت لقناعة بأن اتهامكم لكل من ايران وسورية بعدم ضبط الحدود في غير مكانه؟

ـ تصريحاتي في هذا الشأن كانت دقيقة وحتى الوزيران السوري والايراني اشادا بما قلته ولكن تم تحريف ما ذكرته والذي كان على النحو التالي: ان دولا من جوار العراق لم تتعاون ولن اتهم أي دولة من دول الجوار، بأنها تدعم الارهاب. نحن حريصون على التعاون وليس اثارة استفزازات أو خلق مواجهات دبلوماسية مع دول الجوار. قلنا ان هناك تدخلاً من دول الجوار ويمكن لهذه الدول ان تعمل اكثر لمساعدة العراق في الجوانب الامنية.

* ما هي نوعية تدخلات دول الجوار في شأنكم؟

ـ تختلف من دولة الى اخرى.

* مسألة كركوك ما هو الخلاف حولها؟

ـ كانت هناك مراهنات عديدة على ان كركوك ستكون برميل البارود للعراق الجديد ومر اكثر من عام ونصف عام و«البرميل» لم ينفجر. هناك آليات لمعالجة المشاكل لتكون كركوك مدينة للسلام والتعايش والتآخي بالادارة المشتركة بين القوميات والمجموعات الموجودة في كركوك وحل الخلافات حول الاراضي والملكية وعودة المهجرين والمرحلين وفق صياغات قانونية.

* ما هي حكاية التغلغل الاسرائيلي في شمال العراق؟

ـ عارضنا الاشارة في البيان الختامي لدول الجوار الى هذا الموضوع لانه لا اساس له من الصحة وهذه المعلومات غير صحيحة وشراء الاراضي أو حتى وجود الشركات أو ضباط الموساد موجودة في الاعلام فقط، وقد طلبنا من الدول التي لديها شكوك في موقفنا ان تتحقق بارسال وفود امنية وضباط مخابرات من اجهزتهم الامنية للتحقق من هذا الامر ميدانيا وعرضنا ابداء كل التسهيلات لهم.

* ماذا لو ثبت صحة الوجود الاسرائيلي؟

ـ نحن واثقون بما نقوله.