الياور في تركيا: لا مكان لناشطي حزب العمال الكردستاني في العراق

الرئيس التركي أبلغ الرئيس العراقي قلق أنقرة إزاء احتمالات سيطرة الأكراد على كركوك

TT

بدأ الرئيس العراقي غازي الياور زيارة رسمية الى تركيا امس اجرى خلالها مباحثات مع الرئيس التركي احمد نجدت سزر وعدد من كبار المسؤولين الاتراك، تناولت العلاقات بين البلدين ومشكلات الأمن على الحدود، وركز المسؤولون الاتراك على الحد من نشاطات المتمردين الأكراد الذين يلجأون الى الاراضي العراقية، واعربوا في الوقت نفسه عن قلقهم ازاء احتمال سيطرة الاكراد العراقيين على مدينة كركوك.

وأكد الياور عزم العراق على طرد الناشطين في حزب العمال الكردستاني السابق (كونغرا جيل)، معربا في الوقت ذاته عن رغبته في عدم تدخل انقرة في الشؤون الداخلية للعراق.

وقال الرئيس سزر خلال مؤتمر صحافي في ختام المحادثات «قلت للرئيس الياور اننا نتوقع (من السلطات العراقية) وضع حد للكونغرا جيل في العراق كي لا تصبح البلاد مرتعا للمنظمات الإرهابية». وقال الياور انه «لا يمكننا تجاهل تنظيم يشكل خطرا على أمن جيراننا»، مؤكدا رغبة بلاده في تطوير العلاقات مع تركيا ضمن اطار «علاقات حسن الجوار من دون التدخل في الامور الداخلية».

وحسب تركيا، فقد لجأ الاف الانفصاليين الاكراد من حزب العمال الكردستاني الى مناطق جبلية في العراق بعد اعلان وقف اطلاق النار الاحادي الجانب في عام 1999. وتعتبر اسطنبول وواشنطن الانفصاليين الاكراد من الارهابيين، كما تشتبه انقرة في انهم يسعون الى العودة الى تركيا منذ التخلي عن وقف النار نهاية يونيو (حزيران) الماضي.

وكانت تركيا والولايات المتحدة اتفقتا في أكتوبر (تشرين الاول) 2003 على «خطة عمل» تتضمن تدابير عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني الذي يعتبره البلدان نظمة ارهابية. وتشكو انقرة من ان واشنطن لم تتحرك بما فيه الكفاية في هذا الاطار.

إلى ذلك، أعرب الرئيس التركي بشكل غير مباشر عن قلقه ازاء سيطرة الاكراد العراقيين على مدينة كركوك الواقعة في منطقة غنية بالنفط، وهي المدينة التي كانت تعد مدينة تركمانية قبل ان تبدأ سلطات نظام صدام بتهجير مواطنين عرب اليها.

وتابع سزر «قلت للرئيس الياور ان محاولات اي مجموعة اثنية تعيش في كركوك تركمانية كانت او عربية او كردية او اشورية او غيرها للمطالبة بالسيطرة على المدينة، قد تضع أمن واستقرار العراق في خطر».

وقالت مصادر رسمية تركية ان الياور الذي يرافقه وزير الخارجية هوشيار زيباري بحث مع الرئيس سزر ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان اضافة الى وزير الخارجية عبد الله غل بعض الموضوعات الثنائية ومنها أمن سائقي الشاحنات الاتراك الذين يحتجز العديد منهم لدى جماعات مسلحة في العراق. وكان موقع إسلامي على الإنترنت بث في الثاني من أغسطس (آب) شريطا تبدو فيه مجموعة مسلحة وهي تقوم بإعدام رهينة تركي يدعى مراد يوجي وهو يعمل مع احدى الشركات التركية المرتبطة بعقد عمل مع القوات الاميركية. وهو أول رهينة تركي يقتل في العراق.

وكانت السلطات التركية أوضحت في وقت سابق انها تفكر في سلسلة من الإجراءات لتوفير ظروف أمنية أفضل للعمل في العراق الذي كان الشريك التجاري الأول لأنقرة قبل حرب الخليج 1991 .

وبين هذه الإجراءات نقل البضائع من زاخو الى الموصل في شمال العراق وترك العراقيين يتولون نقلها الى وجهتها النهائية.