إيطاليا ترفع درجة الحذر غداة إنذار الإرهابيين .. وهولندا تحقق في التهديدات

القوات الإيطالية في العراق تنفي طرد الصحافي الأميركي الذي خطف في الناصرية

TT

أعلن مصدر رسمي في روما أمس ان ايطاليا باقية على درجة «عالية من الحيطة» غداة انتهاء الإنذار الذي أطلقته مجموعة مقربة من «القاعدة» هددت «بحرب دامية» في حال عدم انسحاب القوات الايطالية من العراق قبل 15 أغسطس (آب) الجاري، في حين قال مسؤول في امستردام ان الحكومة الهولندية تحقق في تهديد وجهته جماعة أصولية بمهاجمة البلاد اذا لم تسحب قواتها من العراق.

وقال ناطق باسم وزارة الداخلية الايطالية «نبقى على درجة عالية من الحيطة. مراكز التفتيش باقية في مكانها ومراقبة الأهداف المحتملة مستمرة». وأضاف «الى جانب التهديدات المعروفة جدا التي نشرت على الإنترنت ليس لدينا أي مؤشر خاص على خطر ملموس»، متحدثا فقط عن بعض «الإنذارات الخاطئة».

وكانت «كتائب أبي حفص المصري» المرتبطة بـ «القاعدة» أعلنت الأحد الماضي انتهاء المهلة التي حددتها لايطاليا حتى تسحب قواتها من العراق وأكدت انها لن تتوانى عن ضرب أي هدف في روما وغيرها من المدن الايطالية.

وجاء في بيان لهذه الجماعة نشر على موقع أصولي على الإنترنت «اننا نعلن ان برلسكوني رئيس الحكومة الايطالية مستهدف وسيكون رأسه ثمنا للجرائم التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها ثلته في العراق».

وفي أمستردام قال مسؤول أمس ان الحكومة الهولندية تحقق في تهديد وجهته جماعة أصولية بمهاجمة البلاد اذا لم تسحب قواتها من العراق ولكنها لم تشدد الإجراءات الأمنية.

وأضاف فرانك فان بيرس المتحدث باسم وزارة الداخلية الهولندية «نحقق الان فيما يمثله هذا التهديد وما اذا كنا بحاجة لكي نأخذه مأخذ الجد أم لا».

وقالت الحكومة الهولندية أول من أمس انه ليس لديها نية بسحب قواتها من العراق وقوامها 1300 جندي بعد مقتل جندي هولندي وإصابة خمسة آخرين بجروح بالغة. وقال رئيس الوزراء يان بيتر بالكنده ان هولندا لن تذعن ابدا للارهاب.

ووجهت جماعة تطلق على نفسها اسم «جماعة التوحيد الإسلامية» التهديد في بيان على موقع على الإنترنت أول من امس ولكن لم يمكن التأكد من مصداقيته.

وشددت هولندا الإجراءات الأمنية الشهر الماضي عند مواقع رئيسية مثل مطار سخيبول في امستردام ومبان حكومية والقصور الملكية بعد أن تلقت السلطات معلومات بأن أصوليين ربما يخططون لشن هجمات.

من ناحية أخرى، نفت السلطات العسكرية الإيطالية في العراق أمس ان تكون طردت من إحدى قواعدها الصحافي الاميركي ميكا غارن الذي خطف السبت الماضي في الناصرية جنوب العراق خلافا لما ذكره مسؤول عراقي محلي.

وقال المتحدث العسكري باسم الوحدة الايطالية في العراق الكابتن ايتوري سارلي في تصريحات نقلتها وكالة «انسا» الايطالية للأنباء «ان الصحافي لم يبتعد عن معسكر ميتيكا القاعدة التي كان تستقبله منذ 11 يونيو (حزيران) وقد بقي عندنا حتى 11 أغسطس (آب) عندما اعاد الينا اذن الدخول الى القاعدة قائلا انه يريد التوجه الى بغداد».

وكان الصحافي الاميركي ميكا غارن مؤسس ومدير شركة «فور كورنرز ميديا» المتخصصة في محفوظات وثائق الفيديو والصور والنصوص ومقرها نيويورك خطف السبت الماضي في الناصرية على ايدي رجال مجهولين فيما كان في السوق. واعلن مدير قسم الاثار في الناصرية عبد الامير الحمداني ان «الصحافي الاميركي التقط صورا لسيارة اسعاف تتعرض للقصف خلال اشتباك وقع بين القوات الايطالية وعناصر من ميليشيا «جيش المهدي» قبل عشرة ايام. وهو قصف اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص بينهم امرأة حامل».

وقال الحمداني ان الصحافي نفسه «اتهم القوات الايطالية بانها المسؤولة عن هذا الهجوم وارسل الصور الى الحكومة الايطالية في روما، مؤكدا ان القوات الايطالية قتلت عائلة ولم تقتل ارهابيين»، مضيفا «ان العسكريين الايطاليين طردوه من القاعدة فانتقل الى احد الفنادق في المدينة وكان يعمل على مشروع لحماية الآثار في منطقة الناصرية». وأكد الكابتن سارلي «لم يكن هناك اي استياء» من قبل العسكريين الايطاليين من الصحافي الاميركي، معتبرا ان صور الصحافي المعنية «ليست صورا يمكن الوثوق بها».