اليزيديون العراقيون يحتفلون بـ«عيد الصيف» وسط مخاوف من التفجيرات

TT

بغداد ـ رويترز: يؤدي المصلون صلاة الفجر ويضحون وينحرون الذبائح، حيث يتجمع مئات من اعضاء الطائفة اليزيدية في العراق في معبد لالش للاحتفال بعيد الصيف.

ويسير الناس حفاة عبر شوارع الشيخ عادي على بعد 450 كيلومترا تقريبا الى الشمال من العاصمة العراقية بغداد لزيارة معبد لالش، حيث يوجد قبر الشيخ عادي ويربطون العقد في قماش يتدلى في المعبد تيمنا من اجل انجاب الذكور. واليزيدية واحدة من أقدم الطوائف الدينية واكثرها غرابة في العراق.

ويعد هذا الاحتفال السنوي الاكبر لاتباع الطائفة وعادة ما يجتذب نحو 15 الفا في اغسطس (اب) من كل عام مع توافد بعض الاسر من الخارج، الا ان الاحوال تبدو مختلفة هذا العام. فقد امر الزعيم السياسي لليزيديين او «الامير» بالغاء الاحتفالات الرسمية لاسباب امنية حتى قبل انفجار سيارات مفخخة خارج خمس كنائس مسيحية في العراق هذا الشهر، مما زاد المخاوف من تعرض الاقليات الدينية لهجمات.

وعدد الزوار اليزيديين بالمئات هذا العام وليس بالآلاف كما كان في السابق. ويقول الامير الشيخ تاسم ،71 عاما، وهو يتلقى التهاني في احدى قاعات المعبد «لم اتوقع حتى حضور هذا العدد».

واليزيديون جالية دينية يصل عددها الى نحو 750 الفا في العراق، اضافة الى 1.5 مليون في شتى انحاء العالم حسب تقديرات أميرهم. كما يوجد لهذه الطائفة اتباع في سورية وتركيا وروسيا.

وقال تاسم الذي اضطر للهروب من العراق بعد ان أيد انتفاضة كردية خلال حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين وامضى عدة اعوام في المنفى في العاصمة البريطانية لندن خلال السبعينات، ان اليزيديين اهداف محتملة للمتشددين.

وقال «الارهاب» يمثل مشكلة بالنسبة لليزيديين أيضا واستطرد «من المزعج ان تكون كل الاماكن الدينية عرضة للتفجيرات».

والمعتقدات اليزيدية هي خليط غريب من الاسلامية والزرادشتية. وحسب هذه المعتقدات فان الملك طوس هو الملاك المفضل عند الرب وقد ارسل الى الارض كرسول للسلام الا ان هذا الاعتقاد وبعض العادات الغريبة جعلت الاخرين لا يثقون بابناء الطائفة.

ويعتقد بعض اليزيديين انهم الاكثر عرضة للاضطهاد في العراق لانهم ينتمون الى الاقلية الكردية بالاضافة الى دينهم.

وقال الشيخ الياس عودي الذي تربطه قرابة بعيدة بالشيخ عادي مؤسس الطائفة «في هذه البلاد نشعر دائما باننا نتعرض للتفرقة مرتين، الا ان تقاليدنا ستستمر».

ولا توجد مراسم زواج دينية لدى اليزيديين، بل ان العرف هو خطف الفتاة المفترض الزواج بها من منزل اسرتها والاحتفاظ بها لمدة عام قبل البدء في ترتيبات الزواج. كما ان اليزيديين ايضا لا يقصون شواربهم في العادة ويتجنبون تناول الخس او ارتداء ملابس زرقاء.

ودمرت مئات القرى اليزيدية خلال حملات نظام الرئيس العراقي السابق على الاكراد العراقيين. ورغم وجود وزير دولة في الحكومة العراقية المؤقتة ينتمي الى الطائفة اليزيدية، الا ان اليزيديين يشعرون بالقلق من تهميشهم في عراق ما بعد الحرب.

وقال قاسم شورشا، وهو ممثل حكومة يزيدية محلية في سنجار الواقعة بين الموصل والحدود السورية «الاسر اليزيدية لا تزال تعيش في خيام بمنطقتي ولم تقدم الحكومة لنا اي مساعدة».

واضاف «ان هذه المنطقة كان يعيش فيها يزيديون قبل ان يجبرهم صدام على مغادرتها خلال الثمانينات، وان من عاد منهم الان اصبح يواجه تمييزا من جانب العرب».

واوضح «لم يهاجمنا احد بعد، الا ان العرب يحاولون استبعاد العناصر اليزيدية من قوات الشرطة».

ولا تبدو معظم الاسر التي تحضر مهرجان الصيف الحالي الذي يقام على نطاق ضيق قلقة من احتمال التعرض لهجمات. واحتفلت هذه الاسر بتناول الطعام في التلال المحيطة بالمعبد وارتدى البعض الملابس التقيلدية الزاهية الالوان.

واعترف بعض اليزيديين بانهم يشعرون بالقلق على مستقبل طائفتهم.

وقال صباح حاجي ،32 عاما، الذي يعمل مدرسا للغة الانجليزية «نحن لا نخشى هؤلاء الارهابيين. لكن عددنا آخذ في التناقص بما انه لا يمكننا الزواج من خارج الطائفة ولا نقبل بانضمام احد الى اليزيدية».