مسيحيون عراقيون: الحكومة الحالية غير منتخبة ولا ننتظر منها أي شيء

مهاجرة إلى دمشق تقول «المشاكل والأحقاد بدأتا مع بداية القصف الأميركي»

TT

دمشق ـ ا.ف.ب: اكدت عائلة عراقية غادرت العراق مؤخرا الى سورية، ان المسيحيين في بلاد ما بين النهرين يتنازعهم سندان التمسك بالوطن وارض الاجداد في حين تدفعهم مطرقة التطرف الى التشتت في ارجاء الكرة الارضية.

وقالت هدى «انا ام لخمسة اولاد احدهم في كندا واثنان في سورية اضافة الى بنتين متزوجتين في العراق، حيث هربنا من هناك بسبب التفجيرات التي تعرضت لها الكنائس وقتل خلالها عدد من المسيحيين».

ومن جهته، قال زوجها المهندس جورج وهو من طائفة الكلدان «هربنا الى سورية بعد ان قام المتطرفون بتفجير الكنائس في العراق واطلقوا علينا الرصاص حتى نغادر، لكنني عدت الى العراق فوجدته خرابا يلملم جراحه. واضاف «اصيب شقيقي في التفجيرات وبتر اصبعه».

واكدت هدى، 50 عاما، اعجابها بسعي الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين «لمنع التفرقة بين الاديان. كنا كمسيحيين معززين مكرمين لكن في عام 1990 ومع بداية القصف الاميركي على العراق، بدأت المشاكل والاحقاد تحيط بنا من قبل المتطرفين».

واوضحت «نريد ان تجري الانتخابات بحرية تامة حتى نرى الحكومة العراقية المنتخبة، لان الحكومة الحالية غير رسمية نصبها الاميركيون لتنفيذ مصالحهم في الاستحواذ على خيرات العراق من النفط».

وردا على سؤال عن عمليات الخطف، اوضح جورج،54 عاما، ان «الخاطفين هم من نزلاء سجن ابو غريب لا عمل لديهم ولا اموال، فبدأوا السرقة ثم خطف الناس وطلب فدية لاطلاق سراحهم». وحمل مسؤولية هذه الاعمال «الغرباء»، لان العراقي «لا يقوم بخطف ابن بلده».

واكد «لن اعود الى العراق الا بعد انتخاب حكومة جديدة من قبل العراقيين في مطلع العام المقبل وخروج قوات الاحتلال من العراق».

وقال عمانوئيل خوشابا، مسؤول الحركة الديمقراطية الآشورية في سورية، ان «الهجرة العراقية الى سورية سببها الاوضاع الامنية، وهي شاملة لمسيحيين وشيعة واسلام». واوضح انه «في السيدة زينب (15 كلم جنوب دمشق) حوالى 400 الف عراقي يستأجرون منازل وبعضهم في الحوزات الشيعية، ويهاجر عدد قليل من العراقيين الى كندا واميركا واستراليا بعد وصول طلبات ودعوات لهم». واضاف خوشابا ان «المسيحيين الموجودين في سورية من كلدان وآشوريين وسريان يقطنون في مدن سورية عديدة بما فيها دمشق». واوضح ان «عدد العراقيين في سورية يبلغ حاليا بين 800 و900 الف من كافة الطوائف»، مشيرا الى ان العراقيين يقصدون سورية «بسبب عدم وجود تأشيرات مطلوبة، كما انه لا توجد تعقيدات فضلا عن اسعارها الزهيدة». واكد «تقديم المساعدات للمسيحيين مثل ايجاد مسكن لائق، كما ان الكنائس تقدم مساعدات للمرضى والمحتاجين».

وقال ان «بقاء فلول النظام السابق والتدخلات الدولية في المنطقة يؤدي الى صراع قوى في العراق مما يعرقل عملية البناء الديمقراطي». موضحا ان «الشعب العراقي ينتظر الانتخابات لانه لا يتوقع من هذه الحكومة اي شيء، وهي مرحلة انتقالية بكل الاحوال».