قصر لصدام في تكريت يتحول إلى أكاديمية لتخريج ضباط الحرس الوطني

TT

تكريت (العراق) ـ أ.ف.ب: يسير أكثر من 300 عنصر من الحرس الوطني العراقي بخطى متثاقلة وغير منتظمة تماما في تكريت معقل الرئيس السابق صدام حسين بوسط العراق تحت انظار مدربيهم الأميركيين، وهم يرتدون بزات عسكرية تبدو فضفاضة على أجسادهم النحيلة.

وقد التحق هؤلاء من شبان وضباط رسميا بالحرس الوطني بعد فترة تدريب استمرت شهرا في «أكاديمية الأخوة» (أكاديمي أوف براذرهود) التي اقيمت في قصر سابق لصدام في تكريت.

ويضم فوج سامراء هذا على مسافة بضعة كيلومترات جنوب تكريت جنودا خدموا في عهد صدام حسين، لكن القومندان الأميركي نيل او براين افاد بأنهم «كما لو أنهم لم يخضعوا لأي تدريب يوما».

ويتلو شيخ آيات قرآنية على عناصر الحرس الوطني، الذين يجهدون للحفاظ على وقفتهم العسكرية تحت الشمس الحارقة، فيما تدوي من بعيد قذائف الهاون والمدافع.

ويبرز المسؤول في وزارة الدفاع بوسكرا فواز البعد الرمزي لهذا الحفل الذي يقام في تكريت على مسافة 180 كلم شمال غرب بغداد، وهي المدينة «المتهمة بأنها أفادت بشكل غير عادل من سخاء» الرئيس السابق.

وأكد فواز متوجها الى حضور من العسكريين الأميركيين والأعيان المحليين ان «هذا غير صحيح»، ولو أن المدينة شهدت نموا لم يسبق له مثيل في ظل النظام السابق.

ويتوجه المسؤول بعدها الى عناصر الحرس الوطني قائلا لهم «أنتم رواد العراق الجديد والتضحية في سبيله واجب عليكم».

وحذر الجنرال جون باتيست قائد فرقة المشاة الأولى من أن «الأسابيع المقبلة ستكون صعبة»، وأضاف في حين يغمى على عنصر عراقي شاب من شدة الحر «يجب ألا تكون لديكم أوهام بهذا الشأن».

وقال الجنرال باتيست ان على الحرس الوطني العودة الى مدينة سامراء التي تشهد هجمات متكررة ضد القوات العراقية. وأوضح «عليكم ان تفرضوا النظام هناك»، محذرا من الارهابيين والمخربين والمقاتلين الاجانب والفدائيين، باختصار الخارجين عن القانون.

وأكد «حين سيكتب تاريخ بلادكم ستكونون أبطال الجمهورية».

وتعزف الجوقة الموسيقية الأميركية بحماسة معزوفة «مسيرة الكولونيل بوغي» الشهيرة من فيلم «جسر فوق نهر كواي» للمخرج ديفيد لين، فيما يتم تسليم كل من الفرق الثلاث في هذا الفوج علمها.

وأشار اوبراين الى ان هذا الفوج الذي «مني بفشل مزر» في سامراء قبل الخضوع لهذا التدريب العسكري، لن يشارك في «معارك الا عندما نعتبر انه بات جاهزا».

وقال خليل ابراهيم وهو مدرب عراقي في الخامسة والأربعين من العمر، خدم لفترة طويلة في جيش صدام حسين انه «يعي تماما» انه يمثل مع عائلته هدفا للمقاتلين، مثل قائد الحرس الوطني الذي قتل قبل بضعة ايام برصاص المتمردين.

لكنه أوضح «إنني بحاجة الى مال»، فيما لا يتعدى مرتبه الشهري مائتي دولار.

وأقر المدرب الأميركي السرجنت تشاد هاسبروك، 33 عاما، الذي وصل الى العراق قبل ستة اشهر إنه لا يمكنه ان يضمن كليا ولاء عناصر الحرس الوطني، لكنه اعتبر انهم «مستعدون لخوض المعترك».

وبعد قليل من انتهاء الحفل، ظهر عناصر الحرس الوطني مجددا في فوضى تسودها الحماسة، وهم يلوحون برشاشاتهم ويرقصون ويهتفون وينشدون نشيدا حربيا بدويا يقول «اننا مستعدون للقتال».