نائب رئيس الوزراء العراقي: جئت إلى طهران حاملا رسالة صداقة

TT

قال نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح الذي بدأ زيارة رسمية الى طهران لتسوية الخلافات التي اثارت التوترات بين البلدين، انه جاء الى طهران حاملا رسالة صداقة من الحكومة العراقية وشعبها الى الحكومة الايرانية وشعبها. وأكد برهم صالح خلال اجتماع مع وزير الخارجية الايراني كمال خرازي ان الحكومة العراقية تحرص على بناء علاقات صداقة متينة بين البلدين الجارين وتجاوز الخلافات التي اثارتها الاتهامات بحصول بعض الجهات المناوئة على دعم من جانب ايران. وينظر المراقبون الى زيارة صالح على انها تمهد الطريق امام رئيس الوزراء العراقي المؤقت اياد علاوي للسفر الى ايران، وذلك في حال اسفرت الزيارة بالفعل عن تهدئة التوترات.

وشعرت ايران التي خاضت حربا دموية مع العراق في الفترة من 1980 الى 1988 بالغضب ايضا بسبب اختطاف أحد دبلوماسييها في العراق في وقت سابق من هذا الشهر. وقال حميد رضا اصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية في مؤتمر صحافي عقد امس «نحن جيران ولدينا الكثير من الامور لنتحدث بشأنها وقضية القنصل الايراني المختطف من بين القضايا الرئيسية».

وكان رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي اكد على ضرورة وضع حلول للتوترات والعناصر السلبية التي تشوب العلاقات بين العراق وايران. وقال علاوي في حديث للتلفزيون العراقي الحكومي مساء اول من امس ان «هنالك عناصر سلبية وتوترات في العلاقات العراقية ـ الايرانية هي ليست لمصلحة العراق وليست لمصلحة ايران، والنتيجة يجب ان تشترك الحكومتان في وضع حلول حقيقية وواقعية لها». واضاف «(علينا) البدء ببناء علاقات واضحة وصريحة تقوم على عدم التدخل في الخصوصيات والشؤون الداخلية لكلا البلدين». واوضح علاوي «انه (صالح) يحمل ملفات كثيرة لا اعرف ان كانت ساخنة او غير ساخنة تتعلق بالعلاقات الاخوية بين البلدين».

وحول عمليات التسلل التي تحدث من بلدان الجوار وخصوصا ايران، قال علاوي «نحن لا نعتقد ان هذه العمليات تحدث بعلم وبموافقة وبمباركة هذه الدول». وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي «سيتم التطرق الى مواضيع متعددة اهمها موضوع المواطنين الايرانيين المحتجزين في العراق». وقال آصفي ان الايرانيين سيتطرقون خصوصا الى مصير الدبلوماسي فريدون جهاني الذي اختفى في الرابع من اغسطس (آب) في العراق واربعة رجال اعمال اعتقلوا في يوليو (تموز). واضاف ان زيارة صالح الذي يرافقه خصوصا وزير الداخلية فلاح النقيب «تسبق زيارة علاوي» التي «لم يتحدد موعدها بعد».

وكانت طهران انتظرت الى النصف الأول من اغسطس (آب) لتوجيه الدعوة الى علاوي الذي قام بجولة في العديد من عواصم الجوار. وقد قبلها هذا الاخير، لكن مواضيع شائكة عدة أخرت تلبيتها.

وتقول طهران انها ترى في تشكيل الحكومة الموقتة «خطوة ايجابية». لكن مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي انتقد حكومة تعمل «تحت اوامر» الاميركيين. ومع حالة اللااستقرار المتواصلة، ضم بعض الرسميين في بغداد اصواتهم الى اصوات الاميركيين في اتهام الايرانيين باستخدام الاراضي العراقية ضد الولايات المتحدة التي تدعم اسرائيل ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وتحارب برنامجها النووي.

واعلنت ايران بوضوح دعمها لآية الله العظمى علي السيستاني، لكن الاتهامات الاميركية تضاعفت ضد بعض القوى الايرانية التي تسلح حركة التمرد بزعامة رجل الدين المتشدد مقتدى الصدر. واشارت مصادر اعلامية في البلدين عن اعتقال عشرات الايرانيين في العراق، وقد يكون بعضهم شارك في معارك النجف بين عناصر ميليشيا «جيش المهدي» والجيش الاميركي. وقد تم الافراج اخيرا عن ثلاثة صحافيين يعملون لوكالة الانباء الايرانية الرسمية وكانوا اعتقلوا في التاسع من اغسطس .ورفضت بغداد الدعوة التي وجهتها طهران لعقد اجتماع طارئ بشان موضوع النجف لانها اعتبرت ذلك بمثابة «تدخل في الشؤون الداخلية العراقية». وقد نفت الجمهورية الاسلامية الايرانية اي تدخل من قبلها واي دعم لمن يقاتلون «في سبيل الشهادة» في العراق. واعلن الرئيس محمد خاتمي اول من امس في مؤتمر صحافي «ان سياسة ايران تهدف الى حل المشاكل في العراق. فنحن نريد الهدوء في هذا البلد. لدينا مشاكل مع الولايات المتحدة لكننا لن ننقل ابدا هذه المشاكل الى العراق ولن نفرضها على العراقيين»، لكنه اضاف «حتى الاميركيون يعرفون انه لا يمكنهم القيام بأي شيء من دون وجودنا في افغانستان والعراق». وفي حين قال انه «لم يكن جدار الريبة بين الدولتين اكبر مما هو بين ايران والولايات المتحدة»، فقد شبه الرئيس السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني المقاومة في النجف بتلك التي حصلت في ستالينغراد.