إعادة بناء النجف على رأس اهتمامات الحكومة العراقية

وفد الوزراء الخمسة يحصي الأضرار ويعد بالإسراع في توفير مستلزمات إزالة الأضرار

TT

أكد وزراء مسؤولون عراقيون يزورون النجف للاطلاع على أوضاع المدينة بعد توقف المعارك فيها، ان قضية إعادة بناء المدينة تحتل أولوية اهتمامات الحكومة العراقية، وذلك لدعم الأمن والسلام ولتأكيد الحاجة الى نبذ العنف في تسوية الخلافات السياسية.

والتقى وفد من خمسة وزراء عراقيين برئاسة قاسم داود وزير الدولة للشؤون العسكرية مساء أول من أمس بآية الله العظمى علي السيستاني مهندس اتفاق السلام الذي وضع حدا للمعارك في مدينة النجف في داره حيث دام اللقاء عشرين دقيقة ولم يفصح اي مصدر عن تفاصيل هذا اللقاء.

وسعى الوفد الى تقييم الأضرار التي نجمت عن المعارك العنيفة التي جرت بين القوات الاميركية وميليشيا «جيش المهدي» في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وأكد أعضاؤه ان إعادة بناء المدينة وتعويض المتضررين من بين ابرز اولويات الحكومة العراقية التي تسعى الى تعزيز الأمن والاستقرار وإعادة الطمأنينة الى نفوس أبناء المدينة ولئم جراحهم، ووعدوا بالإسراع في توفير مستلزمات إزالة الأضرار.

وضم الوفد في عضويته كلا من محمد علي الحكيم وعدنان الجنابي وزير الدولة ونسرين برواري وزير الأشغال والبلديات وعلاء الدين العلوان وزير الصحة الذين تم إيفادهم من قبل حكومة علاوي لزيارة المدينة المقدسة والاطلاع على احتياجاتها. وقد أقلت الوفد الحكومي مساء أول من أمس طائرتا هليكوبتر باتجاه النجف، وفور وصولهم الى النجف كان عدنان الزرفي محافظ النجف في استقبالهم حيث تم نقلهم بواسطة سيارات ترافقهم سيارات تابعة لقوات الشرطة العراقية ليزوروا المدينة القديمة مطلعين على حجم الأضرار التي لحقت بها، إضافة الى قيامهم بزيارة مرقد الإمام علي. ولدى تجوالهم بين أزقة المدينة، اطلع الوفد الحكومي على الأضرار التي لحقت بالدور السكنية والمحال التجارية، إضافة الى الوقوف على الواقع الصحي والمعيشي لأبناء المحافظة. وقال قاسم الداود ان المدينة ستعود الى سابق عهدها في غضون العشرة أيام المقبلة، فيما أكدت نسرين برواري وزيرة الأشغال والبلديات ان الحكومة العراقية ستعمل جاهدة على إعادة إعمار المدينة المقدسة. وقال مسؤولون في الحكومة العراقية ان المديرية العامة للبلديات ستنفذ ورش عمل تدعو اليها كافة المعنيين من الباحثين والأكاديميين والمختصين إضافة للدوائر القطاعية الرسمية المعنية لتقديم خدمات البنية التحتية التي لحق بها تخريب جراء تصاعد وتيرة المواجهات الأخيرة والتي تسببت في إلحاق أضرار كبيرة لمعظم الخدمات العامة. من جهة اخرى، قال محمود علي احمد مدير البلديات العام ان المؤسسات البلدية على اتم الاستعداد لتقديم أفضل الخدمات الى أهالي النجف ولعموم محافظات العراق حيث تم الإعداد لوضع الكشوفات الفنية لتطوير عدد من التقاطعات الرئيسية والمهمة في مراكز المحافظات والاقضية والنواحي التي تعرض معظمها الى الأضرار بفعل المواجهات العسكرية. وأضاف احمد انه وبموجب التصاميم المعدة من قبل قسم هندسة المرور في المديرية العامة للبلديات وفق المبالغ المخصصة ضمن الخطة الاستثمارية لعام 2004 لمشاريع هندسة المرور تم مناقلة مبلغ التخصيصات لمشروع هندسة المرور والبالغ 2793 مليار دينار ليتم توزيعها مجددا على المحافظات ومنها مدينة النجف من اجل تحديث الكشوفات الخاصة بمشاريع هندسة المرور والتي ستكون لها الاولوية في محافظة النجف الاشرف وخلال شهر سبتمبر (أيلول) المقبل. وكان مصدر في مدينة النجف اكد أن المعارك التي شهدتها المدينة تسببت في تدمير 30 محلاً تجارياً وأكثر من خمسين فندقا وحوالي 90 منزلاً وعدد من المدارس وإلحاق الأضرار ببعض المواقع الأثرية والتاريخية واعداد كبيرة من سيارات المواطنين، فضلا عن إلحاق الأضرار بالدوائر الحكومية والخدمية ومراكز الشرطة.