علاوي: الحكومة ستواجه «جيش المهدي» بقوة والتحقيقات تجري بشأن الجثث في محكمة الصدر

TT

أكد رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي ان تحقيقا يجري حاليا بشأن الجثث التي عثرت عليها الشرطة العراقية في المحكمة الشرعية التابعة لمقتدى الصدر زعيم ميليشيا «جيش المهدي» في النجف. كما أكد علاوي ان الحكومة العراقية ستواجه بقوة العمليات التي ما زال «جيش المهدي» يقوم بها في سائر مدن العراق بعد إخلاء النجف والكوفة.

وقال علاوي الذي كان يتحدث في برنامج «أنت والمسؤول» الذي بثه التلفزيون العراقي مساء أول من أمس «ان الحكومة العراقية لن تقف متفرجة أبدا، ولهذا بدأت التحريات في الشرطة العراقية بتسجيل كل الوقائع وإدخال الطب العدلي في هذا الموضوع للتعرف على الجثث والتحقيق في هذه الجريمة البشعة». وأضاف انه «سيتم التحقيق في تاريخ الوفيات وطريقة التعذيب وطريقة الوفاة من قبل الطب العدلي وبعد اكتمال التحقيقات سيكون للقضاء أحكام». وتابع «أنا طبيب (...) والجثث المتعفنة هي جثث يكون قد مضى على وجودها اكثر من شهر او شهرين حتى تتعفن بهذه الطريقة».

وكانت الشرطة العراقية وعناصر من قوات الحرس الوطني العراقي عثرت الجمعة على ما لا يقل عن 25 جثة في المحكمة الشرعية التابعة للزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر وسط النجف بعد إخلاء ميليشيات الصدر للمنطقة بموجب اتفاق مع آية الله العظمى علي السيستاني لإنهاء المعارك في المدينة. وعثر على هذه الجثث المتعفنة في قبو المحكمة الشرعية. وكان حمزة الدعمي معاون قائد شرطة النجف قد قال للصحافيين لحظة العثور على الجثث «لقد دخلنا الى المحكمة الشرعية التي أقامها مقتدى الصدر فاكتشفنا في قبوها عددا كبيرا من جثث رجال الشرطة والناس العاديين المدنيين». وأضاف ان «عددا منهم تم إعدامهم وآخرين تعرضوا للتعذيب وبعضهم تم إحراقهم».

وقال علاوي «التقارير التي تسلمتها اليوم (أمس) تقول انه لا تزال بعض العمليات مستمرة في مناطق أخرى من العراق سواء في البصرة او العمارة او بعض أنحاء بغداد باسم جيش المهدي». وأضاف ان «هذا شيء محزن ومؤسف وسنواجهه بقوة». وتابع «كلنا رأينا رسالة مقتدى وهو يدعو «جيش المهدي» الى إلقاء السلاح وان يتركوا مظاهر التسلح وهذا شيء مفرح، لكن يبدو ان هناك جهات في جيش المهدي ما زالت مصرة ومصممة على الاستمرار في التطاول على الوضع في العراق في مناطق أخرى غير النجف». وأوضح علاوي ان «هناك في اعتقادي من يعصي أوامر مقتدى الصدر في التنظيمات المسلحة التي تطلق على نفسها اسم جيش المهدي». ورأى ان «هذه العمليات التي تجري في مناطق متعددة من العراق مخالفة لرأي المرجعية ومخالفة لرأي الحكومة ومخالفة لرأي المؤتمر الوطني العراقي، وستتصدى الحكومة لهذا الموضوع وبقوة ان شاء الله». وقال «نأمل ان يلقي جيش المهدي السلاح في كل أنحاء العراق والا يقفوا موقفا معاديا للسلام والاستقرار في العراق». وقال ان «الحكومة لن تسمح بأي وجود مسلح خارج النجف وإطار الدولة العراقية سواء كان هذا الوجود من تنظيمات «القاعدة» او تنظيمات الزرقاوي او بن لادن او ما يطلق عليه بجيش المهدي». وأكد علاوي ان «تسليم الأسلحة مسألة مطلوبة وأساسية ومهمة ولن يكون هناك تراجع عن هذا الأمر». وأشار الى انه «لا تزال بعض الأصوات تخرج من هنا وهناك تدعي بأن جيش المهدي يجب ان يبقى ويستمر ولن يلقي السلاح وهذا لن نسمح به وسنتعامل مع هذه المسألة ضمن القانون». وقال «حقيقة أنا لا افهم ماذا يريد جيش المهدي ولا مكتب الشهيد الصدر. ماذا يريدون تحديدا؟ ما هو البرنامج السياسي لهم؟». وتابع «عندما يكون الهدف غير معلن وغير واضح وغير محدد فهناك استنتاج واحد منطقي وهو ان هذه الفئات تريد إلحاق الضرر بالعراق وتريد إيقاع ابلغ الأثر بالبنية العراقية وهذا لن يسمح به أي عراقي سواء كان في الدولة او خارجها».

من ناحية أخرى، أكد علاوي على ضرورة وضع حلول للتوترات والعناصر السلبية التي تشوب العلاقات بين العراق وإيران. وقال ان «هنالك عناصر سلبية وتوترات في العلاقات العراقية ـ الإيرانية هي ليست لمصلحة العراق وليست لمصلحة إيران، والنتيجة يجب ان تشترك الحكومتان في وضع حلول حقيقية وواقعية لها». وأضاف «(علينا) البدء ببناء علاقات واضحة وصريحة تقوم على عدم التدخل في الخصوصيات والشؤون الداخلية لكلا البلدين». وتابع «نحن حريصون على ان يذهب (نائب رئيس الوزراء) الأخ برهم (صالح) مع مجموعة من الوزراء الى إيران لكي يضعوا الحقائق امام أشقائنا في القيادة الإيرانية ويوضحوا بالأرقام بعض الملابسات التي حصلت لكي تبدأ علاقات تقوم على الإخوة والمحبة». وأوضح علاوي ان «(صالح) يحمل ملفات كثيرة لا اعرف ان كانت ساخنة او غير ساخنة تتعلق بالعلاقات الأخوية بين البلدين». وأعرب عن أمله ان «تكون الزيارة ناجحة ونحن حريصون على إنجاحها». وقال «نريد فعلا بناء علاقات أخوية ولا نعتقد ان هناك إشكالات بين الشعبين او الحكومتين، فإيران سبق ان استضافت الكثير من الذين ناضلوا ضد النظام السابق من قوى سياسية عراقية كانت في إيران واستمرت لحين تحررنا من نظام صدام حسين. هذه ستبقى في الذاكرة». وحول عمليات التسلل التي تحدث من بلدان الجوار وخصوصا إيران، قال علاوي «نحن لا نعتقد ان هذه العمليات تحدث بعلم وبموافقة وبمباركة هذه الدول». وأضاف ان «هناك جيوب كثيرة وعناصر إرهابية كثيرة تنتقل وتصل حتى الى أوروبا»، مشيرا الى ان «التهريب (التسلل) عمليات معتادة في مناطقنا، وللأسف الحدود العراقية وعمقها يستباح بسبب ما ارتكب من أخطاء من سلطات التحالف بعد الحرب وهي بالطبع أخطاء كبيرة».