نجل مرشد زعيم «القاعدة»: صدام رحب بالعرب الأفغان رغم وضعهم تحت رقابة مشددة

حذيفة عزام: الإخوان داخل العراق أدركوا أن الأفضل هو عدم تكثير القيادات والتنظيمات والأحزاب حتى لا تكثر المشاكل

TT

عمان ـ أ.ف.ب: رأى حذيفة عزام، نجل عبد الله عزام، مرشد زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، ان «أعدادا كبيرة من المقاتلين من معظم انحاء العالم الاسلامي يتدفقون الى العراق من اجل المشاركة في العمليات العسكرية ضد الاحتلال». وقال ان الرئيس العراقي المخلوع رحب بالعرب الأفغان رغم وضعه لهم تحت رقابة مشددة.

وقال حذيفة عزام، 34 عاما، الذي يعرف والده باسم «أمير المجاهدين»، «لا شك ان اعدادا كبيرة ستتدفق من معظم انحاء العالم الاسلامي من العرب وغير العرب بدافع العاطفة الدينية الصادقة وبسبب وجود غاز محتل، لمؤازرة العراقيين ومساعدة المقاومة بأي شيء حتى بالنفس». وقد اختار اسامة بن لادن عام 1984 مغادرة السعودية واللحاق بالفلسطيني عبد الله عزام الى أفغانستان. وقضى الأخير مع اثنين من ابنائه في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989 في أفغانستان في انفجار سيارتهم. ووضع عبد الله عزام، أحد منظري جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، «الموسوعة الجهادية» التي تعتبر مرجعا لعدد كبير من المسلمين. وقال نجله عن تصور والده للمقاومة ان عبد الله عزام «كان أول عربي توجه الى بيشاور للوقوف الى جانب الشعب الأفغاني في تحرير ارضه من السوفيات. كذلك الحال الآن بالنسبة الى العراق. فالحكم الشرعي واحد سواء كان المحتل أميركياً او روسياً... القاعدة الدينية لا تتغير». وقد تأثر بن لادن بهذا، وقام بزيارته في عمان عام 1984، في وقت كان فيه الفلسطيني يستعد للتوجه مع عائلته الى أفغانستان. فقرر اللحاق به والعمل في «مكتب خدمات المجاهدين» وتمويله، الى ان أسس «القاعدة» عام 1987، بحسب ما يروي حذيفة عزام.

وقال حذيفة في حديثه عن الأعمال المسلحة في العراق «لا شك انه حصل تنظيم وادرك الإخوان داخل العراق أن الافضل هو سياسة عدم تكثير الرؤوس بمعنى ألا تكثر القيادات والتنظيمات والأحزاب حتى لا تكثر المشاكل». وأضاف «نسبة كبيرة من المقاومة العراقية بينها تنسيق بين النخبة»، مشيرا الى ان هذه «الآيديولوجية قريبة من فكر والده والحركات التحريرية مثل حركة حماس». وتابع «باستثناء بعض الإفرازات التي خرجت عن هذه الآيديولوجية وللأسف الشديد التي تسيء احيانا الى سمعة المقاومة، فالأمور تتقدم يوما بعد يوم، والمقاومة تحقق تقدما وتحرز انتصارات حقيقية وتصبح اكثر نوعية وفاعلية». واشار الى ان «العرب الأفغان» بدأوا اواخر 2001 بالانتقال من أفغانستان الى العراق عبر سلاسل جبلية، بمساعدة المقاتلين الأكراد الموجودين في ساحة أفغانستان، وهم يعرفون طرق التهريب من افغانستان الى ايران ثم يدخلون العراق».

وفي وقت لاحق، «عندما بدأت تتأكد نية الولايات المتحدة بغزو العراق، رحب نظام صدام حسين بهؤلاء المقاتلين، لكنه فرض عليهم رقابة شديدة ومباشرة». وقد تدفق شبان من تنظيم «القاعدة» الى العراق حيث اقاموا تنظيما لمواجهة الاحتلال.

ورأى حذيفة عزام ان «الغزو الأميركي للعراق أوجد المقاومة»، مشيرا الى ان «الفتوى الشرعية تقول «اذا اعتُدي على شبر من اراضي المسلمين اصبح الجهاد فرض عين على أهل ذلك الشبر، فان كفوا او قصروا، توسع فرض العين على من يليهم حتى يعم فرض العين الأرض ومن عليها». إلا انه ذكر ان «مسألة الوصول الى العراق ليست سهلة، خصوصا في ظل الظروف الراهنة، وتزداد الأمور صعوبة يوما بعد يوم»، مشيرا الى ان «هناك تشديدا على الحدود لأن دول الجوار يهمها استقرارها وأمنها. وفي الوقت نفسه أميركا تضغط ضغطا شديدا على دول الجوار كي لا تسمح لأحد بدخول العراق».